في سورية أيضاً منظومة «شعب وجيش ومقاومة»
حسان الحسن – صحيفة الثبات
في الوقت الذي تستقدم فيه “المعارضة السورية” ومن يقف خلفها مسلحين مرتزقة من كل أنحاء العالم للقتال ضد الجيش السوري ولتخريب سورية، لا بد من إلقاء الضوء على الحالة الوطنية السورية التي تشكلت لمواجهة مفاعيل الأزمة الراهنة على مختلف الصعد العسكرية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية، الأمر الذي أسهم بشكل فاعل في صمود سورية طوال الأزمة، وبالتالي فإن استقدام “الطالبانيين” إلى سورية لن يغيّر في الواقع، في ضوء تمسك الشعب السوري بوحدة بلاده، لكن قد يرفع من منسوب الخراب لا أكثر.
مصادر معنية تعتبر أن استقدام الإرهابيين إلى سورية يأتي في سياق خطة أميركية بدأت منذ الحرب على أفغانستان، وهي ترمي إلى تجميعهم في بؤر جغرافية محددة، من أجل الإجهاز عليهم؛ كما حدث ويحدث في العراق، حيث تم قتل أبرز قياديي تنطيم “القاعدة”، مثل “أبو مصعب الزرقاوي”، وكما يحدث في اليمن حيث تستهدف الولايات المتحدة مقار “القاعدة”.
وترى المصادر أن “الطالبانيين” لن يكونوا أكثر ضراوة من المسلحين الموجودين في سورية راهناً، مؤكدة أن الجيش السوري اعتاد مواجهة الإرهابيين، وهو مصمم على مكافحتهم حتى تطهير كامل التراب السوري، أياً تكن الأثمان، ولن ترهبه أو تثنيه عن ذلك مجموعة إرهابية إضافية على حد قول المصادر.
وبالعودة إلى الحالة الوطنية المذكورة آنفاً، فقد تداعى آلاف الشباب السوري إلى التطوع في تشكيلات عسكرية واجتماعية للتصدي للمؤامرة التي تستهدف بلاده، ما يؤشر بوضوح إلى الثقة الكبيرة التي يوليها الشعب السوري لجيشه ودولته، وأبرز هذه التشكيلات هي: الدفاع الوطني، و”اللجان الشعبية”، و”كتائب البعث”، و”المقاومة السورية”، إضافة إلى الجمعيات الأهلية التي تُعنى بشؤون النازحين من مناطق القتال، والغاية من تنظيم كل هذه التشكيلات تكريس صمود الشعب السوري، وتسند إلى كل منها مهمات محددة، أبرزها:
أولاً: الدفاع الوطني؛ ينضوي شباب “الدفاع” تحت أمرة الجيش السوري مباشرة، وتنبطق عليهم الأنظمة العسكرية، ما عدا القوانين التي تنظم الرواتب والتعويضات وما شاكل، وينتشر مقاتلو الدفاع الوطني في المحافطات المسجلة قيودهم فيها، ويتسلمون الأمن في المناطق التي يطهرها الجيش النظامي في أكثر الأوقات.
ثانياً: اللجان الشعبية؛ أُسندت إليها مهام تأمين السلاح إلى الأهالي للدفاع عن أنفسهم وممتلكاتهم، وتخطت اللجان هذه المهمة في بعض الأحيان، وقامت بتجاوزات الأمنية في بعض المناطق التي تنتشر فيها، الأمر الذي أثار حفيظة المواطنين.
ثالثاً: كتائب البعث؛ وتشكل الجناح العسكري لحزب البعث العربي الاشتراكي، وهي أكثر تنظيماً وانضباطاً من اللجان الشعبية، وتتولى راهناً تأمين المواد الغذائية إلى حلب.
رابعاً: المقاومة السورية؛ وهي مؤلفة من شباب الأحزاب الوطنية السورية، وتتولى مهمات خاصة بتكليف من قيادة القوات المسلحة.
بعد هذه الإضاءة الموجزة على التشكيلات المذكورة التي باتت تشكل جيشاً رديفاً، لا بد من التأكيد على أنها تعبر عن حالة وطنية صافية، وعن مدى تمسك الشباب السوري بوحدة بلاده وتأييده لجيشه وقيادته، وعن إرادته في التصدي للإرهاب وعدته، وما انخراط عشرات آلاف الشباب السوري في هذه التشكيلات إلا دليل قاطع على ذلك، وإن قام بعض عناصرها بتجاوزات محدودة.
وما إبقاء القوات المسلحة بكل تشكيلاتها لوحداتها منتشرة على كامل التراب السوري، وإن بنسب عديدية متفاوتة، إلا لحيلولة دون تنفيذ مشروع تفتيت سورية، وهي المهمة السياسية – الاستراتجية الأعظم.