خفايا مقترح "فان سكويوك" الأميركي - الجزء الأول: عملية "شد وتجميل" مجلس اسطنبول!
12/08/2012
شوكوماكو | ريبال زينون
دفع الوضع المزري لـ"مجلس اسطنبول"، والذي تسيطر عليه جماعة الإخوان الملسمين المحظورة، بالإدارة الأميركية إلى التفكير بعملية "شد وتجميل" واسعة على أمل إعادة "الجاذبية" لوليدها المشوه وتقديمه مجددا كممثل وحيد عن المعارضة السورية، وذلك عبر تسويقه داخل المؤسسات الأميركية، وخاصة داخل الكونغرس الأميركي بهدف الحصول على الدعم من قبل الحزبين الجمهوري والديمقراطي اللذين يتقاسمان الساحة السياسية الأميركية.
ولتحقيق هذا الهدف بعد فشل المجلس بكافة المهمات الموكلة إليه من قبل واشنطن وحلفائها ضد سوريا، بحسب ما كشفت عنه مصادر غربية مطلعة لـ"شوكوماكو"، تقدمت شركة "تجميل سياسي" تحمل اسم "مؤسسة شركاء فان سكويوك" بتقديم مقترحها لمجلس اسطنبول لمساعدته على الوصول إلى "هدفه الرئيسي بالتوافق مع سياسة الولايات المتحدة في تغيير النظام في سوريا"، على حد تعبيرها.
ولفتت المصادر التي فضلت عدم الكشف عن هويتها، بنبرة تهكمية، إلى أن عرض الشركة يهدف إلى الحصول على "سيليكون سياسي" داخل الكونغرس الأميركي عبر قيام شركة فان سكويوك "بحملات مكثفة لممارسة الضغط والتأييد لدفع أعضاء مجلس الشيوخ وأعضاء في الكونغرس وقادة السياسة الخارجية للمساعدة في تنظيم المجلس ودعم فرصته الوحيدة للحصول على زيادة مساعدة التدخل الأميركي في سوريا".
وأضافت المصادر أن العرض المقدم من قبل الشركة تحت تصنيف "سري" يستند بشكل رئيسي على الموقف الذي أعلنته الخارجية الأميركية على لسان هيلاري كلينتون في حزيران الماضي وشددت فيه على "ضرورة العمل أكثر على توحيد كل القوى ضد القيادة السورية عبر تنظيم وتركيز المعارضة" التي قصدت بها المجلس المذكور.
وتقدم شركة "فان سكويوك" نفسها على أنها "توازن من الحزبين الديمقراطي والجمهوري، وهي شركة خدمة العلاقات الفيدرالية الحكومية"، وهي تعمل على تقديم "النصائح التشريعية والتنفيذية وخدمات الشؤون العامة وخدمات الاتصال والتخطيط التشريعي ومجال الدعوة والمساندة". وتضم الشركة أكثر من عشرين رئيسا وخمسين داعما من الشعب الأميركي، وقد ساعدت منذ نشوئها عملاء لها خلال خمسة انتخابات رئاسية وعشرة انتخابات في الكونغرس الأميركي.
وبحسب المعلومات التي كشفتها المصادر، فإن استراتيجية العرض المقدم، والتي سنقدم تفاصيلها لاحقا، يقوم على عدة محاور أساسية، أولها العمل على "إعادة تركيز عمل الجلس ومحاولة لصق مكوناته المتشرذمة" بهدف تقديمه "كصوت معارضة ديمقراطي" عبر إظهاره على أنه ذو "تركيب متعدد الانتماءات" وجعله "حلقة الوصل الوحيدة بين الحكومة الأميركية والمعارضة السورية".
وعلى المحور الآخر، تقوم استراتيجية الشركة على العمل لأجل "معالجة المخاوف المتعلقة بالتدخل الأميركي في سوريا والترويج لتدخل أميركي أكثر حزما ضد القيادة السورية"، وبشكل خاص "الدعوة لإنشاء مناطق عازلة محمية دوليا داخل الأراضي السورية".
ولفتت المصادر إلى أن المحور الأهم هو المتعلق بـ"العمل على وقف القيود التي تعيق تقديم الدعم للمعارضة في سوريا" عبر "الحد من القيود المفروضة على مراقبة الصادرات على أدوات معينة" دون أن توضح ماهية هذه "الأدوات"!
وللعمل من أجل تحقيق هذه الأهداف، أضافت المصادر، فإن مؤسسة "شركاء فان سكويوك" تعهدت في عرضها بالقيام "بحملات إعلانية للحصول على تأييد مكثف مستفيدة من علاقات طويلة الأمد مع كبار قادة السياسة الخارجية في الحكومة وفي وسائل الإعلام وفي مراكز الأبحاث".
ومن أبرز وسائل الإعلام التي تستهدفها المبادرة شبكات التواصل التلفزيونية الأميركية: CBS, NBC, CNN, ABC, MSNBC, Fox News، إضافة إلى الاستفادة من وسائل الإعلام الاجتماعية والإنترنت لنشر المعلومات، وذلك عبر التواصل مع "الصحفيين المهمين وهئيات التحرير والمنظمات في العاصمة الأميركية خاصة تلك القائمة على أعمال الطباعة للمؤسسات الإعلامية مثل نيويورك تايمز، وواشنطن بوست، وجريدة وول ستريت، وبوليتيكو، ورول كول.
ومن المراكز التي من المخطط لها أن تندرج في حملة "فان سكويوك": مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، ومؤسسة التراث الأميركية، ومشروع المعهد الأميركي، ومجلس العلاقات الخارجية، ومعهد بروكينغ، ومركز التقدم الأميركي، ومجلس التجارة الخارجية الوطنية، ومركز الأمن الأميركي الجديد.
وبحسب المصادر ذاتها، فإن بداية الحملة ستكون مع لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، ولجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب، ولجنة خدمة القوات المسلحة في مجلسي الشيوخ والنواب، ولجنة الاعتمادات في مجلسي الشيوخ والنواب، ولجنة الاستخبارات في مجلسي الشيوخ والنواب.
وبهدف تحقيق "إغراء" أكبر، أكدت "فان سكويوك" في عرضها على أنها على إحاطة تامة بكل مجريات الأمور وقادرة على "مساعدة المجلس على الانتقال إلى أي نتيجة محتملة"، إلا أن المصادر الغربية اعتبرت العرض بأنه "أشبه بأفلام المهمة المستحيلة الهوليودية"، خاصة أنه بالنظر إلى تركيبة مجلس اسطنبول والشخصيات المنضوية تحت لوائه تفتقد إلى المقومات التي تجعلها قادرة "على لعب دور البطولة في هذا الفيلم"، على حد تعبيرها.
يتبع...