الاخوان في مأزق_ محمد عطوي

في غضون أيام تكوّنت وزارة مدنية في وجود رئيس مكلف، هو قاضي بالمحكمة الدستورية العليا، ونائب رئيس مدني، وسوف تجرى انتخابات برلمانية ورئاسية بعد عمل دستور جديد ليعلن عن موعدها بدقة وذلك تحت إشراف دولي، وسوف يكون من الصعب أن يتهم أحد في العالم مصر بأنها دولة تدار وتحكم بالعسكر .

انّ صورة المشهد الحالي في ساحات وميادين اعتصامات جماعة الإخوان‏ وأنصارهم‏ واللجوء إلى سباق المليونيات‏ وتهديد منشآت ومعسكرات القوات المسلحة‏‏.يشير إلى أن التفاهم مع هذه الجماعات من المستحيلات ولن تجلب في أي لحظة الاستقرار الذي ننشده بعد أن دخل هذا البلد دائرة الانقسام والاستقطاب النهائي وبالتالي لن يفلح أي خطاب عقلاني في تهدئة وإقناع هؤلاء الذين يريدون تحويل البلاد إلى سيناريوهات وحمامات دمّ

فحاضر الإخوان ليس أفضل من ماضيهم فهم لن يتراجعوا عن مشروعهم وهدفهم بشأن استهداف وتخريب الدولة المصرية بعد أن تولدت لديهم قناعة باستحالة عودة مرسي وزمن حكم الفشل الإخواني لعقود طويلة وبالتالي لن يتركوا مصر إلا وقد تحولت إلى دولة .ولذا فإنه أمام هذا المشهد المروّع الذي ينتظر مصر والمصريين لا يوجد سوى خيارين في الأفق لإنقاذ هذا الوطن وهو الإسراع إلى تحقيق خريطة المستقبل والولوج سريعا إلى المرحلة الانتقالية عبر اعتماد حكومة الببلاوي المسار المدني وسرعة إنجاز الدستور بتعديلاته والتحضير للانتخابات الرئاسية والبرلمانية حتى لو قاطعها الإخوان

المشكلة الكبرى التي ستواجه الإخوان هي أنهم فقدوا الشارع المصري بالكامل فلم يعد الشارع ملكهم ، وعليهم أن يتوقفوا عن العنف وتكوين الميليشيات التى شاهدها المصريون جميعاً وأن يعرفوا ان الشعب المصري كله خرج ليقول للإخوان كفى وليعلن نهاية لحكم الإخوان

اليوم أدت الحكومة المصرية الجديدة برئاسة حازم الببلاوي اليمين القانونية أمام الرئيس الموقت عدلي منصور، فيما شددت على أنها لن تقبل دعوة وجهتها الرئاسة للمصالحة الوطنية إلا في حال عودة الرئيس المعزول محمد مرسي

فهل جماعة الاخوان المسلمين سيعترفون بسلطة الحكومة الجديدة بعد اطاحة الرئيس الاسلامي محمد مرسي ؟ وهل سيبقون على أعمال العنف في الميادين ؟ هل نستطيع القول ان الاخوان سيكمّلون مسيرة محمد مرسي أم لا ؟ وهنا نتساءل :هل يعتبر اليوم ان عصر جماعة الاخوان ..انتهى ؟

» مأزق السياسة القطرية في سوريا!
» تركيا في مأزق و السعودية هدف المستقبل
» ذكرى حرب تموز 2006 " يوم سقوط اسرائيل " – محمد عطوي
» محمد حسنين هيكل : معركة القصير في سوريا قصمت ظهر الاخوان في تركيا و مصر
» الإبراهيمي في مأزق... لكنّه لن يستقيل