بساتين الرازي.. لماذا لم تشتعل شرارتها؟

بساتين الرازي.. لماذا لم تشتعل شرارتها؟

بساتين الرازي.. لماذا لم تشتعل شرارتها؟
14/02/7

كارمن جوخدار
في تموز العام 2012، أعلن الجيش السوري إعادة الأمن والأمان إلى بساتين الرازي. ونقلت وكالة «سانا» عن مصدر رسمي في المحافظة أن «وحدة من القوات المسلحة السورية لاحقت في عملية نوعية وسريعة المجموعات الإرهابية المسلحة ضمن الحارات والمزارع في منطقة بساتين الرازي حيث قتلت العديد منها، فيما ألقت القبض على آخرين كانوا يختبئون في مجاري الصرف الصحي».
قد يمرّ خبر تحرير المنطقة مرور الكرام، إلا أن خطورة سيطرة المسلّحين على هذا الحي الشعبي تكمن في أن هذه المنطقة الشعبية تقع وسط العاصمة دمشق، قرب أوتوستراد المزة وخلف السفارة الإيرانية بالتحديد، كما أنها قريبة من ساحة الأمويين وشارع السفارات ورئاسة مجلس الوزراء.
تعتبر هذه المنطقة خاصرة دمشق، وتكمن خطورتها في أنها محاطة ببساتين من الصبار والأشجار الأخرى، حيث تشكّل البيئة المثلى لتواجد المسلحين وتتصل بمنطقة داريا واللوان وبيادر نادر وصولاً إلى المعضمية.
من بساتين الرازي خرجت أولى التظاهرات وأكبرها أثناء تشييع أسامة شعبان (16-02-2012). التظاهرة التي انطلقت من المزّة، بعد اتفاق ضمني تمّ بين الجيش السوري والأهالي على أن يتم التشييع من دون أن يحصل إطلاق النار أو حتى قطع الطريق بالإطارات المشتعلة. وبالفعل حصلت التظاهرة الحاشدة، إلا أنه قبيل انتهاء التشييع أطلق الرصاص من جهة المدافن وجرت مناوشات ليقوم البعض بقطع أوتوستراد المزة.
يؤكد شاب شارك في التظاهرة، التي كانت الأخيرة هناك، أن «لا الأهالي ولا الجيش أطلقوا النار. هناك طرف ثالث عمل على توتير الأوضاع بهدف فتح جبهة في العاصمة».
من جهته، يشير أحد سكان المنطقة إلى أنه «قبيل التظاهرات تواردت معلومات عن أن أهالي منطقة المزة 86 (هي منطقة بنظر البعض مؤيدة للحكومة) سيهجمون عليكم وهو ما جعل البعض منا يستقبل المسلّحين درءاً للخطر الداهم»، رابطاً – بعد عامين – بين هذه الشائعات وإطلاق النار الذي حصل في التظاهرة.
فكيف تحوّلت المنطقة التي كتب على جدرانها «الرجل البخاخ» عبارات مسيئة للنظام السوري وتغلغل فيها المسلّحون، إلى منطقة آمنة؟ وكيف أزال الأهالي في يوم واحد كل أعلام الانتداب واستبدلوها بعبارة «إياكم وسوريا»؟ وكيف تحوّلت المنطقة من بيئة حاضنة للمسحلين، إلى بيئة ترفضهم لا بل تسلّمهم إلى القضاء؟
بعد الحملة العسكرية، حيث عثر الجيش السوري على ذخائر وقاذفات صواريخ واكتشف أحد المستشفيات الميدانية واعتقل مسلّحين في المصارف الصحية، كان لا بدّ من خطة تضمن أمان المنطقة الحسّاسة في قلب العاصمة.
«قوة النار والحرب قابلتها قوة السلام»، يؤكد مصدر عسكري، مشيراً إلى أن «القاعدة الأساسية هي أن السوريين وأملاكهم محصّنة، شرط ألا يثبت تورط أي منهم في التسلّح أو دعم المسلّحين».
ويضيف المصدر أنه «تمّ التعاطي مع هذه المنطقة بعناية فائقة حيث وصل الأهالي إلى قناعة تقضي بضرورة التعاون مع القوات السورية في حربها ضد الإرهاب، وقد قام البعض بالمساعدة في القبض على مسلحين مرات عدة»، معتبراً أنه «في ظل الأزمة اعتبر بعض الأهالي أن النظام السوري ساقطٌ لا محالة، فأنظمة مدعومة أميركياً سقطت قبله».
ويشير المصدر إلى أن «بعض أهالي المنطقة استسلم تحت ضغط المسلحين وكثرتهم، فضلاً عن التجييش الطائفي الذي عمل عليه المسلّحون، حيث بات السكان يخافون المسلّحين ولجأوا إلى الدولة، وهي الجهة الوحيدة القادرة على حمايتهم».
وتابع «لقد استطاعوا طرد المسلحين ليس دعماً للرئيس السوري بشار الأسد، بل حباً بالأمان، فهم باتوا يخافون أن يصبحوا نازحين كغيرهم من السوريين».
وفيما تتضارب المعلومات حول جنسيات المسلّحين، يجمع الأهالي على الممارسات المشينة التي قام بها المسلحون في المنطقة عبر إحراق المحلات والسيارات وغيرها من الممارسات في ظل انتشار للمتاريس والدشم في المنطقة.
خلال جولة في الحي الشعبي، يخبرك رجل خمسيني عن التدابير التي اتّخذها المسؤول العسكري عن المنطقة، حيث أزال الدوريات من أمام الجوامع وجعلها دوريات متنقلة، فتحوّلت مرجعاً حتى في الخلافات الشخصية، فيما تؤكّد امرأة أن المنطقة لا ينقصها شيء من غاز ومازوت وطعام وخبز، شرط ألا تتعاون مع «الإرهابيين».
تقاطعها سيدة أخرى قائلة «تخيلي حتى أنه كان هناك ضبط للأسعار وتوزيع للمساعدات بشكل عادل»، مضيفة «يمكن لنا أن نعارض النظام أو نؤيّده ولكننا لا نريد لهؤلاء الغرباء أن يحتلّوا منازلنا».
ويخبر شاب آخر أن «الجيش يعمل على إعادة سيارات مسروقة ويفرض على الجنود المتواجدين على الحواجز أن يطلبوا الهويات من الجهة اليسرى كي لا يزعجوا أي سيدة»، معتبراً أن «هذه التفاصيل البسيطة هي التي جعلت سكان المنطقة يتعلّقون بحالة الأمن السائد في الوقت الذي وصلت فيه السيارات المفخخة إلى قلب العاصمة السورية».
في بساتين الرازي أسقطت طائرة للجيش السوري، إلا أن القوات العاملة على ضبط المنطقة أمنياً تعمل على قاعدة أن «الوحدة العسكرية لن تبقى إلى الأبد».
السفير

» حي بساتين الرازي آمن وملاحقة فلول الإرهابيين بالديابية والسيدة زينب.. دحر الارهابيين بحلب .. ومداهمة أوكارها في حماة-
» الاعلامي حسين مرتضى: الحيطة والحذر من حولة أخرى..ومقتل ارهابيين اثنين في بساتين الرازي بدمشق وآخر الاخبار في سورية
» سورية على طريق إعادة الإعمار: تنظيم خلف الرازي الخطوة الأولى والاختبار الأكبر
» اكثر من 175 قتيلا ارهابيا في ريف دمشق ...وضبط مستودعات سلاح في بساتين المعضمية
» الجيش السوري يلقي القبض على أكثر من 8 أشخاص مطلوبين في حي "بساتين الريحان" في اللاذقية