مسرحية الشعب يريد إسقاط النظام

مسرحية الشعب يريد إسقاط النظام

الجمعة , 9 ايار / مايو 2014

مسرحية الشعب يريد إسقاط النظام Oi8vcGFub3JhbWEuYWxtYWRpbmEubmV0ZG5hLWNkbi5jb20vd3AtY29udGVudC91cGxvYWRzLzIwMTQvMDUvNTM5MzE1MDgxNF9kYTNmMmYwOWVjX3otZTEzOTk2MTc0NTExMjYuanBnPzMwZjM3Ng%3D%3D

أحمد الحباسى تونس
“العصر الرقمي الجديد: إعادة تشكيل مستقبل الناس والأمم والأعمال” عنوان كتاب كوهين شارك أريك شميدت المدير التنفيذي لشركة غوغل ، ربما لا يعنى هذا الكتاب و محتواه شيئا للعموم ، وربما لم يطالعه الكثيرون خاصة في العالم العربي ، لكنه كتاب مهم يطرح كثيرا من الأسئلة و يجيب على كثير من الخفايا ، خاصة بعد أن ثبت “ضلوع” وسائل الاتصال في إسقاط بعض الأنظمة العربية الديكتاتورية فيما سمى اصطلاحا بثورات الربيع العربي ، و عندما تتسرب وثائق و معلومات حول مشاركة بعض “الخلايا” الغربية التي لها علاقة بتنشيط المد الثوري لدى الشعوب سواء بالتمويل أو بالتكوين حتى تكتسب الخبرات اللازمة لتشكيل نواة صلبة و متحركة لإدارة الثورات أو الهزات الاجتماعية الشعبية ، و عندما نكتشف أن أجهزة الاستخبارات الغربية ، الأمريكية البريطانية بالخصوص ، تقوم بفك شفرة حتى تتمكن من التصنت على اتصالات مستعملي الانترنت ، و عندما تقر وكالة المخابرات المركزية الأمريكية بأن أجهزة المخابرات قد قامت بمراقبة سرية الاتصالات في العالم و هو الأمر الذي فضحه المتعاقد السابق بالوكالة ادوارد ستوددن ، فالواضح أن الغرب قد أعد العدة تماما لتنفيذ مؤامرة إسقاط الأنظمة بواسطة الانترنت و بقية وسائل الاتصال الحديثة .
يكفى إذن أن تتجمع العناصر التالية ليتم إسقاط النظام ، أن يفقد دوره المضبوط من الدوائر الصهيونية ، أن يتـــم إيجــــاد بديل جاهــز ، أن تتحرك خيوط كل وسائل الاتصال و الإعلام ، أن يفتح المجال “للخلايا” النائمة التي تم تدريبها للساعة الصفر ، أن يتم تحريك الوجدان الشعبي بواسطة التسريبات الإعلامية المبيتة و المغرضة ، أن يتم العمل على تحييد المؤسسة الأمنية بكل الوسائل المباشرة و غير المباشرة ، أن يتم تأليب الرأي العام العالمي ضد ما يسمى “باستبداد النظام ” ، أن يتداعى إلى تنظيم اجتماعات سريعة للهياكل الدولية ، أن يتم نشر فضائح معينة لذلك النظام من شأنها زيادة الضغط في الشارع و ضمان استمراره الفترة اللازمة لإرباك النظام حتى يمتثل لدعوات “المغادرة الآمنة” .
هناك قناعة لدى البعض أن محطات عربية مثل الجزيرة و العربية على سبيل المثال لا الحصر قد ساهمت في إشعال و إذكاء الانتفاضات العربية ، هذا صحيح بعض الشيء ، لكن الثابت أن هذا الاستنتاج يطرح أسئلة خطيرة مهمة أولها على الإطلاق من حرك هذه المحطات التي “تنتمي ” إلى أنظمة شمولية متخلفة لتتحدث عن الديمقراطية أو حقوق الإنسان و بصورة عامة مساندة الثورات الشعبية و حكوماتها تلامس القاع في هذا المجال ، هل يمكن الاقتناع بأن هذه المحطات قد قامت بدور إعلامي من باب المهنية و الحال أن توالى سقوط الأنظمة سيقرب النار الملتهبة إلى أنظمة خليجية آيلة للسقوط بفعل التكلس و الجمود و الشمولية ، إذن ، من يحرك الجزيرة فعلا ؟ ما هي علاقة الجزيرة بالاستخبارات الصهيونية الغربية ؟ من يرسم الخط ” التحريري” لقناة الجزيرة ؟ من “ينتدب” الطاقم التحليلي ؟ لماذا خفتت شعلة الجزيرة بسقوط الإخوان أو بصمود الجيش و الشعب السوري ؟ ما علاقة حرق العلم القطري و المناداة الشعبية التونسية بقطع العلاقة مع السعودية بالدور الإعلامي المشبوه للجزيرة أو للعربية ؟ .
هناك خطة أمريكية صهيونية لإعادة تشكيل العالم بعد سقوط الاتحاد السوفيتي السابق و انتهاء الحرب الباردة بين القطبين ، هناك قفزة أمريكية إلى قلب آسيا ، وقفزة موازية إلى المنطقة العربية برمتها ، أمريكا تبحث أن تكون إمبراطورية استثنائية لا ينازع سطوتها أحد في العالم ، دور المخابرات و دور الإعلام ووسائل الاتصال الحديثة محوري في هذه الحرب ، أمريكا هي من تصنع الديكتاتوريات لابتزازها اقتصاديا ، و هي من تصنع الثورات باستعمال الوسائل المذكورة عند انتهاء الدور و مدة الصلاحية ، البقية في فلك أمريكا و الصهاينة يسبحون ، لذلك فالدور قادم لا محالة على الأنظمة الخليجية سواء بحكم رفض هؤلاء التغير و التغيير أو بحكم انتهاء الصلاحية و الدور أو بتوفر البديل الجاهز للقيام بالدور المتجدد ، و المنطق لا يقبل أصلا باستمرار هذه الأنظمة الشمولية بهذه الشاكلة و في قلب عالم متطور مجنون ، و على كل حال ، من المتوقع أن تكون محطة الجزيرة كمفصل و أداة صهيونية هي من تعصف بالنظام القطري و أن تقوم قناة العربية بنفس الدور الذي تلعبه الآن لإسقاط النظام السعودي ، المسألة مسألة وقت و مسألة قرار صهيوني و مسألة متطلبات المراحل القادمة لا غير .
إذا لم تربح المباراة عليك بتغيير اللاعبين ، هكذا يؤمن مايلز كوبلاند في كتابه “لعبة الأمم ” الصادر منذ سنة …1969 ، إذن فكرة تغيير الأنظمة العربية قديمة في الذهنية الأمريكية الصهيونية ، و تغيير اللاعبين ، يعنى تغيير رأس النظام أو تغيير القائمين المخططين الفاشلين بعقول جديدة تقدم حلولا و تطرح بدائل ، أما المباراة فهي السيطرة على مفاصل المصالح و الثروات العربية ، الإعلام و وسائل الاتصال تعتبر أهم عنصر يقوم بالتغيير في العقليات و يرسم ملامح خارطة الطريق الأمريكية التي تدفع إليها الجماهير الغاضبة حتى يحص ربح المباراة دون أن ينتبه الغاضبون في الساحات أن ثورتهم تسرق و تنهب و يتم الاستحواذ عليها و إدارة إرهاصاتها من خلف الأبواب المغلقة ، هذا هو مغزى عنوان ” لعبة الأمم ” لمن يريد أن يفهم .

» الشعب يريد إسقاط الجنسية عن كل عميل .. بقلم: مي حميدوش
» النبوءات التوراتية في دمار دمشق: لهذا يريد المحافظون الجدد إسقاط النظام
» لهذه الأسباب يريد المحافظون الجدد إسقاط النظام في سوريا ...نضال حمادة
» فصول جديدة في مسرحية التآمر على الشعب العربي السوري..والائتلاف العميل البطل
» الشعب يريد .. تغيير الوسيط