هكذا ألقي القبض على أمير «كتائب عزام»

هكذا ألقي القبض على أمير «كتائب عزام»

مع الإنجاز الذي حققه الجيش اللبناني بإلقاء القبض على أمير «كتائب عبد الله عزام» السعودي ماجد محمد عبدالله الماجد، فإن عيون المؤسسة العسكرية لم تغمض طوال الأيام التي تلت هذه الخطوة الأمنية غير المسبوقة،

خاصة بعد ورود معلومات وتقديرات حول احتمال إقدام تنظيم «القاعدة» أو أحد فروعه، على تنفيذ عمل انتقامي كبير يهدف الى توجيه رسالة الى الجيش اللبناني بأن ما أقدم عليه يتجاوز قدرته على الإنجاز.. ومن ثم حمايته!
وعلى جاري عادة العمليات الأمنية الاستخباراتية المركبة والمعقدة، فإن فصولاً من عملية إلقاء القبض على ماجد الماجد، أصبحت ملكاً للرأي العام، غير أن فصولاً أخرى ستبقى مطوية، في انتظار من يفتح أرشيف الأمن والاستخبارات بعد عقود من الزمن.
وفيما تلقى لبنان في الساعات الأخيرة اشارات حول رغبة بعض العواصم الغربية البارزة، بتسليمها الماجد لارتباط اسمه بأعمال ارهابية في المنطقة، فقد كان لافتاً للانتباه الطلب الإيراني الرسمي من السلطات اللبنانية إشراك طهران في التحقيقات الجارية مع الماجد على خلفية التفجير الانتحاري المزدوج الذي استهدف السفارة الايرانية في بيروت والذي تبنته «كتائب عبدالله عزام»، وكذلك الدخول السعودي المباشر على خط محاولة استرداده، كما ألمح السفير السعودي في لبنان علي عواض العسيري، الذي أوضح لـ«السفير» أنّ السعودية لم تتبلّغ أية معلومات عن موقوف سعودي ثانٍ لدى السلطات اللبنانية غير الماجد. وأبدى استعداد بلاده «للقيام بالتحاليل المخبرية للحمض النووي المتعلق بماجد الماجد إذا طلبت منها السلطات اللبنانية ذلك، لأن المملكة مهتمة بالتحقق من هوية الموقوف».
ويخشى مع الدخول الخارجي المباشر على خط توقيف الماجد، أن يفرّغ هذا الإنجاز الأمني من مضمونه، ما يضع الدولة اللبنانية على المحك، خاصة أن الماجد يعتبر صيداً ثميناً وكنزاً من المعلومات التي من شأنها ان تميط اللثام عن كثير من الاسرار والجرائم، وآخرها تفجير السفارة الايرانية.
وفيما أعربت مراجع لبنانية عن خشيتها من تسييس توقيف الماجد عبر تغليب الجانب السياسي على الجانب القضائي او إخضاعه لمؤثرات خارجية، قالت مصادر قضائية لبنانية لـ«السفير» إن القضاء اللبناني لا يستطيع ان يتهاون في هذا الموضوع على الإطلاق حتى لو بدأ البعض بالمطالبة باسترداده، «فلبنان لا يستطيع ان يستجيب لأي طلب من هذا النوع، خاصة أن الماجد محكوم غيابياً في لبنان، وصدر في حقه حكم بالأشغال الشاقة المؤبدة في العام 2009 ربطاً بمعارك نهر البارد، ومن حيث القانون، فإن توقيفه يوجب إعادة المحاكمة هنا في لبنان وليس في أي مكان آخر».
واذا كان التكتم الرسمي حول توقيف الماجد قد أطلق العنان لسيل من التكهنات حول وضعه الصحي، فإن الروايات الأمنية تعدّدت حول كيفية القبض عليه، ومنها ان الماجد كان موجوداً في أحد مستشفيات البقاع الغربي ببطاقة هوية سورية مزوّرة باسم محمد طالب وكان يعاني من فقر دم شديد وقصور كلوي حاد، ونظراً لتردي وضعه الصحي، قررت إدارة المستشفى المذكور، نقله على وجه السرعة إلى مستشفى في بيروت، حيث قدمت له الإسعافات المطلوبة، وقد تبين لاحقاً أن مخابرات الجيش اللبناني رصدت هذه العملية من ألفها إلى يائها لحظة بلحظة، وصولاً إلى توقيفه بالقرب من المستشفى، حيث تمّ نقله فوراً إلى مركز طبي قريب في العاصمة وسط حراسة أمنية مشددة.
وبحسب رواية ثانية، فإن إشارات تلقتها مخابرات الجيش من جهاز أمني غربي بارز حول حركة الماجد ساهمت في وضع خطة محكمة ساعدت في رصده وصولاً إلى توقيفه يوم الجمعة الماضي على طريق بيروت ـ دمشق في نقطة قريبة من وزارة الدفاع في اليرزة مع شخص آخر.
وبحسب رواية ثالثة، فإن معلومات وردت الى الجيش تفيد بوجود شخصية مشتبه فيها في أحد مستشفيات العاصمة، وفيما كان الجيش يستعد لنصب كمين معين، جرت محاولة لتهريب الماجد، لكن مخابرات الجيش كانت بالمرصاد فتمكنت من القبض عليه على مقربة من وزارة الدفاع أثناء توجه السيارة التي كانت تقله في اتجاه البقاع، وتبين أن وضعه الصحي دقيق للغاية .
السفير

» من هو أمير كتائب عبدالله عزام الجديد؟
» الرئيس الأسد يسمح للعائلات التونسية بزيارة أبنائهم في السجون والذين ألقي القبض عليهم في سورية
» هذا هو المنصب الذي كان سيشغله القيادي في «كتائب عبدالله عزام» جمال دفتردار
» كتائب “عبدالله عزام” تنشر صورة وتسجيلاً عن تفجير السفارة الايرانية
» وفاة قائد كتائب "عبدالله عزام" ماجد الماجد اثر تدهور حالته الصحية