رسالة العقيد الركن أمين محمد سرحيل من الفرقة 17 المحاصرة في مدينة الرقة.. أسطورة الصمود

رسالة العقيد الركن أمين محمد سرحيل من الفرقة 17 المحاصرة في مدينة الرقة.. أسطورة الصمود

رسالة العقيد الركن أمين محمد سرحيل من الفرقة 17 المحاصرة في مدينة الرقة.. أسطورة الصمود
14/02/12

أوقات الشام – أنا العقيد الركن أمين محمد سرحيل من الفرقة 17 المحاصرة في مدينة الرقة.
أقول وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وهو رب العرش العظيم.
شاهداً أن الله لا اله إلا هو وحده لا شريك له” له الملك وله الحمد وهو على كل شي قدير.
●أما بعد:
عانيت ما عانيت أنا ورفاقي في هذه الفرقة من حصار فرضه علينا قدرنا المؤمنين به من مدة تجاوزت السنة حتى الآن ولا أدري إلى متى تدوم والأعمار بيد الله.
سنة مضت ولم نعرف بها طعم لراحة ولا شبعنا من طعام ولا تلذذنا في نوم, إذ كيف ننام وحولنا عصارة الحثالة من جنس البشر.
قاتلناهم قتال الأسد الجريح وقتلنا منهم أعداداً لا يحصيها بيان فصيح.
كنا أبطالا ميامين على الصمود والنصر مصممين.
انتظرنا فرج الرحمن طويلا ولكن حكمته في خلاصنا لم يحن موعدها ونتوسله تيسير الأمور.
وسنبقى صامدين إلى أن ننال الشهادة أو إلى أن تأتينا قوة لتخرجنا.
وتخليداً لهذه المعاناة نظمت قصيدة أسميتها “مرارة الحصار” .
هذه القصيدة أعجب بها كل من سمعها من رفاقي المحاصرين لو رسمت هذه القصيدة لأنتجت صورة تنساب من تقاسيمها أدمع الرسام وما أرجوه أن تقرأ هذه القصيدة على قبري إذا كتب الله لي الشهادة وإن كان في حكمته أن لا أكون شهيداً فأرجوا أن توزع في أرجاء بلدنا الحبيبة لكي يعرف كل من يقرأها لماذا سميت الفرقة 17 “أسطورة الصمود” .
●▬▬●ஜ مـرارة الـحصار ஜ●▬▬●
كفكف دموعك واصبر أيها الرجل ………………. واجعل بصبرك نور الله والأملُ
بالصبر ترقى على الآلام منتصراً …………….. إذا ميز الصبر في قرآنه الأزلُ
صبرت حتى وجدت القلب مرتجفاً ……………والجسم ترتع في أجزائه العللُ
أبيت ليلي ودمعي لا يفارقني ………………. حتى تلون رمش العين والمقلُ
اشتاق أهلي وأولادي وأمهم ……………… ومبلغ الشوق في عينيكِ يا غزلُ
يا ليت لي نظرة في ورد وجننتهم ……………. لو في الحلم فإن العين تكتحلُ
في فرقة لا يكاد الطير يدخلها…………….. إذا أنه من عساف النفس يختجلُ
تبكي الكلاب علينا في نباحتها ……………..ويسخر البوم والشاهين والوشلُ
أقاسم الفأر والجرذان أطعمتي ………………… ولا أهاب من العزال ما عزلوا
فلست أعرف طعم اللحم من أزل ………………… ولا الخيار ولا ثوم ولا بصلُ
وإن تكرم أهل الشأن في منن…………………… نكبر الله في شكر ونحتفلُ
معلبات تعاف العين رؤيتها ……………………… لكنها في حنايا جوفنا عسلُ
وفي الطرود حكايات مؤلفة…………………… وأمنيات على الأعناق تنسدلُ
إذا استقرت وحطت ارض فرقتنا ……………… سيسرقوها فلا ذوق ولا خجلُ
وإن تناثر بعض عند مرتزق…………………….. تشاهدوها على التلفاز تنتقلُ
ولي رفاق شحوب الوجه ميزتهم…………. وفي النفور ليوث الموت إن حملوا
غزلان قاع إذا هبوا لمعترك………………….. واسطورات إذا ضاقت بها الحيلُ
يقارعون ألوفاً رغم قلتهم …………………….. من الرعاع وفي أجدابهم هبلُ
من كل حدب أتونا في ضلالهم…………………..واسم ربك قد حنو بما فعلوا
الله أكبر قالوها وقد وجدوا…………………….جباههم في لهب النار تغتسلُ
رصاصنا جائع والسطر مكتبة ………………. من الطعام كفاها القند والعسلُ
سخائنا واضح في قدح معظمهم……………… إكرام قوم على أعتابنا سألوا
