قنديل للعالم : ليس لدى الأوروبيون تحويل القرار إلى صدام وهم الآن يحاولون امتصاص مفاعيله

أهم النقاط التي تناولها النائب اللبناني السابق رئيس شبكة توب نيوز ناصر قنديل في تعليقه لقناة العالم على قرار الاتحاد الأوربي الأخير ضد حزب الله :

الكلام التعقيبي على القرار لا يعكس دوما الاسباب الحقيقية فالوزير البريطاني هيغ حاول ربط الموضوع بتفجيرات بلغاريا بينما البلغار الذين ضغط عليهم من أجل تحضير مضبطة اتهامية تتهم حزب الله بتفجير الحافلة وخلال الاجتماعات التي عقدت أكدوا ان لا يوجد لديهم أدلة عدا على أن هذه القضية مضى عليها وقت من الزمن فلماذا هذا القرار الآن
الجوهري في الأمر كان بعد معركة القصير عندما عقد مؤتمر الدوحة واتخذ قرار بالضغط على الحزب للجم اندفاعة الحزب ووقف دعمه الجيش السوري وفي هذا الاطار كانت جولة سعود الفيصل وزيارته لباريس حين دعا لمعاقبة حزب الله واخترع مجلس التعاون الخليجي لائحة ارهاب كرمى حزب الله مع العلم أنه لم يكن لديه مسبقاً مثل هذه اللائحة
نحن أمام معادلة واضحة أنه في سياق الاشتباك الحاصل في سوريا يظهر الاتحاد الاوروبي و هو ركن أساسي من الاركان التي تشعر بالخسارة لذلك كان لابد من ممارسة الضغط أسباب خسارته وفي طليعتها الضغط على حزب الله
لا يوجد استقلال في القرار الاوروبي عن القرار الأميركي ولو ظهر فهو شكلي وليس في المسائل الكبرى وهذا رأيناه منذ غزو العراق ومن ذلك الوقت لم يعد هناك حتى حفظ لماء الوجه بتقديم مشهد استقلالي
من الواضح أن هذا القرار وعاء تفاوضي وليس آلة حرب وهو بتوقيته هدية رمزية لاسرائيل في ذكرى حرب تموز التي تؤلم العدو الاسرائيلي وهو عبارة عن جائزة ترضية بعد قرار الاتحاد الاوروبي المقاطعة الاقتصادية لمستوطنات أراضي 1967
بتحليل القرار نجد أننا أمام مجموعة مسارات في المنطقة لا تقول أننا ذاهبون لتصعيد الحرب وعليه فتكون القرارات السلبية إما في سياق تصاعدي و يتبعها قرارات تصاعدية أخرى أو أن يكون في سياق تجميع الاوراق التفاوضية لانهاء الاشتباك
مفهوم إعادة التوازن في الصراع الدائر في سوريا انتهى ولم يعد هناك وهم بإعادة التوازن فهذا القرار ليس في سياق تحقيق شيء ما في الحرب فقد كان يمكن القبول بعكس ذلك لو أن القرار اتى في حزيران وأتى على ادراج حزب الله كاملاً وليس الجناح العسكري منه على تلك اللائحة
القرار الأوروبي استنساخ للتجربة البريطانية مع الجيش الجمهوري الارلندي الذي كان بحرب مفتوحة مع بريطانيا وعندما وصل بمرحلة معينة البريطانيون لليأس من النصر العسكري فكان القرار بالحظر على قادة الجيش الجمهوري الارلندي - الجناح العسكري وعندما تحتاج للتفاوض تقول بأن من تتفاوض معه ليسوا ضمن المحظورين
من هذا المبدا كان قرار الاتحاد الاوروبي وعاء تفاوضي تحت مسمى الجناح العسكري لحزب الله وعندما سئل الاوروبيون هل السيد حسن نصر الله من الجناح العسكري أم لا كان الجواب بأن القرار لا يتحدث عن الزعماء
