الإبراهيمي ، نهاية بائسة

الإبراهيمي ، نهاية بائسة

الاربعاء , 14 ايار / مايو 2014

الإبراهيمي ، نهاية بائسة Oi8vcGFub3JhbWEuYWxtYWRpbmEubmV0ZG5hLWNkbi5jb20vd3AtY29udGVudC91cGxvYWRzLzIwMTQvMDUvMjExNV8xXzEtZTE0MDAwOTM1Mjg1MzAuanBnPzMwZjM3Ng%3D%3D

الإبراهيمي ، نهاية بائسة Oi8vcGFub3JhbWEuYWxtYWRpbmEubmV0ZG5hLWNkbi5jb20vd3AtY29udGVudC91cGxvYWRzLzIwMTQvMDUvMjExNV8xXzEtZTE0MDAwOTM1Mjg1MzAuanBnPzMwZjM3Ng%3D%3D

أحمد الحباسى تونس
أملك جينات لا تحتمل المنافقين و خصوصا إذا كانوا من الدبلوماسيين التابعين للهياكل “الأممية” ، أقصد بالتابعين طبعا ، هؤلاء المغرمين العملاء الذين ينتهجون المناهج التعليمية الصهيونية و يقفون على خط النار مع المشروع الصهيوني الصليبي في المنطقة العربية ، بطبيعة الحال ، الأخضر الإبراهيمي ، أحد أدوات المنتظم الدولي الذي تمارس فيه الولايات المتحدة و إسرائيل كل ألعابها و مؤامراتها القذرة على الشعوب الحرة في العالم ، و بتقدم السنوات يستحق الرجل تكريما صهيونيا من نوع خاص لأنه تفانى بجدية لا يحسد عليها في إرباك الأوضاع العربية و تعامى عن عديد الحقائق القبيحة لهذا النظام الدولي الجائر و بعض أدواته الخليجية في المنطقة .
من عين الأخضر الإبراهيمي في مهمته المستحيلة في سوريا ؟ بان كي مون ، الأمين العام للأمم المتحدة ؟ بالطبع لا بالبنط العريض ، لان سيادة ” الأمين” هو نفسه معين من الإدارة الأمريكية و اللوبي الصهيوني داخل هذه الإدارة ، المجتمع الدولي أو ما يسمى بالأعضاء الخمسة داخل مجلس الأمن ؟ بالطبع لا بالبنط العريض أيضا ، وحدها الإدارة الأمريكية الصهيونية و أجهزة المخابرات و اللوبي النفطي داخل هذه الإدارة هم من عينوا هذه الأداة الطيعة ، و الرجل يعلم علم اليقين أنه رجل أمريكا و الصهيونية العالمية و أن قرار التعيين لا يمكن في مثل حالته أن يصدر إلا عن جهة واحدة هي الإدارة الأمريكية التي فوضها النظام العربي العميل المتخاذل و الجامعة العربية الآيلة للسقوط ” شرف ” هذا التكليف.
من أسقط مبعوث الجامعة العربية إلى سوريا السوداني اللواء الدابى ؟ من أسقط مبعوث مجلس الأمن إلى سوريا الغاني كوفي عنان ؟ السؤال لا يحتاج إلى إجابة بالنسبة للمطلعين و المتابعين ، يكفى اتهام الولايات المتحدة و إسرائيل ، لان البقية سواء من دول الخليج أو هذا الزنديق التركي رجب أوردغان هم مجرد أزلام يحركهم المشروع الصهيوني في المنطقة و يصومون و يفطرون على مدفع إفطاره ، يعنى أن الأخضر الإبراهيمي قد “تسلم” هذه المهمة من باب مواصلة ” المهمة ” لا غير و هم عارف بهوية مؤجره الصهيوني و بمضمون المؤامرة على سوريا و بكل الأطراف المشاركة فيها و بالأمر المطلوب منه تنفيذه ، يعنى أن سيادة ” المبعوث ” قد جاء إلى سوريا ليعطى الوقت للوقت حتى تنهى الجماعات الإرهابية السلفية الصهيونية تنفيذ مهمتها الدموية الوحشية ضد الشعب السوري .
