هكذا تعاملت وحدة ألفا الروسية مع "منظمة التحرير الإسلامي" في الثمانينات.. هل تصلح نفس الطريقة مع داعش ؟

[rtl]هكذا تعاملت وحدة ألفا الروسية مع "منظمة التحرير الإسلامي" في الثمانينات.. هل تصلح نفس الطريقة مع داعش ؟[/rtl]

[rtl]وكالة أوقات الشام الإخبارية[/rtl]
[rtl]محمد صالح الفتيح
انطلقت داعش تأخذ المدن والمواقع في العراق وتزيح أعدائها باعتماد العنف الممنهج والتمثيل بجثث أعدائها. لا جديد - من حيث المضمون - في تكتيكات داعش فهي جزء مما روج له الجيش الأميركي ضمن حزمة تكتيكات مايعرف باسم "سلاح الصدمة والترويع" - Shock and Awe - والذي يعرفه الاستراتيجيون العسكريون الأميركيون على أنه سلاح يعتمد على الاستخدام المفرط للقوة بهدف شل قدرات الخصم على إدراك مايحصل في ساحة المعركة بقصد هزيمته (هكذا يعرف الأباء الروحيون لهذا التكتيك عندما تكلموا عنه في العام 1996). استخدمت القوات الأميركية هذا السلاح مرات عديدة، ولاسيما ضد الجيش العراقي، حيث استخدمت أسلحة الفوسفور الأبيض والقنابل الحرارية التي تحول أجساد الجنود إلى أشلاء متفحمة عديمة الملامح وكان لهذه الأسلحة الفضل في حسم معارك بغداد بعد المواجهات الشهيرة في مطار بغداد. داعش، التي لايخفى الدور المخابراتي الغربي في إنشائها وتطويرها، استخدمت السكين بدل الفوسفور الأبيض وحز الرقاب بشكل جماعي بدل تفحيم الجثث بالقنابل الحرارية. والنتيجة واحدة وهي صدم الخصم وترويعه وهزيمته وأخذ مواقعه بدون قتال تقريباً. حاولت داعش مؤخراً تطبيق هذا التكتيك ضد الجيش السوري في معارك جبل الشاعر ومقر قيادة الفرقة 17 وأحدثت الصور القادمة من تلك المواقع ردود فعل شبه متوقعة وبالاتجاه الذي أرادته داعش – وإن كان التأثير تحقق بشكل رئيسي على حاضنة الجيش السوري وليس على أفراد الجيش السوري أنفسهم كما أظهر تحرير حقل الشاعر واستمرار القتال في مناطق الرقة والحسكة ضد الدواعش.

السؤال المنطقي الآن هو كيف يواجه سلاح الصدمة والترويع الداعشي، وخصوصاً بطريقة تساعد على الانتصار عليهم؟ ربما من خلال عريضة للمثقفين السوريين أو بيان لتيار بناء الدولة يهيب بداعش أن لا تفعل ماتفعله أو ربما بتغيير صور "البروفايلات على الفيسبوك" – وقد ساعد هذا الأسلوب الاستراتيجي تحديداً في إنقاذ مسيحيي الموصل! سأحاول تقديم إجابة. ولكي لا يتهجم عليّ "المُنَظّرون"، سأقدم إجابتي على شكل استدعاء حادثة تاريخية. في العام 1985 كانت الحرب في طرابلس بين مؤيدي سورية ومعارضيها على أشدها وكان أعداء سورية، وخصوصاً المتطرفون الإسلاميون، يتراجعون يومها في مواقعهم هناك. لم يجد أعداء سورية سبيلاً لوقت تراجع قواتهم هناك فكان أن تفتقت أذهانهم عن خطة لخطف دبلوماسيين تابعين لسفارة الاتحاد السوفيتي في بيروت ليكون شرط الإفراج عنهم هو وقف القصف على طرابلس. وهكذا خطفت جماعة تطلق على نفسها اسم "منظمة التحرير الإسلامي" أربع دبلوماسيين سوفييت (ثلاث ملحقين وطبيب) في نهاية شهر أيلول 1985. تواصلت المخابرات السوفيتية (KGB) مع الخاطفين الذين أعلنوا أن مطالبهم لإطلاق سراحهم هي وقف القصف على طرابلس. وعندما لم يتوقف القصف المدفعي على طرابلس قام الخاطفون بتصفية أحد الدبلوماسيين ورمي جثته في أحد خنادق بيروت. قبل أن أستكمل سرد القصة، حاول أن تفكر عزيزي القارئ، ماذا كنت لتفعل لو كنت صاحب القرار السوفيتي يومها؟ كيف كنت لتحرر دبلوماسييك وتضمن حياتهم – وتضمن طبعاً أن لا تتكرر هذه الحادثة مجدداً؟

كان الرد السوفيتي هو أن أفراداً من المخابرات السوفيتية – وفي رواية أخرى، أفراد من وحدة ألفا للمهام الخاصة – قاموا بأسر بعض أقارب الخاطفين اللبنانيين وقاموا بقتل أحد هؤلاء والتمثيل بجثته وقطع أحد أجزائها (يقال تم قطع الرأس وفي رواية أخرى تم قطع "عضو" آخر وفي رواية ثالثة تم قطع الرأس وذلك العضو الآخر) ووضعه في كيس مع قائمة بأسماء أقارب الخاطفين الذين أسرهم السوفييت إضافة إلى أسماء أقارب أخرين كان السوفييت يستطيعون الوصول إليهم. تم رمي ذلك الكيس إلى الخاطفين الذين استوعبوا الرسالة تماماً واطلقوا سراح الدبلوماسيين السوفييت. الجدير بالذكر هنا أن تلك كانت المرة الأولى والأخيرة التي يخطف فيها أحداً دبلوماسيين سوفييت وكانت تلك أيضاً المرة الأخيرة التي يسمع فيها أحد باسم "منظمة التحرير الإسلامي". اترك استخلاص العبر للقارئ.[/rtl]

» وزارة الداخلية الروسية: تفكيك خلية لـ"حزب التحرير الإسلامي"
» المقداد بحث مع وفد منظمة التحرير اوضاع الفلسطينيين داخل المخيمات السورية
» من الذي أسس منظمة المؤتمر الإسلامي وماعلاقتها بالقاعدة ؟
» الطريقة الوحيدة لهزيمة داعش.. التعاون مع الأسد وإيران
» التلغراف: ألفا بريطانى يحاربون فى صفوف “داعش”