معركة القلمون انتهت، أين طبول الحرب؟

[rtl]معركة القلمون انتهت، أين طبول الحرب؟[/rtl]

[rtl]وكالة أوقات الشام الإخبارية[/rtl]
[rtl]في النصف الثاني من شهر تشرين الثاني للعام الفائت، أطلق الجيش السوري نفير التحول في مسار عملياته العسكرية في منطقة القلمون، وقرعت طبول الحرب التي سارع «مسلحو المعارضة» إلى وضع مكبرات الصوت أمامها وخلفها ومن فوقها ومن تحتها، أملاً بتضخيم ضجيج المعركة وهرباً منها.

في الحد الأدنى كان مسلحو المعارضة يعولون على استنزاف قوات الجيش السوري وحلفائه من خلال إطالة أمد المعارك في كل بلدة لشهور، وكلهم أمل بوقفها «ترهيباً»، وبحسب ما تكشف لاحقاً، لم تكن تنقصهم لا الذخائر، ولا المقاتلين ولا حتى المواد الغذائية أو المشافي الميدانية، لفعل ذلك، لكن شتان بين من يقاتل بإرادة خارجية ومدعوماً بمرتزقة من شتى أصقاع العالم، وبين من يقاتل لأجل أرضه ووطنه.

قارة كانت نقطة الإنطلاق، التي اندفعت وحدات الجيش العربي السوري عبرها نحو باقي المدن والبلدات السورية القلمونية، فحاول المسلحون الإلتفاف على خطط الجيش بالتمدد الى دير عطية وقطع طريق حمص - دمشق، فجاء الرد عنيفاً وتم دحر المسلحين منها والتقدم نحو النبك، التي لطالما كانت حصناً من حصون المسلحين ومستودعاً لذخائرهم الفائضة، ومعملاً للقذائف والصواريخ والسيارات المفخخة، فسقطت، وبعدها الجراجير والسحل ومزارع ريما، و«القلعة اليبرودية» التي تبين أنها من ورق «الصُراخ»، لتليها رأس العين، ورأس المعرة ثم فليطة، وهنا كرت سُبحة الأسئلة: أيكمل الجيش نحو الجبة فعسال الورد؟ أم يواصل من رأس العين باتجاه الصرخة؟
كان لدى الجيش «جعبة» مليئة بالأجوبة، التي احتفظ بها لنفسه، فتقدمت قواته بشكل مفاجئ باتجاه رنكوس، بعدما نفذت حصاراً مثلثاً على الطرق والممرات بين البلدات، والتفت قواته من جهة صيدنايا ووادي بردى (إفرة ومرتفعاتها) على رنكوس من جهة تلة المرصد وجرودها الغربية حيث أُسقطت القوات التابعة للجيش السوري ووحدات الدفاع بشكل «تكتيكي» على تلال ومرتفعات مطلة على البلدة التي سرعان ما سقطت وبشكل دراماتيكي، ليهرب المسلحون منها الى الزبداني، وسهول رنكوس ومزارعها، فيما كانت قوات أخرى من الجيش السوري تتقدم على محاور بلدة الصرخة وتسيطر على تلالها ومرتفعاتها الأقرب الى أحيائها الداخلية، وفي عملية منسقة وسريعة وبشكل متواز مع بلدة معلولا التاريخية، لتسيطر عليها، ثم تتقدم الوحدات المنتظرة على مداخل جبعدين والجبة إشارة الاقتحام فتنفذه خلال ساعات محدودة، شكلت مفاجأة كبيرة للمراقبين فيما كانت الصدمة التي أحدثتها في صفوف المسلحين كفيلة بجعلهم يهيمون على وجوههم في الأودية والجبال بحثاً عن ملجأ يقيهم ضربات كمائن الجيش السوري ووحدات الدفاع التي كانت قد جهزت لهم العديد من الأفخاخ والمصائد التي قتلت ما يزيد عن ١٢٠ مسلحاً في ساعات قليلة.