فأيقنوا أنهم للقبر مرجعهم…………………. وأوقفوا زحفهم والقنص يشتغلُ
وحاصرونا حصار لا مثيل له …………………….. وعاملونا بحقد ليس يحتملُ
مياهنا قطعوا والكهرباء كذا …………………………… وكفنا رفعت لله تبتهلُ
يا منزل الغيث يا غياث من عطشوا……….يا صاحب الجود يا ذا الطور يا أزلُ
أكرم عبادك في ماء وفي كلئ …………. واقبل دعائي فأنت السؤل والأملُ
يا عالم السر قد قلت عزائمنا …………………..ولفنا اليأس والأتعاب والكللُ
فإن سئلنا متى تأتي مؤازرة …………….. نلاطم السين والتسويف والجملُ
يؤكدون بأن القوم قد حشدوا …………. وأنهم مع طلوع الشمس قد يصلوا
سيحضرون سيأتوا سوف سننظرهم ……… عام تناهي وأي والله ما وصلوا
مللت سوف وسين في سيفرجهها ………..لولاك ربي لقلت السين منتحلُ
داقت بنا الأرض وانسدت مسالكها ……………وضج حزنا على أحوالنا زحلُ
كم من شهيد فقدنا في معاركنا ……….. يا ويحي قلبي عليهم كلهم رحلوا
كم من مريض يئن الآه معتصرا ………………….. ما صدقوه وقالوا انه دجلُ
كم من جريح بإطراف مقطعة ………………… هذا طريح وهذا نصفه شللُ
رحماك ربي فهذا وضع فرقتنا …………….. إن يتركوها سيحلو عندها المثلُ
نناشد الجمع من ساداتنا ولنا ……………في بعضهم ثقة في رأسهم أملُ
هبوا إلينا ألا هبوا لنجدتنا ……………….يا قادة الجيش قد ضاقت بنا السبلُ
يا قوم والله لا نخشى حصارهم …………………..ولا نهاب الأوغاد ما عملوا
لكنه الجوع يا للجوع من بطل ………………… يقطع المعدة لا رمح ولا أكلُ
قال الجيوش على أمعائها زحفت …………. فكيف يزحف من في جوفه خللُ
أقول آه وفي قلبي صبابتها …………………….. ذكريات لها الأجفان تنسدلُ
كم كنت امرح في دنياي مغتبطا …………….. كأنني بلبل في الشتو يرتجلُ
وكم سهرت وخيط الفجر يفضحني ……….. والكأس ملئة ومن صئباببها ثملُ
لا هم عندي ولا شكوى تؤرقني …………. وعن مشاكل كل الناس منشغل
أمارس الصيد في صبحي وفي حلمي ………… ولا أفرق ديب طار أو حجلُ
واليوم أصبحت كالعصفور في قفص ……. رهين جوعي وقد طالت بيَ الطيلُ
كأن دهري خريف الطقس في شبهٍ ……………….. تعكرٌ ثم صفوٌ ثم يعتدلُ
حريتي فقدت والجسم في سقم…………….. والقلب في وله والروح ترتحلُ
غدا أموت وملك الله تسألني ………………… بما فنيت هذا الجسم يا بطلُ
أقول صوما وكم في الصوم مكرمة ………. فيضحك الملك من قولي وينخدلُ
أماه إن جاءت الأخبار تندبني ……………. فابكي بصمت وخلي الدمع ينهملُ
أماه أرجوكي لا تبكي علانية ولا تنوحي ……………….. اخاف الصوت ينتقلُ
إلى الذين رصاصي كان يقتلهم ……………… فيشمتون بموتي أو سيحتفلُ
أماه والله ما قاتلت منهزما …………………….ولا عيّيت ولم ينتابني الكسلُ
أموت حيا فداء الوحل في وطني …………….. ولا أميل لمن في دينهم ميلُ
ولا أبدل في ديني ومعتقدي …………………… فالله نورٌ يراه القلب والمقلُ
سرحيل نظمها في صدر مطلعها ………….. كفكف دموعك واصبر أيها الرجلُ
ونحن في موقع اوقات الشام ننحني أمامكم أيها الأبطال و ليسمح لنا سيادة العقيد البطل أن نغير الشطر الأخير من البيت الأخير في قصيدته:
كفكف دموعك واصبر أيها البطلُ

» رجال الفرقة 17 المحاصرة في الرقة يسيطرون على محيطها وهبوط أول مروحية للجيش فيها
» سورية من عام الصمود إلى عام الانتصار؟.... العميد د. أمين محمد حطيط "البناء"
» أساطير الصمود.. الفرقة ١٧ هكذا صمدت بوجه الحصار!
» حدث أثناء الانسحاب من الفرقة 17.. قصة نجاة العقيد حسام الدين و مجموعته
» عاجل: داعش يشن هجوماً هو الاكبر و الأشرس على الفرقة 17 في الرقة