القيادة السياسية مرتاحة والمعارضة مربّعات متفرقة متغيّرات جذرية في المشهد السوري قريباً.. شادي جواد يبدو أن الأزمة في سورية باتت على عتبة الدخول في المربع الأخير، بعد أن وصلت المجموعات المسلَّحة إلى طريق مسدودة،

القيادة السياسية مرتاحة والمعارضة مربّعات متفرقة متغيّرات جذرية في المشهد السوري قريباً.. شادي جواد

يبدو أن الأزمة في سورية باتت على عتبة الدخول في المربع الأخير، بعد أن وصلت المجموعات المسلَّحة إلى طريق مسدودة، أدركت معها أنه وبالرغم من الدعم المالي واللوجستي، والخدمات الإستخباراتية أصبحت عاجزة عن إحداث ثغرة في جدار النظام يمكن من خلالها العمل على زعزعته،

في مقابل ان القيادة السورية أثبتت على مدى ثمانية عشر شهراً أنها متماسكة بالرغم من الحجم الهائل من الضغوط التي تمارس عليها من كل حدب وصوب. إن أي مراقب لمسار الأحداث في سورية يلمس بشكل فعلي أن ما يسمى بالمعارضة بات معارضات، وأن الصراع في داخلها حدِّث ولا حرج، حيث ما من جامع بين مكونات هذه المعارضات على المستويات الفكرية والعقائدية وحتى المصالح، فكل مجموعة تغني على ليلاها.
والمشهد اليومي في سورية يؤكد وجود تحول حقيقي في مسار المعركة، فالأمن ما زال بيد النظام، والمبادرة ما تزال بيده أيضاً، والقيادة السياسية والعسكرية موحدة، بينما المعارضة متفرقة كل له مربعه، وهو ما أدى في الأيام الماضية إلى انكفاء عند المسلحين قابله حسم عسكري في مناطق معينة، و«قضم بناء» في حلب لتواجد المسلحين مع إصرار من قبل القيادة العسكرية النظامية على تجنب إيقاع خسائر في صفوف المواطنين، ومحاولة تجنب حصول تدمير في الأبنية والبنى التحتية إلا إذا كانت الأوضاع العسكرية تفرض حصول هذا الأمر بشكل خارج عن الإرادة.
وفي تقدير أوساط مراقبة أن النظام السوري مرتاح أكثر من أي وقت حيث تجري الرياح الداخلية والإقليمية والدولية لصالحه، فالمسلحون أنهكوا وقدرتهم القتالية باتت مشلولة في مقابل تزايد الالتفاف الشعبي حول النظام، على المستوى الإقليمي فالدور التركي إلى تراجع، والتظاهرة السياسية في طهران من بوابة اجتماع حركة عدم الانحياز تبعث الارتياح، فيما الأميركي يحضر للانتخابات الرئاسية في الخريف المقبل، وهو لذلك لا يفكر مجرد التفكير بتدخل عسكري في سورية، أو بإيجاد مناطق عازلة، أو إقامة حظر جوي ولو بشكل جزئي في الأجواء السورية لأن الرئيس الأميركي باراك أوباما يدرك أن أي دعسة ناقصة تجاه سورية ستكلفه منصب الرئاسة.
ومن هنا فإن هذه المصادر ترى أن الأزمة في سورية على المستويين السياسي والعسكري بدأت تتخذ اتجاهاً يصب في خانة مصلحة النظام الذي بدأ يعمل الآن على تنظيف جيوب المسلحين في العديد من المناطق وهو مرتاح إلى وضعه أكثر من أي وقت مضى.
وفي تقدير المصادر أن الأميركي بدأ يفتش عن مخارج تحفظ ماء الوجه وكذلك فإنه من الممكن الإفساح في المجال أمام إيران ومصر وتركيا والسعودية للعب دور ما في معالجة الأزمة السورية يأخذ في عين الاعتبار الإصلاحات وقيام حكومة جديدة، مع إجراء انتخابات نيابية، تليها انتخابات رئاسة وترك اللعبة الديمقراطية تأخذ مداها من دون أي تدخل أو تأثير من أحد.
وتجزم المصادر أن وعي النظام السوري وحكمته أديا إلى فشل مشروع تفتيت سورية، لأنه يعني تفتيت المنطقة وبالتأكيد لا أحد يستطيع تحمل وزر هكذا مغامرة غير معروفة النتائج.
وتؤكد المصادر أن العد العكسي للقضاء على المجموعات المسلحة قد بدأ، وسنرى تغيُّرات على أرض الواقع السوري في وقت قريب، سيما وأن الجيش قد بدأ القيام بعمليات جراحية بشكل موضعي آخذاً في الاعتبار مسألة الحفاظ قدر الإمكان على أرواح المدنيين وعدم إلحاق الخسائر بالممتلكات العامة والخاصة، فملاحقة المجموعات المسلحة تتم اليوم ضمن مخطط مدروس، وإن الرئيس الأسد أبلغ المسؤولين السوريين من سياسيين وعسكريين تصميمه على إنهاء الوضع الشاذ في أقرب فرصة ممكنة.
وتعرب هذه المصادر عن اعتقادها بأن العناصر المسلحة تفتقد البيئة الحاضنة بالرغم من المجازر التي ترتكب من أجل التهويل وإرعاب المواطنين، وفي موازاة ذلك فإن الدول التي أخذت على عاتقها تقديم الدعم العسكري والمالي للمسلحين بدأت تتراجع عن وعودها ويأتي في مقدمة هذه الدول المملكة العربية السعودية، إلى جانب أن تركيا تتجه إلى إقفال الحدود بعد أن تسرب إليها حوالى الـ100 ألف لاجئ وهو ما بات يشكل عبئاً حقيقياً لم تكن منتبهة إليه عندما قامت بالتحريض على دخول المواطنين السوريين عبر حدودها ظناً منها أن هذا الأمر قد يشكل ضغطاً على النظام السوري.
وتخلص المصادر إلى القول إن المجموعات المسلحة هي الآن عبارة عن مربعات متفرقة تتعرض للإنهاك تمهيداً للإنهاء.

سورية الان - البناء

» السعودية تتصرّف مع الأزمة السورية على طريقة «الثور المجروح» ..شادي جواد
» وزير الاعلام السوري : المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية باتت ذراعا للولايات المتحدة الأمريكية في المجال السياسي والعسكري
» المقداد: طريق الخروج من الأزمة هو الجلوس إلى طاولة الحوار.. سبب وقف بث القنوات السورية نجاحها في إيصال الحقيقة أكد الدكتور فيصل المقداد نائب وزير الخارجية والمغتربين أن طريق الخروج من الأزمة الحالية في سورية هو جلوس السوريين بمختلف أطيافهم إلى طاولة الح
» التلفزيون السوري: حمص القديمة باتت نظيفة من المجموعات الإرهابية
» لقاء لافروف - كيري بداية طريق وعر ام الدخول في الالعاب القذرة؟