سأفترض أنكم مغفلون ، بسطاء التفكير بالفطرة ، و أتساءل بكل غباء الدنيا ، هل يعقل أن يكون الإبراهيمي على حسن نية و هو يمتطى الطائرة إلى سوريا ؟ هل كان الرجل غافلا عما يدبره الصهاينة لسوريا ؟ هل يعقل أن لا يعلم بالعداوة الدائمة القائمة بين سوريا و بين العدو الصهيوني ؟ هل أنه لا يطالع الصحف و يستمع إلى وسائل الإعلام العالمية ؟ ألا يتابع سيادة المبعوث مجريات المؤامرة منذ بداية انسحاب القوات السورية من لبنان ؟ ألا يعلم بالعقوبات الاقتصادية المفروضة غربيا على سوريا و ما يسمى بقانون محاسبة سوريا ؟ ألم يقرأ عن الحملات ” الدموية” الإعلامية الخليجية ضد نظام الرئيس الأسد خاصة بعد توصيفه الدقيق الشهير للبعض من حكام الخليج بأنصاف الرجال ؟ ألم يطلع على الضغوط الخليجية على إسرائيل “لإنهاء” المقاومة صيف تموز 2006 و المستهدف الأصلي طبعا هو محور المقاومة التي تمثل سوريا فيه حجر الزاوية .
ثم ، و هذا الأهم ، هل أن ما حصل في سوريا له سمات الثورة الشعبية السلمية ؟ إذا كان جواب المبعوث بالإيجاب ، فما هو المطروح على القيادة السورية في هذه الحالة ؟ الانسحاب و ترك الملعب للائتلاف السوري المتكون من برهان غليون و الإخوان و عبد الباسط سيدا و أحمد الجربا و آل طلاس و عبد الحليم خدام و ذاك حجاب الهارب من رئاسة الحكومة السورية في غسق الليل ، القبول بخروج ” آمن ” للرئيس الأسد إلى دول البلطيق أو جنوب سيبيريا ؟ ثم ، إذا كانت الثورة سلمية ، من هؤلاء “المبعوثون” السعوديون الآتون من كل فج عميق الذين صنفتهم الولايات المتحدة الأمريكية بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 منظمات إرهابية تولت مخابراتها متابعتهم في كل أرجاء المعمورة بقصد محاكمتهم بتهمة الإرهاب ؟ هل هناك ثورة في العالم ، نصفها سلمى ، و نصفها إرهابي ؟ يعنى أن الحل المقترح من المبعوث الجزائري “الغبي” سيكون على الشكل التالي : مفاوضات بين النظام الممثل للشعب السوري مع جزء يمثل الثورة السلمية السورية المزعومة و مع جزء يمثل المشروع الإرهابي العالمي لإنشاء أرض الميعاد لتوطين إرهاب العالم من كل ” الطوائف ” .
لذلك لم تفلح المؤامرة التي كان الأخضر الإبراهيمي شريكا دمويا فيها بالقول و الفعل ، بالقول ، لما مارس ضغوطا إعلامية مدروسة بعناية على سوريا لا يعلم سرها إلى كبار الدبلوماسيين المتمرسين في ميدان الدعارة السياسية ، بالفعل ، لما صمت صمت الخونة و اللئام على تفاصيل المذبحة المروعة التي تعرض إليها الشعب السوري ناهيك عن تدمير بنيته التحتية الاقتصادية و الاجتماعية و العلمية ، و على مدار أكثر من ثلاثة سنوات من التذبيح و سفك الدماء و اغتصاب الحرائر السوريات ، لم يتحرك الضمير الميت للمبعوث “الأمريكي ” ، و لم تتحرك النخوة العربية ، و لا الضمير الإنساني نحو شعب مسلم شقيق يتعرض إلى عملية ذبح على المباشر ، و لم نسجل لهذه الآلة الصامتة مجرد تصريح بائس وحيد يسمى عناصر و ذيول المؤامرة بأسمائها من باب المبادئ الأخلاقية بحيث بات من الواضح أن هذا الشيخ ” المتصابي” سياسيا قد فقد كل صلة بالقيم العربية و بات مجرد رقم في كنش أسماء و عناوين الأدوات التي يسخرها النظام العالمي الجديد لتمرير المؤامرة على الشعوب العربية بكثير من التفاصيل المرعبة ، ذبلت أوراق ” الأخضر” و سقط الإبراهيمي ، تلاحقه لعنات السوريين و كل أحرار العالم

» نهاية «دويلة القلمون»
» نهاية الأسرار المحرّمة (1)
» مدينة حمص .. نهاية المعركة
» نهاية الاستعمار الفرنسي
» هل وصل اردوغان الى نهاية الطريق؟