عاشوراء.. برغم المخاطر علي دربج

عاشوراء.. برغم المخاطر

علي دربج
عاشوراء.. برغم المخاطر علي دربج Mepanorama62203-332x221

لا مساومة عند القاعدة الشعبية والحزبية لكل من «حزب الله» و«أمل»، على إقامة مجالس عاشوراء، مهما كانت المخاطر أو بلغ حجمها.
«مع عاشوراء تنقلب المعادلة، فيتحول التهويل والتخويف من السيارات المفخخة أو الانتحاريين الى دافع قوي للمشاركة في إحياء هذه المناسبة، ويمسي التهديد باستهداف التجمعات العاشورائية، بمثابة تحد للذات ولأدوات القتل والإرهاب» يقول قيادي في «حركة أمل».
كيفما تجولت جنوبا أو بقاعا أو في الضاحية وفي بعض أحياء العاصمة أو قلة من بلدات جبل لبنان والشمال، فلا بد أن تحط عيناك على ما يؤشر للحداد. الرايات واللافتات الحسينية تغزو أسطح المنازل وشرفاتها وأعمدة الكهرباء والإنارة. أصوات قراء مجالس العزاء واللطميات الحسينية تصدح عبر سيارات متجولة أو أماكن دينية أو محال بيع الأشرطة الموسيقية.
يشارك في إحياء المناسبة، رجال ونساء، شيب وشباب، وحتى الصغار صارت لهم مجالسهم وطقوسهم الخاصة. أما الغياب، سواء بعذر أو غيره، فيعتبر بالنسبة لمراجع دينية عدة، «نوعا من التقصير تجاه صاحب المناسبة».
ألا تستدعي تداعيات الأزمة السورية على لبنان، ولا سيما قضية السيارات المتفجرة، مقاربة مجالس عاشوراء هذه السنة، بمنطق مختلف؟
يقابل السؤال بالاستهجان. «ألم ترَ شعار عاشوراء هذا العام: «هيهات منا الذلة»! ثم ألسنا من أتباع مدرسة الحسين الذي قال «القتل لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة» يقول قيادي في «حزب الله».
مر اليوم الأول بسلام. التجمعات محصورة بالأندية الحسينية. لا تجمعات في الشوارع. التقارير الأمنية التي أشارت الى إرسال سيارات مفخخة جديدة الى الضاحية والجنوب والبقاع «لن تثني الثنائي الشيعي ومعه قاعدته الشعبية، عن إحياء المراسم التي وضعت برامجها مسبقا دونما أي تعديل وفقا لما جرت عليه في الأعوام الماضية، لا سيما موضوع تنظيم المسيرات في التاسع والعاشر من محرم، سواء في الضاحية أو المناطق». وتشير مصادر «الثنائي» الى أنه يسجل هذه السنة ارتفاع أرقام مجالس عاشوراء، «ما يعني أنها ستتميز بزخم شعبي أكبر» برغم المخاوف الأمنية.
ولعل تولي الجيش والقوى الأمنية مسؤولية حماية المجالس المركزية والفرعية، يدخل الطمأنينة في نفوس المشاركين من جهة، ويدحض تهمة «الأمن الذاتي» التي تلصق دائما بـ«حزب الله» من جهة ثانية. لا يمنع ذلك، حسب مصادر حزبية وحركية، من أن يشارك «الثنائي» من خلال متطوعين من الجمعيات الكشفية واللجان المحلية والمجالس البلدية في مهام أبعد من التنظيم، من نوع إبلاغ الأجهزة العسكرية والأمنية عن أي سيارات أو أشخاص مشتبه بهم في محيط مجالس العزاء.
تجهد قيادتا «حزب الله» و«أمل» لجعل عاشوراء، «مناسبة لجمع اللبنانيين لا تفرقتهم، وثورة إنسانية ضد الظلم والظالمين في كل المعمورة، وهما تحرصان على احترام رموز الآخرين ومعتقداتهم، وذلك عبر إصدارهما تعليمات وتوجيهات لضبط الخطاب العاشورائي وتوحيده وتوجيهه نحو الخطاب الجامع والتركيز على المعنى الروحي والإنساني والرسالي فقط بعيدا عن مفردات التحريض والتجييش المذهبي والطائفي الذي يسيء لروحية هذه الذكرى» على حد تعبير مصدر حركي.
السفير

عاشوراء.. برغم المخاطر

» المراسلون الحربيون وفرسان الساحات والجبهات... واجهوا المخاطر عن قرب
» في عاشوراء كلام لا بدّ منه
» عاشوراء مقاومة في الماضي والمستقبل!
» هل تدرك السعودية استحالة مهمتها في سورية ؟…و المخاطر ؟
» هافينغتون بوست: الرهان السعودي عالي المخاطر في اليمن