أزمة صيف العالم 1957 وأزمتنا الراهنة ..مؤامرة امريكية لغزو سوريا بمساعدة دول الجوار

تقارير

شارك |

أزمة صيف العام 1957 و أزمتنا الراهنة ..مؤامرة أمريكية لغزو سوريا بمساعدة دول الجوار

دام برس
وصل الخصام السوري الأمريكي الى ذروته في منتصف صيف العام 1957 فقد كانت سورية أول دولة عربية تهاجم مبدأ ايزنهاور الذي يعطي الحق للولايات المتحدة بالتدخل العسكري في البلان الشرق اوسطية تحت ذريعة حماية المصالح الاقتصادية و ايقاف المد الشيوعي السوفييتي

كانت الاحداث في سورية تثير قلق الأمريكيين فقد أعطت الحكومة السورية شركة تشيكية عقد اقامة مصفاة للبترول و في السادس من آب وقع وزير الدفاع السوري خالد العظم معاهدات عسكرية و اقتصادية واسعة المدى مع الاتحاد السوفييتي في مدينة موسكو و بعد اسبوع جرى ابعاد ثلاثة دبلوماسيين أمريكيين من دمشق بتهمة التآمر على قلب نظام الحكم كما تم تعيين عفيف البزري المعروف بتعاطفه مع السوفييت رئيسا لأركان الجيش .

بينما وقفت سورية سدا منيعا أمام التغلغل الأمريكي .. كان للعراق و الأردن موقفا مغايرا فقد قام الملك حسين باجراءات تقربه من الدائرة الامريكية فعزل الزعماء السياسيين الذين يماثلون في ارائهم العقائدية مفاهيم العروبة و التقدمية التي كانت دعامة أنظمة الحكم في سورية ومصر ولقيت هذه الاجراءات استحسان المملكة السعودية و ملكها سعود وهذا ما أدى الى كسر التقارب سورية و مصر و دول حلف بغداد .

في أيلول 1957 أرسلت الولايات المتحدة مبعوثا الى المنطقة و هو (لوي هندرسون) الخبير بأمور الشرق الأوسط و الذي سرعان ما بدأ جولته من تركيا الحليف الوثيق للولايات المتحدة و عقد في اسطنبول اجتماعا هاما ضم (مندريس) رئيس وزراء تركيا و ملكي العراق و الأردن ثم انتقل هندرسون الى لبنان و اجتمع مع الرئيس شمعون الغربي الهوى و بعدها زار هندرسون العراق و التقى عبد الاله الوصي على العرش و المعروف بقربه من بريطانيا و استثنى هندرسون سوريا من جولته و هذا ما أثار غضبا واسعا في سورية و مصر و شكوكا حول نية الولايات المتحدة و حلفائها في المنطقة القيام بتدخل عسكري في سورية و ما زاد الطين بلة هي تصريحات هندرسون أمام الكونغرس الامريكي حول وقع سوريا في الفلك الشيوعي ...

ما أن انتهت جولة هندرسون حتى قامت تركيا بمناورات عسكرية على الحدود مع سوريا شملت ثلاث فرق عسكرية ليعلن بعدها القادة الأتراك نيتهم التحرك في سورية منعا لوصول حكومة شيوعية الى السلطة و هذا ما أثار حنق السوفيتيين الذين عبروا من خلال وزير خارجيتهم المستر (غروميكو) أن بلاده لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه المحاولات التي تسعى الى جعل الشرق الاوسط مسرحا للنزاع المسلح و اقترن تصريحه بارسال سفينتين حربيتين هما الطراد (جدانوف) و مدمرة مرافقة الى ميناء اللاذقية وسط تهليل الصحافة السورية .

في 10 أيلول من نفس العام ( 1957 )تم نشر مقال في صحيفة الجيش السوفييتي ( النجم الأحمر ) كشف النقاب عن مؤامرة أمريكية لغزو سوريا بمساعدة دول الجوار و مفادها :

أولا :: تقوم اسرائيل بتحراكات عسكرية استفزازية على حدودها مع سوريا .
ثانيا :: تسارع تركيا الى تجميع قواتها شمال سوريا مثيرة احتمال حدوث صدام سوري اسرائيلي .
ثالثا :: تقوم الطائرات التركية العراقية بقصف أهداف سورية حساسة بحجة اختراق الحدود ثم تطلب هاتان الدولتان المساعدة الامريكية .

وصل التوتر السوري التركي حدا جعل الملك سعود يقرع جرس الانذار و الذي رأى في هذا التوتر شرارة الحرب التي قد تودي بالمنطقة الى الجحيم بما فيها السعودية فقام بزيارة عاجلة الى سوريا معلنا رفضه الاعتداء على سوريا تحت أية أعذار وهذا ما أعطى الملك السعودي دورا قياديا في نزع فتيل الازمات المنتشرة آنذاك في المنطقة .... ليقوم بعدها بالوساطة بين دول مبدأ ايزنهاور ( الأردن _ العراق _ لبنان _ تركيا ) مع سورية و مصر ثم دخل السوفييتيون على خط الأزمة مهددين بالدخول في الحرب و مقترحين ارسال لجنة تقصي حقائق على الحدود السورية التركية كما اقترحت الولايات المتحدة مدعومة من 22 دولة ارسال وفدا يباشر الوساطة بين سوريا و تركيا ....

باختصار فإن حصيلة التدخل الامريكي الفظ في شؤون الشرق الاوسط عام 1957 أدى الى ترسيخ موقف الاتحاد السوفييتي كداعم أساسي لسورية في تصديها لعداء الغرب و كان هذا الدور منذ العام 1955 مساندا للاشتباك البارد الذي خاضته سوريا ضد دول حلف بغداد المدعوم أمريكيا .

الأحد 2012-05-27 |

» حرب سوريا.. ما هي الأجواء في دول الجوار؟
» "موقع "إنتل أي هيوب" الأمريكي": الـ سي ان ان تفبرك حول سوريا بمساعدة ممثلين
» امريكا تخطط لغزو سوريا والعراق عبر بوابة «داعش»
» وورلد تريبيون: الجيش التركي يستعد لغزو سوريا!
» تفاصيل خطة «الأطلسي» لغزو سوريا والأهداف المنوي مُهاجمتها