السعودية الساعية للتأزيم المذهبي في المنطقة كانت أمام خيارين إما التسليم ببقاء الاخوان في مصر ليكتمل المشهد المذهبي أو أن تفتح شهيتها بقطف ثمرة اسقاط الاخوان على حساب التأجيج المذهبي وعندما فرض المشهد المصري نفسه وسقط الاخوان اسقط المشروع المذهبي وأفقد المشروع السعودي قدرته على الشحن المذهبي وكان يملك طلقة وحيدة اسمها أحمد الأسير افشلت قبل إطلاقها
حزب الله يدرك أنه يتعرض لعدوان وأنه يدفع ثمن موقفه المنتصر على اسرائيل والذي يشكل فضيحة للحكام العرب ويدرك حزب الله أيضاً أنه لازال على ضفة المنتصرين وليس في موقع المهدد بالهزيمة
هناك ثلاث موائد تفاوض تحضر في المنطقة حزب الله شريك أساسي فيها فهناك التفاوض في القضية الفلسطينية والتسوية في الشأن السوري والتفاوض في الملف النووي الايراني
القرار الأوروبي مع حزب الله ليس التجربة الأولى من نوعها فقد سبق لبريطانيا أعلنت في 2008 وقف تعاملها مع الجناح الخارجي لحزب الله الذي وضعته على لائحة الارهاب ثم اصبح موضوعاً فضفاضاً بحسب المزاج البريطاني
فالاوروبيون أرادوا أن يوصلوا رسالة لحزب الله فالامر يتوقف على كيف سيتعامل الحزب مع ملفات التفاوض القائمة فإما أن يدرجوا الجميع من عائلات وطلاب تحت مسمى الجناح العسكري أو أن يقولوا أن لا وجود لهذا الجناح في أوروبا وتتوقف عندها مفاعيل القرار
لا أتوقع ان لدى الأروبي النية في تحويل القرار إلى صدام مع حزب الله فهم الآن يحاولون أن يمتصوا التداعيات الأولى لهذه للقرار فحزب الله عاقل ولكن الجمهور لا أحد يستطيع السيطرة على ردود أفعاله لذلك يسعى للطمأنة بالقول أن هذا القرار ضيق التوصيف
معلوماتي أنه قبل صدور القرار كان هناك حجم اتصالات كبيرة جداً وردت إلى قيادة الحزب لأخذ تنازلات واعترافات منه وكان جواب الحزب واضحاً بأن يركبوا أعلى ما في خيلهم وسبق للسيد حسن نصر الله أن تنبأ بهذا القرار قبل أن يعلم وزراء الخارجية الأوربيون به
العرض المقدم لحزب الله كان أن هذا القرار يمكن أن يكون مختلف لو أن الحزب أعلن عدم وجوده في سوريا
الكونغرس الاميركي اقر والاستخبارات الاميركية وصلت لنتيجة أن القوى التكفيرية وتنظيم القاعدة تشكل أغلبية المعارضة السورية والفرنسي والبريطاني انسحبا من تسليح المعارضة بعد أن كانا أشد المتحمسين لهذا الشأن ولكن القضية لدى البعض في هذا القرار هي أن أمن اسرائيل أهم ما في المنطقة
هذا القرار كما قال السيد حسن نصر الله لا يساوي الحبر الذي كتب عليه لأنه يعرف أن هذا القرار باب للتفاوض وهو حسم خياره بهذا الشأن ولا مجال للتفاوض
الجهات الأوروبية التي تملك قواتً في اليونيفيل تسعى الآن لتهدئة الأجواء بعد هذا القرار بينما نجد أطرافاً أخرى والتي كانت خلف هذا القرار كبريطانيا ومن خلفها السعودية قد تقوم بواسطة القاعدة بعمل معين في الجنوب ضد اليونيفيل لتأجيج الوضع وإشعال المنطقة

» قنديل للعالم : السلاح الروسي وصل لسوريا
» كتب ناصر قنديل - لحظة القرار الصعب
» قنديل للـ بي بي سي : القرار السعودي انفعالي بسبب تراجع أميركا عن الخرب على سوريا ولم نر سابقاً ذات الحماس للقضية الفلسطينية
» إزاحة بندر وحدود القرار الأميركي- غالب قنديل
» سر اعتقال صدام حسين ... وشارون و اول من راى صدام في السجن