بعض المسلحين باغتهم اقتحام الجيش السوري ووحدات الدفاع لمواقعهم وهم لا يزالون داخل دشمهم، وعن هذه النقطة تحديداً، تحدث مصدر ميداني موضحاً أن تموضع القوات الخاصة ووحدات النخبة على مشارف البلدات المنوي اقتحامها، بعد عمليات رصد دقيق لنقاط تمركز المسلحين، ساهم في اصطياد العديد منهم حتى قبل أن يتسنى لهم ملاحظة انطلاق الهجوم، كما أكد المصدر أن عمليات «تصفية» قادة المجموعات المسلحة في البلدات قبل اقتحامها، سرعت من انهيار المسلحين، الذين باتوا يشعرون بأن يد الجيش السوري تطالهم جميعاً حتى قبل دخوله الى بلداتهم.

الجيش السوري الذي اعتمد الى حد كبير في العمليات الأخيرة على عمليات الرصد والاستطلاع المُسبق والمتواصل، استخدم لهذه الغاية طائرات استطلاع متطورة، قامت برصد تحركات المسلحين على مدار الساعة، مسجلة بدقة أماكن تواجد قياداتهم، مستودعات سلاحهم وذخيرهم، وحتى بعض «المنازل الآمنة» التي كان هؤلاء ينوون اللجوء إليها في ساعات اشتداد القتال.
بسقوط الصرخة ومعلولا والجبة وجبعدين تكون عمليات الجيش السوري العسكرية الكبرى قد انتهت في منطقة القلمون، ويبقى بعض الجيوب التي سيأخذ الجيش السوري وقته في معالجتها، بعد تثبيت نقاطه ومواقعه الجديدة، رافعاً المزيد من رايات «العيون الخضر» فوق بلدات القلمون وجباله وجروده، معلناً نهاية كل أمل للمسلحين في الاستفادة من تلك المنطقة، ومُسقطاً كل المقولات التي تحدثت عن قلاع حصينة ومعارك ضارية تنتظره هناك، ولسان حال ضباطه وعناصره اليوم «الجيش انتصر، أين طبول الحرب في القلمون»؟!.

بيان قيادة الجيش السوري
‎القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة في سوريا، أعلنت «إن وحدات من الجيش العربي السوري بالتعاون مع الدفاع الوطني تمكنت صباح اليوم (أمس الإثنين) من إعادة الأمن والاستقرار إلى بلدات معلولا- الصرخة- الجبه في منطقة القلمون وإحكام السيطرة على التلال والمرتفعات المحيطة بها بعد أن قضت على أعداد كبيرة من الإرهابيين ودمرت أدوات إجرامهم».
‎وأضافت القيادة في بيان «إن هذا الإنجاز الجديد يأتي استمراراً لانتصارات الجيش العربي السوري في مواجهة الإرهاب التكفيري ويشكل مرحلة حاسمة في القضاء على ما تبقى من بؤر إرهابية في القلمون خاصة وفي ريف دمشق بشكل عام ومحطة أساسية للإجهاز على منظومة الإرهاب وداعميه على امتداد ساحة الوطن».
‎وأكد بيان القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة أن ما يحققه الجيش العربي السوري من انتصارات متلاحقة يأتي في إطار قراره الحاسم بالقضاء على المشروع الإرهابي الوهابي التكفيري تجدد عزمها وإصرارها على الوفاء بعهدها لجماهير شعبنا في بذل الغالي والنفيس فداء لعزة الوطن وصونا لكرامته.
سلاب نيوز[/rtl]

» هل هي طبول الحرب تقرع بقوّة؟ ...ابراهيم الأمين
» قرع طبول الحرب على سوريا
» كتب ناصر قنديل: طبول الحرب ام ؟
» ناصر قنديل: قرع طبول الحرب؟
» معركة الراموسة في حلب انتهت بهزيمة المهاجمين