من أين جاء قتلى القاعدة اللبنانيون؟

من أين جاء قتلى القاعدة اللبنانيون؟

غالب قنديل
يحيط تيار المستقبل ومعه الجماعات المتصلة بالقاعدة في لبنان أخبار القتلى اللبنانيين في سوريا بجدار من الكتمان والتعتيم وثمة معلومات كثيرة عن دفن جماعي وإحراق جثث شمل لبنانيين قتلوا في صفوف الجماعات المسلحة ولم يبلغ ذووهم او يتسلموا جثثهم رغم انقطاع اخبارهم بعدما “نفروا ” لمقاتلة الجيش العربي السوري ولتنفيذ المذابح ضد الشعب السوري باسم الجهاد و”نصرة الثورة “.
أولا يجادل متحدثو تيار المستقبل في مبدأ تورط حزبهم بإيفاد المقاتلين إلى سوريا رغم الروايات الصحافية الكثيرة عن مئات وآلاف من الشباب الشماليين والبقاعيين الذين جندهم نواب المستقبل او استقطبتهم آلة القاعدة بمسمياتها المختلفة في حضن الحريرية راعية فتح الإسلام وجند الشام بلقبها الصيداوي البهي ناهيك عن انكشاف أمر المجموعات اللبنانية في قلعة الحصن بريف حمص وهي تستغيث منذ أربعة اشهر تحت وطأة الحصار وما ارتبط بهذه المجموعات الإرهابية اللبنانية والفلسطينية المختلطة من روايات إعدام وقتل وتصفيات داخلية منذ ما يزيد على السنتين أو حتى المجموعات الإدلبية التي تنظمت في لبنان من صفوف سوكلين ونالت رعاية النائب عقاب صقر من تركيا تحت إشراف الرئيس الحريري المفوض الأعلى للجيش السوري الحر الذي ذاب وتبخر رغم تدريبات ضباط لبنانيين ساهموا في رسم الهيكليات ضمن بعثات خاصة أشرف عليها فرع المعلومات كما تفيد تقارير صحافية غربية.
التقرير الذي نشرته وكالة يونايتدبرس نقلا عن تنظيم السلفية الجهادية الأردني يورد إحصائية عن عدد القتلى القاعديين العرب في سوريا يمكن اعتبارها موثوقة فهذا التنظيم مصدر رئيسي معتمد دوليا في متابعة النشاط الجهادي العالمي في سوريا وفي الجدول الخاص بتلك الإحصائية يظهر أن عدد القتلى اللبنانيين 828 قتيلا من مجندي القاعدة وخصوصا في جبهة النصرة خلال معارك ضد الجيش العربي السوري أو في عمليات انتحارية والعدد يبدو صادما وهو من بين الأرقام الأكبر بعد تونس وليبيا والعراق وتلي لبنان مصر وفلسطين والسعودية في عديد القتلى القاعديين ويبدو أن هذه الإحصائية تغطي فترة ما قبل تسلم بندر قيادة العمليات التي شهدت وفقا للتقرير البريطاني الذي نشر مؤخرا ارتفاع عديد القتلى السعوديين لما يتخطى الثلاثة آلاف محارب قاعدي وهو ما يرجح ارتفاع عدد اللبنانيين في صفوف قتلى القاعدة عن العدد المذكور أعلاه.
ثانيا يتباهى الحريريون بقناع الاعتدال لإنكار التورط والحقيقة أن دور الحريرية في رعاية تشكيلات القاعدة ومدها بالدعم يعود إلى أفغانستان وباكستان في ثمانينات القرن الماضي عندما كان الحريريون يعملون ضمن جهاز بندر بن سلطان لدعم مكتب المجاهدين ورئيسه أسامة بن لادن وقد ساهمت شركاتهم في تحويل الأموال ونقلها وكانت على صلة في التسعينيات بمشروع انابيب الغاز والنفط الذي كان موضع تفاوض شاق وطويل بين كونداليزا رايس ممثلة شركة شيفرون وممثلي طالبان في فرانكفورت وهذا ما وثقه كتاب اميركوين ومسؤولون سابقون في الاستخبارات الأميركية بعد هجمات 11 أيلول التي ظهر فيها اللبناني سمير الجراح .
قبل الجراح ظللت الحريرية بحمايتها وبطلب سعودي ملابسات اغتيال خصم الوهابية العنيد الشيخ نزار الحلبي واختفاء زعيم عصبة الأنصار القاعدي أبو محجن الذي استمر لغزا مع عصبته حتى اليوم وتطوع الحريريون لحماية عصابة بسام كنج ” أبو عايشة ” في الضنية والدفاع عنها حتى قضي الأمر بتحرك الجيش اللبناني عشية رأس السنة العام 2000 ويومها انكشفت حقيقة العصابة القاعدية مع قدوم محققين اتحاديين من الولايات المتحدة لطلب ملف كامل عن مقتل “المواطن الأميركي أبو عايشة حامل وسام فرسان الحرية من الرئيس السابق رونالد ريغان على بطولاته في أفغانستان “.
ثالثا ما تزال الحريرية حاضنا للإرهاب القاعدي وللتطرف الوهابي داخل لبنان وفي سوريا وهي باتت رهينة هذا الدور في لعبتها المزدوجة التي تسير على خطى “طوال العمر ” في المملكة من عشرات آلاف الأمراء السعوديين الذين يبذخون ويستغرقون في المجون خارج المملكة وداخلها ويرسلون الشباب للموت باسم الدين حتى يتخلصوا من نقمتهم ويبعدوا انفجارهم المحتمل والوشيك داخل الحجاز ونجد .
كذلك فالحريرية تأنس هي الأخرى لجعل الحرب على سوريا متنفسا لقتل الشباب الساخط الذي لولا الملهاة الدموية في سوريا كان سيفجر غضبه في وجه تيار المستقبل وسيحاسبه على وعود زعيمه الانتخابية الواهية والكاذبة .
حلقات سلسلة الحشد والتعبئة تنتهي عند سعد الحريري وفؤاد السنيورة والعمة بهية أما حلقات سلسة اللوجستيك الإرهابي من لطف الله 2 حتى سيارات نقل السلاح المطموسة في ملفات القضاء العسكري فتحوم فيها شبهات على نواب وضباط حريريين استعملوا الحصانة الوظيفية والنيابية للقيام بمهام لن يطول زمان التستر عليها حين ستفتح الادراج المخفية أو المختومة خصوصا إذا أتيح لذوي القتلى السؤال عن جثث أبنائهم وعمن أودى بهم من مقره الباريسي إلى المهلكة وقبض سلفا ثمن أعمارهم المهدورة لتدمير سوريا مئات ملايين الدولارات لتمويل الثورة المزعومة !.
الشرق الجديد

» أكثر من 13000 مُقاتل، حصيلة قتلى «القاعدة» في سوريــا
» بعد القصير : غضب سعودي عارم على المخابرات السعودية ومعها «العملاء» اللبنانيون
» الخبر برس تفضح بالأسماء والوثائق: قتلى تنظيم القاعدة الأجانب بالآلاف في سورية
» الرهائن اللبنانيون في سورية ...مسلسل تركي انتجته قطر !
» المقاتلون اللبنانيون في القصير: لا معلومات ومصيرهم مجهول