جولة جديدة من الكباش الأميركي الروسي تمتدّ من أوكرانيا إلى سوريا

جولة جديدة من الكباش الأميركي الروسي تمتدّ من أوكرانيا إلى سوريا

جولة جديدة من الكباش الأميركي الروسي تمتدّ من أوكرانيا إلى سوريا
25 فبراير,2014

وكالة أوقات الشام الإخبارية -
أنطوان الحايك
هل انتهت فترة السماح الاميركية الروسية المشتركة فاشتدت وطأة الكباش بينهما وتحول هذه المرة الى جولة جديدة من الحرب بالواسطة اشتعلت في اوكرانيا وامتدت نيرانها الى سوريا؟ وهل تكون باقي الملفات العالقة بمنأى عن هذه المتغيّرات، خصوصًا في ما يتعلق بمصير الوضع الداخلي اللبناني ومستقبل الاستحقاق الرئاسي في الدول الثلاث المذكورة بعد أن نجح ما وصفته موسكو بالانقلاب الابيض في اوكرانيا والدعوة الى انتخابات مبكرة في ايار المقبل اي بالتزامن مع الاستحقاقين اللبناني والسوري في مشهد يؤسس الى مقايضة سياسية تشكل في نهايتها صفقة بعد ان استعملت الدولتان العظمتان اوراقا اضافية في اللعبة الاقليمية والدولية على حد سواء؟
سؤال مشروع رد عليه دبلوماسي شرقي، مؤكدًا أنّ فترة السماح انتهت مع اختتام الالعاب الاولمبية في سوتشي، بيد أنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان يضع في سلم أولوياته إنجاح الدورة من الناحيتين الامنية والمعنوية للعودة من خلالها الى دائرة الضوء الدولي عبر التأكيد بان روسيا ما زالت قادرة على فرض الامن في دائرة نفوذها اضافة الى قدرتها على رصد موازنات كبيرة لشؤون غير عسكرية، وهو بالتالي لم ينه المواجهة مع الاتحاد الاوروبي المدعوم اميركيا، بل على العكس تماما فانه يتحضر للرد الاقتصادي والعسكري اذا اقتضى الامر مستفيدا من التجربة “الجورجية” بحسب التعبير، خصوصا انه ما زال يمتلك الورقة الاقتصادية الاقوى في وقت تتخطى فيه ديون اوكرانيا الخمسة وثلاثين مليار دولار معظمها لمصلحة الاتحاد الروسي ودوله، فضلا عن حاجة اوروبا ودول اتحادها الى الغاز الروسي.
ويتوقف الدبلوماسي عند التزامن الكامل بين مسار الازمتين السورية والاوكرانية في مشهد يوحي وكأن واشنطن تستخدم اكثر ما لديها من اوراق ضغط في وقت واحد لارباك موسكو التي يبدو انها ربحت الجولة الاولى من الحرب من دون ان تربحها بشكل بكامل، ففضلا عن اسقاط الرئيس الاوكراني المدعوم من روسيا، عادت الساحة السورية لتشهد تهويلا غير مسبوق منذ اشهر طويلة وهو بدأ مع التلويح بفتح جبهة الجنوب السوري من بوابة درعا معطوفا على اشارات متسارعة تصب في خانة تسليح المعارضة المسلحة المناهضة لنظام الرئيس بشار الاسد من دون ان يعرف ما اذا كان هذا السلاح سيصل الى المنظمات الموصوفة بالارهابية والتكفيرية اضافة الى حركة ليلية للطيران الاسرائيلي فوق مراكز الجيش السوري وحزب الله في البقاع الشرقي ترافق مع بلبلة وشائعات حول استهداف مراكز عسكرية او مجرد خرق لجدار الصوت في مشهد يؤكد على مزيد من الضغط على موسكو من خلال البوابة السورية المفتوحة بتداعياتها على لبنان واوكرانيا في الوقت ذاته بعد ان سرت معلومات في الاوساط الدبلوماسية ان واشنطن لم تستسلم بعد للامر الواقع الذي فرضته روسيا في الشرق الاوسط عموما والمياه الدافئة خصوصا.
غير ان الدبلوماسي يعود ليتوقف عند القرار الصادر عن مجلس الامن حول المساعدات الانسانية وضرورة فك الحصار عن القرى والمدن التي يسيطر عليها المسلحون فيصفه بالقرار المطاط الذي يحمل بصمات روسية واضحة تفيد بان النظام الجديد ما زال بالف خير وان موسكو لن تقدم اي تنازلات طالما انها تملك الكثير من الاوراق ليس اولها اعادة الخبراء الروس الى سوريا وهم يلعبون دورا عسكريا مشهودا له في يبرود والغوطة الشرقية اضافة الى شحنات اسلحة ضخمة للغاية وصلت في الايام الاخيرة الماضية عبر مرفأ طرطوس وهي قادرة على مواجهة السلاح المزمع ارساله الى المسلحين في واقع يؤكد أنّ موازين القوى ما زالت متقاربة وان الكلمة الفصل ستكون للميدان المتحرك.
النشرة

» مصدر للديار: جولة عسكرية جديدة فوق أرض سوريا تستخدم فيها كل المحظورات
» خيوط اللعبة | الصراع الأميركي ـ الروسي… يكمل تدمير سوريا
» «مجزرة» استخبارات المنطقة ومجازر سوريا الصراع الأميركي ـ الروسي بين الحرب والصفقة.
» السفير الروسي: دخلنا مرحلة جديدة في سوريا
» هل سيُواجه “الحلف الأطلسي” الجيش الروسي في أوكرانيا؟