بعد التحذير الروسي هل بدأت الحرب الدبلوماسية ضد دمشق ؟
2012-05-29 11:53:39
يوسف الصايغ - بيروت
في الوقت الذي أعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن قلق موسكو من محاولات إفشال خطة المبعوث الأممي كوفي أنان لتسوية الأزمة السورية مشيراً إن بعض الدول بدأت تستغل الأحداث في بلدة الحولة السورية كذريعة لاتخاذ إجراءات عسكرية في محاولة للضغط على مجلس الأمن الدولي".
وبينما أشار لافروف الى أن "الحديث يدور في الواقع عن إحباط خطة أنان أعلنت عدد من الدول الغربية عن طرد السفراء والدبلوماسيين السوريين العاملين على أراضيها، وبعد إعلان فرنسا طرد السفيرة السورية لدى باريس لمياء شكور حذت كل من استراليا وبريطانيا وكندا والمانيا وايطاليا وإسبانيا حذو فرنسا بالإعلان عن طرد الدبلوماسيين السوريين العاملين على أراضي تلك الدول وكانت الذريعة لتلك الدول هو السبب نفسه الذي تحدث عنه الوزير الروسي أي مجزرة الحولة.
لكن اللافت أن تلك الدول تعمدت تحميل الحكومة السورية المسؤولية عن سقوط ضحايا المجزرة دون أن تتم الاشارة الى المجموعات المسلحة، كما ان تلك الدول لم تأخذ بالتقرير الصادر عن الأمم المتحدة حيث أعلن متحدث باسم المفوضية العليا لحقوق الانسان في الامم المتحدة ان معظم ضحايا مجزرة بلدة الحولة في سورية اعدموا استنادا الى النتائج الاولية لتحقيق الامم المتحدة.
وقال روبرت كولفيل خلال مؤتمر صحافي في جنيف "نعتقد ان اقل من عشرين من ال108 قتلوا نتيجة القصف بالمدفعية والدبابات".واضاف أن "معظم الضحايا الاخرين أعدموا فورا في حادثين مختلفين"، وأكد أنه على الأرجح قتلت أسر بأكلمها بالرصاص، وهذا ما جاء مناقضاً لما روجته المعارضة السورية التي أعلنت أن القصف المدفعي هو الذي الى سقوط الضحايا في الحولة دون أن ننسى التظليل الإعلامي الذي قامت به المعارضة بمشاركة وسائل إعلامية أجنبية قامت بنشر صور لمجزرة نصيب العراقية عام 2003 على أنها لضحايا الحولة.
اذا بعد الإعلان الفرنسي طرد السفيرة السورية من باريس وكلام الرئيس فرنسوا هولاند ان "مجموعة اصدقاء سورية" ستجتمع بداية " تموز في باريس والخطوات المتلاحقة لعدد من الدول الأوروبية والأجنبية التي سارعت لإعلان قطع العلاقات الدبلوماسية مع دمشق مع ما سبقه اليوم من دعوة صادرة عن نائب إخوان سورية فاروق طيفور الذي دعا الى إعلان فشل مهمة أنان وضرورة الذهاب الى مجلس الأمن، واستصدار قرار تحت الفصل السابع للتدخل في سورية، كما سبق هذه الدعوة كلام لرئيس المجلس الوطني السوري المستقيل برهان غليون الذي دعا إلى مواصلة ما وصفه بـ"معركة التحرير" ضد القوات الحكومية حتى يسمح مجلس الأمن بالتدخل العسكري المباشر من الخارج ما أثار استغراب الوزير لافروف الذي إعتبر كلام غليون بمثابة "التحريض المباشر على إشعال حرب أهلية" في سورية.
إذاً وبعد التحذير الروسي من الإستغلال السياسي من قبل بعض الدول للأحداث في سورية بهدف إفشال خطة المبعوث الدولي كوفي أنان الى سورية والتي تمثل عقبة بالنسبة لهم لأنها ترمي إلى خلق الظروف المناسبة لإجراء إصلاحات وإطلاق حوار بين جميع السوريين، وليس تغيير النظاموهو ما يعني أن دول الغرب التي تعتبر عرّابة مشروع "الربيع العربي" قد أعلنت بدء الحرب الدبلوماسية ضد دمشق.