معركة القلمون تعد جدول أعمال جنيف 2 وتحدد سقوفه

معركة القلمون تعد جدول أعمال جنيف 2 وتحدد سقوفه

بدا أن مفاعيل مؤتمر جنيف 2 بدأت قبل موعد انعقاده بشهرين من خلال اكثر من مؤشر سياسي مسبوق بعمليات عسكرية ارتدت هذه المرة طابع الكر والفر في محاولات جادة من قبل الجيش السوري من جهة،

والمجموعات المسلحة من جهة ثانية لتثبيت المواقع وتعزيزها، ففي وقت يسعى فيه الأول إلى حسم المعركة وانهاء الوضع القائم في البلاد للذهاب إلى جنيف بأوراق رابحة تسمح له باعادة تكوين التسوية باعتبار أن المعادلة الدولية المعروفة تنص على أنه من يربح الأرض يربح في السياسة، يعمل الثاني على فك الحصار عن مواقعه المتقدمة في الغوطتين الشرقية والغربية تمهيداً لاستعادة المبادرة أولاً وتقديم بعض الأوراق لداعميه لاعادة التوازن والاعتبار إلى المفاوضات المقررة.
في هذا السياق، ينقل زوار العاصمة السورية عن قياداتها السياسية والعسكرية أن الحديث عن مؤتمر جنيف 2 هو لملء الوقت الضائع خصوصاً أن المرحلة الراهنة هي للقضاء على التنظيمات الارهابية التي باتت تشكل عبئاً على الدول العربية والغربية على حد سواء، فحقيقة الأمر أن هناك الكثير من الدول التي كانت تشكل رأس حربة الهجمة على النظام اعادت تموضعها بشكل مقبول، على غرار قطر التي حدت من دعمها المالي واستعاضت عنه بمساعدات انسانية للمعارضة والمناطق الخاضعة لسيطرتها، فضلا عن اتصالات بدأت حديثاً بين القيادتين القطرية والسورية عبر وسطاء لبنانيين وهي تعقد اجتماعات غير معلنة في بيروت وهي قد تصل إلى مراحل متقدمة قبل انعقاد المؤتمر المذكور، وتركيا التي لاقت ايران في منتصف الطريق واعلنت من طهران أنها تتطلع إلى وقف دورة العنف في سوريا خافضة سقفها إلى ما دون مطلب اسقاط النظام في ظل صحوة تركية واعادة تموضع جديد للعودة الى معادلة "الصفر مشاكل"، فضلاً عن أن أكثر من دولة غربية بدأت تعي مخاطر تنامي الارهاب وتصديره من سوريا، وهي لذلك بدأت بخطوات عملية لدعم النظام للسيطرة على الارهاب الوارد من سوريا من خلال الدعم المعلوماتي من جهة والضغط باتجاه سحب البساط من تحت اقدام المجموعات المؤيدة لتركيا وقطر وهذا ما بدأت بوادره بالظهور بعد التسوية التي اخرجت المسلحين سلمياً من مخيم اليرموك الذي شكل في وقت من الأوقات الخاصرة الرخوة للعاصمة وريفها.
ويكشف الأمنيون أن الجيش السوري بدأ خطة جديدة تبدأ من اقفال الحدود اللبنانية أمام عمليات التهريب، فالمعلومات الواردة إلى القيادة العسكرية تؤكد أن الاف المسلحين الذي يرفدون الجبهة يدخلون من لبنان، وذلك بعد أن أقفلت كل من تركيا والأردن حدودهما المشتركة مع سوريا، وهذا ما يفسر لجوء القوى النظامية إلى الاتجاه صوب القرى السورية المتصلة جغرافياً وعضوياً بعرسال ومحيطها، كما يفسر انتهاجها سياسة الأرض المحروقة من خلال تكثيف القصف المدفعي والصاروخي النوعي والغارات الجوية التي غالباً ما تنجح في اقفال طرق التموين التي تستخدمها المجموعات المسلحة وتصل عبرها إلى الغوطتين بما يعني أن حسابات الجيش السوري تعتبر أن السيطرة على القلمون ومواقعها الاستراتيجية ستسهل إلى حد كبير عمل المشاة.
ويخلص هؤلاء إلى الاعتبار أن التحضير لجنيف 2 يتم عملياً في هذه الاثناء انطلاقاً من الميدان وما المواقف الماقلبة التي يعلنها الائتلاف سوى ترجمة حقيقية لما يجري على الأرض، فالواقع أنه كل ما تقدم النظام خطوة في الميدان رفع سقفه، والعكس صحيح أيضاّ، وهذا ما يدفع الى التأكيد بان معركة الغوطتين والريف الدمشقي لن تنتهي الا بالحسم .
أنطوان الحايك - النشرة

» الاتفاق على جدول أعمال جنيف 3 لحل الأزمة السورية
» بعد معركة حمص... هل يسبق مؤتمر جنيف معركة حلب؟
» مصدر بالمعارضة السورية: الدعم العسكري على جدول أعمال زيارة الجربا للسعودية
» معركة الفصل في «عاصمة القلمون»
» المقداد: وفد الائتلاف بعيد كل البعد عن روح بيان جنيف الأول ورفض إدراج بند الإرهاب على جدول المناقشات