ماذا سيسجل التاريخ في جبين العرب؟ ...سهيل بن ناصر النهدي

ماذا سيسجل التاريخ في جبين العرب؟ ...سهيل بن ناصر النهدي

”اليوم لم تعد الولايات المتحده الاميركية بحاجة إلى ان ترسل جنودا مثل ما ارسلتهم سابقا للعراق وغيرها من البلدان التي دمرتها وهي كثيرة، فهناك من يتكفل بالمهمة بدلا عنها، فهم يطالبون بسلاح لينحروا به بعضهم البعض ومن خلفهم العدو الصهيوني يشمت، ومن امامهم كتائب وقوات اميركية في اراض عربية تهرب لهم السلاح، بتسهيل عربي عربي.. فماذا يكتب التاريخ مرة اخرى؟.”

كم سيسجل التاريخ من نكسات عربية يصنعها العرب بأيديهم، ويرتكبونها فيما بينهم كل يوم وساعة ودقيقة، كم ستقرأ الأجيال العربية وغير العربية والمسلمة وغير المسلمة من اخفاقات وهفوات وحقد وضغينة يكنها العربي ـ للعربي والمسلم ـ للمسلم؟ في هذا العصر الذي هوى فيه العرب إلى ابعد مما كنا نتصور في الاقتتال والحقد الدفين الذي نراه جليًّا في بلاد الشام حاليا.
منذ بداية الأزمة السورية كانت شريحة واسعة من المجتمع العربي وغيرها من المجتمعات، تشكك بأن هناك نوايا مبيتة ضد سوريا الدولة والشعب والحكومة، لكن وبعد مرور فترة معينة بدأت الرؤية تتضح لهذه الشريحة بشكل افضل، وملامح النوايا المبيتة أو (بالمؤامرة) بدأت تظهر، فأبعدت هذه الشريحة عن نفسها الشك، وتوسع العمق وجلا الشك بأن سوريا مستهدفة فعلا، فهي دولة تقع على خط النار مع عدو غاشم محتل غاصب، ينتهك كل حقوق الانسان وكل القوانين الدولية، لكنه يظل في مأمن ما دامت هناك دولة تسمى الولايات المتحده الأميركية ترفع يدها بالامم المتحده ضد أي قرار يدين هذا الكيان الغاصب، وسوريا دولة متماسكة وتماسكها يعني ضعف عدوها، فكانت المكيدة لها، مدبرة لا محالة، وبالتعاون مع عرب وغرب .. فسجل يا تاريخ هفوة من هفوات أبناء أو من يدعون انتماءهم إلى العروبة.
هنا .. ليس بغريب أن يصنع العدو مكيدة لعدوه، لكن الغريب أن يكيد الاخ لأخيه، وهو يدرك تماما بأن من يستفيد من هذه المكيدة الغبية هو عدو لدود لطالما تربص بكل المقدرات وانتظر الفرصة لينقض عليها، بعد ان ينخر الضعف جسدا قويًّا، فماذا سيسجل التاريخ؟.
ها هم بعض العرب اليوم، وعلى مستوى زعاماتهم، يقطعون علاقاتهم بسوريا، ويعلو صوتهم مطالبين بحظر جوي فوق السماء السورية، وفي الحقيقة ان صوتهم لم يعل ابدا الا بعد ان علا صوت (كيري)، كيري الذي قتلت بلاده أطفال العراق وأفغانستان والصومال وباكستان والسودان واليمن بـ (بدون طيار) وبطيار وإلى ما غير ذلك من اسلحة فتاكة، فهو اليوم يريد ان يزيد من قائمة القتل والدمار بالتلميح والتصريح بأن هناك تفكيرا بفرض حظر جوي على السماء السورية التي تستقبل كل يوم ارواح ابرياء لا ذنب لهم الا انهم سوريون عرب، فماذا سيجل التاريخ ايضا هنا؟.
اليوم لم تعد الولايات المتحده الاميركية بحاجة إلى ان ترسل جنودا مثل ما ارسلتهم سابقا للعراق وغيرها من البلدان التي دمرتها وهي كثيرة، فهناك من يتكفل بالمهمة بدلا عنها، فهم يطالبون بسلاح لينحروا به بعضهم البعض ومن خلفهم العدو الصهيوني يشمت، ومن امامهم كتائب وقوات اميركية في أراض عربية تهرب لهم السلاح، بتسهيل عربي عربي.. فماذا يكتب التاريخ مرة أخرى؟.
من يغلق عينه عن العراق وما حل بها ومن يغلق عينه عن دول مرت بتجارب مماثلة قريبا في التدخل الخارجي، سوف يفتحها لا محالة عندما يشعر بأن الأمور بدأت تقترب منه، فليس اغماض العيون وسيلة للهروب دائما، فهناك فمن لم ير النار بعينه فسوف تلسعه دون ان يراها.
مصائب العرب تزيد .. ومكاسب العالم تزيد، العرب اليوم يضخون الأموال ليس للتعليم والجامعات والبحوث، وايضا ليس لتحرير فلسطين، وليس للنهوض بمستوى دولة فقيرة عربية أو مسلمة، بل يضخونها لحرق بلاد عربية، كانت رمز صمودهم وعزتهم.
يسجل التاريخ وسوف يكتب المفكرون ان هذه الحقبة الزمنية سوف تكون نقطة سوداء في جبين العرب، ونقطة بغيضة من العنصرية والطائفية والمذهبية التي لن تولد الا الدمار للشعوب والعودة إلى عصور مظلمة.

» هل سيبقى العرب في الجانب الخطأ من التاريخ؟! ...نبيل حافظ حسن
» ماذا سيكتب التاريخ لو انتصرت «داعش»؟
» ماذا سيفعل دون كيشوت العرب و طواحين الثورة السورية قد ماتت؟
» كتب ناصر قنديل 0 - أسد التاريخ والجغرافيا
» عين العرب: ماذا بعد؟