هل يدخل العالم العربي والاسلامي في حرب داحس والغبراء جديدة؟

[rtl]عشرات القتلى ومئات الجرحى حصيلة اليوم الدموي الطويل في أنحاء العاصمة المصرية في مشهد ملتبس اختلط فيه حابل الاخوان بنابل الثوار في ظل حديث متنام عن دور أميركي خليجي فاعل في عملية محاصرة "الاخوان" تمهيدا لادخال العالمين العربي والاسلامي في حروب متنقلة من المقدر لها أن تنتهي إلى إعادة تركيب خريطة جيوسياسية للمنطقة الشرق اوسطية برمتها.
في هذا السياق، يكشف دبلوماسي غربي أنّ مسار الامور في العالم العربي لن يخلو من المطبات،  خصوصا أنّ الرئيس الاميركي باراك اوباما الذي سيجلس إلى طاولة مفاوضات تجمعه بنظيره الروسي فلاديمير بوتين في أيلول المقبل يعتزم إجراء تغييرات تمهيدية في بعض الدول العربية تسمح له برفع سقفه التفاوضي، وذلك بعد عجزه عن كسب نقاط في الميدان السوري يمكن توظيفها في رسم خريطة النفوذ الدولية الجديدة. وبالتالي، يرى الدبلوماسي أنّ مشروعه الحالي يقضي بتسريع عملية إيجاد الحلول في المنطقة العربية والشرق اوسطية ليتفرغ بعدها لتنفيذ عملية انسحاب تكتيكي واستراتيجي من افغانستان في العام المقبل مفسحا في المجال أمام روسيا لتحقيق المزيد من التقدم على مستوى اسيا ما خلا بحر قزوين الغني بالنفط الذي يفوق جودة وكمية النفط العربي، والذي سيشكل الاحتياط النفطي الاستراتيجي للولايات المتحدة في غضون العقود القليلة المقبلة.
واستنادا إلى تفاصيل المشروع الأميركي، يعرب الدبلوماسي المعني عن خشيته من تعميم حالة الفوضى البناءة على العالمين العربي والاسلامي من دون استثناءات في محاولة لاقامة حزامين واحد شيعي والاخر سني يتواجهان عسكريا وسياسيا لعقود طويلة اذا لم يكن لقرون على غرار حرب داحس وغبراء*، وبالتالي فان خربطة امن الخليج السياسي أصبحت من المسلمات ولم يعد ينقص سوى التوقيت لاطلاق الشرارة، وهذا ما يفسر الارباك السياسي والامني المستشري في معظم الدول الخليجية لاسيما في قطر التي لن تستعيد عافيتها السياسية في المدى المنظور، والمملكة العربية السعودية المقبلة على تحولات حتمية تتماشى مع كل ما يجري في المنطقة انطلاقا من سوريا مرورا بتركيا وليس انتهاء بلبنان المرشح للدخول الى نادي الدول المنتجة للغاز الطبيعي ما يضعه في درجة عالية من سلم الاولويات الاميركية والروسية على حد سواء.
وليس بعيدا عن ذلك، يتوقف الدبلوماسي عند الحراك الامني في سيناء المصرية باعتبارها الامتداد الطبيعي لقطاع غزة، متسائلا عما إذا كان المطلوب توسيع القطاع باتجاهها، خصوصا ان الشريان الحيوي الذي يغذي القطاع يمر حكما بالانفاق المعروفة من قبل اسرائيل كما من قبل مصر، ما يعني أنّ أيّ عودة للحديث عن مفاوضات سلام تحتاج الى منفذ قد يكون من خلال شمال سيناء التي انسحب منها الجيش المصري لمصلحة الاسلاميين بما يؤسس الى الاعتقاد بان مصر قد لا تنجو من عملية اعادة رسم خريطة جغرافية وسياسية في آن واحد، خصوصا اذا بقي الجيش المصري الذي يدور اصلا في الفلك الاميركي بموقع المتفرج.
انطلاقا من هذه البانوراما، يتخوف الدبلوماسي من الرد الاسلامي لاسيما أنّ المؤشرات تؤكد أنّ الاسلام السياسي لن يقف مكتوف اليدين ازاء ما يتعرض له من محاصرة ومحاولات اقصاء عن الساحة العربية في ظل موسم الصفقات الكبرى الذي بدأ مع تسويات متنقلة فرضت نفسها على المسار الدولي برمته.
 [/rtl]




[rtl]* داحس والغبراء هي حرب من حروب الجاهلية وقعت في منطقة نجد بين فرعين من قبيلة غطفان هما عبس وذبيان، وتعد من أطول الحروب التي عاشها وخاضها العرب في الجاهلية إذ دامت أربعين سنة واشتركت فيها العديد من القبائل العربية. وداحس والغبراء هما اسما فرسين وقد كان"داحس" حصانا لقيس بن زهير العبسي الغطفاني، و"الغبراء" فريسا لحذيفة بن بدر الذيباني الغطفاني.
 [/rtl]




[rtl]النشرة[/rtl]