سعودية وعشقي سوريا مراقبة عامة
عدد المساهمات : 29420 تاريخ التسجيل : 17/05/2012
| موضوع: داريا.. القصة الكاملة منذ بداية العمل المسلح حتى اليوم الإثنين فبراير 17, 2014 3:20 am | |
| داريا.. القصة الكاملة منذ بداية العمل المسلح حتى اليوم
داريا.. القصة الكاملة منذ بداية العمل المسلح حتى اليوم 14/02/16
وكالة أوقات الشام الإخبارية - مدينة داريا تقع في ريف دمشق كما تمثل أحد أهم مداخل العاصمة تبعد عن دمشق حوالي 8 كم فهي أكبر مدن الغوطة الغربية ومركزها يحدها من الشمال حي المزة ومعضمية الشام بالإضافة إلى مطار المزة العسكري ، ومن الغرب جديدة عرطوز , ومن الجنوب صحنايا وأشرفيتها ، ومن الشرق حي كفر سوسة وحي المزة وحي القدم و أوتوستراد درعا , كما يوجد للمدينة 27 مدخل موزعين على المحاور الأربعة السابقة . يبلغ عدد سكان المدينة حوالي 180 ألف نسمة كانت أغلب هذه العائلات تعمل بالزراعة لاشتهار المدينة بتربتها الخصبة و من لا يعمل بالزراعة كان يعمل بالصناعة التي كان أغلبها صناعة الموبيليا بأنواعها بالإضافة إلى وجود عدد كبير من المعامل . يوجد في مدينة داريا ما يقارب 42 مسجد أغلبهم أنشئوا في عهد السيد الرئيس بشار الأسد بالإضافة لوجود كنيستين و عدد من المقامات الشريفة . بقيت هذه المدينة هادئة منذ اشتعال ما سمي بالثورة السورية حتى تاريخ 25/3/2011حيث بدأ عدد من الشبان الذين تتراوح أعمارهم بين 15-20 سنة بالخروج بمظاهرات بعد كل صلاة جمعة بأعداد لا تتجاوز العشرات حيث تتم دعوتهم إما عبر منشرات ترمى بالشوارع مساء الخميس أو عبر شبكتهم التي عرفت” بتنسيقية الثورة السورية في داريا ” و كانت هذه المظاهرات في بدايتها ترفع لافتات تحمل شعارات مناوئة للدولة السورية بالإضافة إلى رفع العلم السوري الوطني فما كان من عناصر مخفر داريا سوى إحاطة هذه المظاهرات لمنعها من التخريب و إلحاق الأذى بالممتلكات العامة و الخاصة دون التعرض لأي متظاهر و بعد قرابة الخمس جمع متتالية على هذه الحال تم توقيف عدد من المتظاهرين تحت تهمة عدم ترخيص هذه التجمعات … هنا بدأ أهالي داريا بمطالبة رئيس المخفر بالإفراج عن الموقوفين و هذا ما قبل بالرفض تطبيقا للقانون , فبدأت الدعوات لمظاهرات كبيرة يروج لها عبر الإعلام الخارجي مما أدى إلى خروج هؤلاء المتظاهرين في كل يوم عوضا عن يوم الجمعة و لكن بأعداد قليلة أيضا لا تتجاوز العشرات فالبلدة مازالت تعيش حياتها الطبيعية و لكن بدأ من يحرض طلاب المدارس على الخروج في مظاهرات و القيام باعتصامات داخل المدارس و كانت المدرسة الشرعية للبنات و ثانوية بنات داريا من أول المدارس التي استجابت للدعوات بالإضافة إلى تهديد الكادر التدريسي الذي يحاول منع هكذا مظاهر داخل حرم المدرسة مما استدعى طلب العون من عناصر مخفر داريا الذين قاموا بوضع عناصر خارج المدرسة لحماية الكادر التعليمي خارج أوقات الدوام , هذا لم يمنع الطالبات من تخريب أساس المدرسة الداخلي و رسم أعلام الانتداب على الجدران و خروج الطالبات في مظاهرات بعد انتهاء الدوام بالاشتراك مع طلاب المدارس الثانوية الذين ينتظرون الطالبات خارج المدرسة !!!! و هنا بدأ التخريب و بدأت “العنترية” من قبل الشباب بتكسير الممتلكات العامة من لافتات طرقية و حرق إطارات و إغلاق شوارع بالحاويات بالإضافة للهتافات الطائفية الناتجة عن عدم وعي الطبقة المشاركة في هذه المظاهرات . و هذا ما أدى إلى توقيف عدد آخر من المشاركين في عمليات التخريب , و لكن خلال هذا الوقت كان السلاح يتدفق إلى داريا عبر طريق الدحاديل المتاخم لأتوستراد درعا و عبر مزارع بياد نادر و بعدها بدأ استعمال السلاح خلال المظاهرات لخلق الفتنة و اتهام قوات الأمن بقتل المتظاهرين “السلميين” مما استدعى من عناصر الأمن الرد على مصادر النار , و هنا كانت المجموعات المسلحة الموجودة فقط من أهالي مدينة داريا حيث قامت هذه المجموعات باغتيال رئيس البلدية ” حسن بشناق ” لعدم امتثاله لطلباتهم و إخراج الموقوفين و بعدها قاموا بالاعتداء على مخفر المدينة بعدد من القذائف الصاروخية مما أدى إلى استشهاد عدد من عناصره و من ثم قاموا بحرق المخفر بشكل كامل , و هذا ما استدعى تدخل سريع من قوات الجيش