الرقاويون: اللهم لا شماتة!!

[rtl]الرقاويون: اللهم لا شماتة!![/rtl]

[rtl]وكالة أوقات الشام الإخبارية[/rtl]
[rtl]الدكتور نبيل فياض[/rtl]
[rtl]صديقة مقرّبة جدّاً من سكّان الرقة ومن أصل ديري! تكلمت معها بعد عناء هائل بسبب سوء الاتصالات. صاحت بصوت مكسور يتناقض بالمطلق مع حيويتها الرائعة التي طالما كانت تغزونا بها: "نحن نعيش أسوأ أيام العمر! أمور لا يمكن تصوّرها. لقد تدمّرنا!! دمرونا!! دمّرونا "! قالتها بلهجتها الديرية ذات الطعم العراقي الجميل !

الرقة الآن، في ظل داعش وأخواتها، أقرب إلى مشفى مجانين لا سبيل إلى الخروج منه!
كائنات غريبة، مسكونة بعقيدة أغرب، تريد العودة بالرقة إلى عصر ما قبل اختراع اللغة والتاريخ والجغرافيا!
الرقّة اليوم قاب قوسين أو أدنى من التهشّم!
المجتمع المدني الرقاوي مبعثر في اصقاع الأرض، بحثاً عن لحظة حرية ونَفَس غير مسمم!!
من الشباب العلمانيين الذين تواصلنا معهم في السنوات الأخيرة، لم يبق أحد في مدينة الرشيد – اختاروا الهجرة الطوعية على التأسلم القسري بين بيروت وأنقرة!
لكن السؤال الأهم: هل كان باستطاعة النصرة أو داعش أو لواء الإسلام أو غيرهم من جماعات الإرهاب الإسلامي الاستيطان في السويداء أو طرطوس أو القصاع أو جرمانا – مهما كانت إمكانياتهم اللوجستية؟؟
لماذا اجتاحوا الرقّة وحمص القديمة وأرياف إدلب وحلب وحمص – القندهارات السورية – ولم يتمكنوا قط من دخول وادي النصارى أو محردة أو المشرفة؟؟
في السابق، كتبنا عن ممارسات غير عادية بدأت تنتشر كالسرطان في المجتمع السنّي السوري، الذي سقط في هاوية الطائفية مع غياب الدولة وانتشار شيوخ فتنة من كل الأصناف على سجاجيد من ريالات وتكفير:
1 – أجهزة الهاتف الخلوي التي تحمل رناتها أناشيد لا تنقصها الطائفية ولا التطرّف أو الإرهاب؛
2 – المساجد يوم الجمعة التي تنضح بزوارها حتى صارت تشكل عقبة مرورية حقيقية؛
3 – النساء التكفيريات اللواتي يتعاملن مع غير " الملتزمات " [ غير المكبوتات جنسياً ] باحتقار لا يجارى؛ وحين يظهر اعتراض، تقف الدولة، بقضها وقضيضها، مع الطرف السلفي؛
4 – وأخيراً؛ انتشار ظاهرة الأطفال السلفيين والطفلات السلفيات اللذين كانوا يترددون إلى معاهد تحفيظ القرآن أو إلى المساجد، والذين صار بعضهم اليوم مقاتلين أشاوس دمّروا الوطن على رؤوس أهله.
كلّهم – بمن فيهم بعض من كبار المسئولين الذين لا يميزون بين مروان بن الحكم ومروان خوري - كانوا يريدون حكماً إسلامياً بدل الدولة العلمانية [!!] الكافرة! واليوم جاءكم الحكم الإسلامي، فلماذا تتأففون؟؟
حين أرادت طالبان نسف تماثيل بوذا في داميان، قيل في قطر إن القرضاوي سيذهب إلى أفغانستان لإقناع طالبان بأن ما يقومون به مناف تماماً لأسس الدين الإسلامي الحنيف [ بالمناسبة، هل يعرف أي من مشايخنا الأفاضل المعنى الحقيقي لكلمة حنيف؟ ]! وقتها كنت مسافراً إلى قطر؛ وكان ثمة لقاء مع الدكتور المثقف، الذي ترك سوريا بلا أسف، محمد شحرور. قال وقتها الباحث النادر: سيفشل القرضاوي في مهمته قطعاً! سألت: لماذا؟ قال: لأن المسلم الحقيقي الملتزم بحرفيات الشرع لا يمكن أن يكون غير طالبان! والقرضاوي بنظرهم مسلم منافق غير ملتزم بحرفيات الشرع. وهم بالتالي قادرون على تقديم الحجج الشرعية التي تدعم وجهة نظرهم في تدمير التماثيل!
وفشل القرضاوي في مهمته المستحيلة! وأثبت محمد شحرور أنه يفهم طالبان والقرضاوي وهو في قلب دمشق! " المسلم الحقيقي هو أسامة بن لادن أو الملا عمر "! غير ذلك، مسوّف أو منافق!
كانت الغالبية الساحقة من السوريين السنّة تعتقد أن الخلاص هو في دولة الخلافة الإسلامية! وكانوا يعتقدون، بجهل لا يجارى، أن الولوج في عالم الخلافة هو المخلّص الأوحد من الشرور والظلم والاضطهاد؛ والناقل الأوحد إلى عالم مستقبلي يتعايش فيه الذئب والحمل بوئام وحب!
وخرجت عليهم داعش من ثنيّات الوداع!!
اللهم لا شماتة!
وبدل الدخول إلى عالم مستقبلي بفضاءات مفتوحة، تخرج فيه الفتيات الديريات والحمصيات والرقاويات إلى حياتهن الخاصة لكن بحجاب شرعي؛ ظهرت لهن داعش تفرض عليهن نقاباً في عز الحر، ومحرماً في عز الحرية!!
قالت لي قريبة: تصوّر أن عائلة تضم شاباً واحداً وعشر فتيات؛ كيف يمكن لهن الذهاب إلى أعمالهن برفقة محرم؟؟
خبر هام:
موزع أدوية مسيحي طُرد من عمله لأن صيدلانياً دمشقياً ملتحياً اشتكى منه إلى الشركة لأنه دخل إلى صيدليته دون أن يقول للسلفي الملتحي: السلام عليكم![ شالوم عليخيم، وفق الأصل العبراني ] وبما أن المجتمع تسلفن كله؛ وبما أن الموزع من أهل الذمة، فقد كبّوا له ماء ساخناً على قفاه...!![/rtl]

» شماتة علنية بتفجير الرويس
» اللهم ثبت علينا العقل والدين