العربي السوري الذي قام بعدد من المداهمات داخل المدينة و توقيف بعض المطلوبين و المشاركين بالأعمال المسلحة بالإضافة إلى مصادرة أسلحة كانت بحوزتهم و إقامة عدد من الحواجز العسكرية داخل المدينة و على مداخلها مما ساعد في ضبط الوضع نوعا ما مع وجود اشتباكات و محاولات لاستهداف الحواجز العسكرية بين اليوم و الآخر و بسبب فشلهم المتكرر أرادوا أن يجدوا مخرجاً فقام وجهاء و كبار المدينة بمقايلة العقيد المسؤول عن داريا و طلبوا منه الإفراج عن بعض الموقوفين من أبناء المدينة بعد توقيعهم على تعهد بعدم ممارسة هذه الأعمال مستقبلا و سحب حواجز الجيش من داخل المدينة و اقتصارهم على مداخل المدينة مقابل تسليم السلاح و عدم القيام بأي عمل غير قانوني من مظاهرات أو غيرها … فكان رد العقيد إيجابياً و وافق على شروطهم و تم ترميم المخفر و تزويده بعناصر جديدة لضمان حماية المدينة من عمليات السرقة و تهديد كل من يقف مع الدولة و العديد من المشاكل التي انتشرت في ظل غياب الدولة بالإضافة إلى إزالة كل العبارات التي كتبت على جدران الأبنية و المقابر و دهن العلم السوري الوطني بدلا منها . و بعد مرور فترة من الزمن عادت المظاهرات بالخروج و عاد التخريب و كتابة عبارات على سحابات المحلات تدعوا إلى إضرابات مع تهديد كل من لا يلتزم بأوامرهم و إحراق محله , و نلاحظ أن المظاهرات عادت مميزة عن سابقاتها بوجود عناصر مسلحة تنتمي إلى عصابات ما يسمى “بالجيش الحر” و هذا ما اعتبر نقد للاتفاقية التي عقدها وجهاء المدينة , مما استدعى تدخل قوات الجيش العربي السوري للقضاء على هذه العصابة التي أصبحت تشكل تهديداً لأهالي البلدة حيث تمكن الجيش من القضاء على عدد كبير من المسلحين و هو ما ادعت تنسيقياتهم و بعض القنوات المأجورة أنه كان مجزرة بحق “المدنيين” و سميت بمجزرة داريا الكبرى . بعدها بدأت بعض التهديدات تخرج من المدينة واضعة مطار المزة العسكري و فرع المخابرات الجوية الواقع عند مدخلها هدفا لها خاصة بعد استقدام عدد كبير من المسلحين حيث كان يتواجد في داريا 24 تنظيم مسلح بالإضافة إلى عدد من مقاتلين جبهة النصرة الإرهابية التي قدمت من درعا , وهذا ما فرض على الجيش العربي السوري إنذار المدنيين بإخلاء المدينة بهدف تطويقها و القضاء على المجموعات الإرهابية التي تحصنت داخلها و سيطرت عليها , فتم الإخلاء مع بقاء عدد من أهالي المسلحين في الداخل و ممن ليس له مأوى خارج المدينة . 22/12/2012 بدأت المعركة : لقد وضعت المجموعات المسلحة الموجودة في الداخل مطار المزة العسكري نصب أعينها لإرضاء الخارج و تنفيذا لخطته التي كانت تقتضي بالسيطرة على المطار مع وجود طيارين من جنسيات عربية تستولي على الطائرات و تقوم بقصف القصر الجمهوري و المراكز الأمنية داخل دمشق مما يسهل تسلل عناصرهم إلى العاصمة و لكن الجيش العربي السوري كان لهم بالمرصاد و تمكن من صد جميع محاولاتهم الفاشلة لا بل و تم السيطرة على 80% من مدينة داريا قبل زيارة السيد الرئيس إليها في 1 آب 2013 في عيد الجيش , و الذي مثل صفعة مؤلمة لكل من تآمر على سوريا … و مازال الجيش العربي السوري يقوم باستهداف أوكار هؤلاء الإرهابيين في الجزء المتبقي تحت سيطرتهم و كان لآخره المشفى الميداني الوحيد و المركز الإعلامي بالإضافة إلى معلومات تتحدث عن أن العدد المتبقي من المسلحين لا يتجاوز ال 800 مسلح و لكن لا يقاتل منهم سوى عدد لا يتجاوز ال 400 كحد أقصى نتيجة اختلافهم على قبول أو رفض المصالحة فمن قبلها يحاول الضغط على الباقي و الخروج أحياء من المدينة التي كانت مقبرة عدد كبير من الإرهابيين و كانت مقبرة مخطط غربي عربي يهدف لإسقاط دمشق و لكن بفضل جيشها تأبى السقوط , و نحن في انتظار القضاء على آخر إرهابي في هذه المدينة خصوصاً بعد رفض من تبقى منهم للمصالحة التي طرحتها وزارة المصالحة بمشاركة رئيس البلدية السابق سيف الدين جعنينة و لكن طمع المسلحين و أوهامهم البعيدة التي جعلتهم يطلبون من الوفد خروج الجيش من داريا جعل من المصالحة مشروعا فاشلا إلى أن يتراجع المسلحون عن شرطهم و يعودون لحياتهم كما عاد غيرهم في بلدة المعضمية المتاخمة لداريا . التقرير من إعداد مراسل “دمشق الآن” في داريا
| |
|