الرئيس سليمان في زمن المؤامرة على سوريا

الرئيس سليمان في زمن المؤامرة على سوريا
السبت , 8 حزيران 2013 - 14:32 الناشر : بانوراما الشرق الاوسط

أحمد الحباسى تونس

كتب في الرئيس ميشال سليمان القليل ، نعم القليل ، مقارنة بما كتب في و عن الرئيس السابق إيمل لحود ، كتب القليل لان العماد سليمان لا يستحق صراحة إلا مجرد سطور تكتب على مضض ، فالرجل متميز بالصمت و الصمت السلبي ، و من يصمتون في المواقع المهمة مثل الرئيس سليمان يمرون في صمت ، و “يموتون” في صمت ، و حتى يفهم الجميع ، أو يذكرنا البعض ، بالمقولة الرائجة ” الصمت من ذهب ” نقول ، الصمت المذهب المتحدث عنه هو صمت الاستماع إلى الآخر ، و هي ميزة محبذة يعرفها أصحاب المواقف و القرارات على اعتبار أنه إذا كنت متكلما جيدا فلا بد أن تكون مستمعا جيدا .

أما صمت الرئيس سليمان ، فهو صمت العاجز ، صمت المتأخر في فهم الأحداث ، صمت الغير قادر على استشعار الأحداث أو المواقف المناسبة ، و مثل هذا الصمت لا يصنع القيادات المهمة في لبنان ، أو في غيره من الدول ، لذلك لم أبهت بتصريح الوزير السابق وئام وهاب على قناة ” الجديد ” منذ أيام لما تحدث عن الرئيس سليمان بكثير من السلبية معيبا عليه التقصير ، الانحياز إلى فريق لبناني على حساب فريق آخر ، الغياب الكلى عما يجرى من أحداث في البلد ، غياب الانجازات السياسية ، طعن المقاومة في الظهر ، التصويب على حزب الله ، محاولة إسناد الهجوم الحريري عليها ، إعطاء الانطباع بكون سياسة النأي بالنفس المقصود بها تمرير المؤامرة على سوريا ، إلى غير ذلك من الاتهامات الخطيرة الواضحة .

لنعد قليلا إلى قضية ميشال سماحة ، أو بما يعرف بقضية ميشال سماحة ، لنتذكر قليلا انحياز الرئيس سليمان الواضح إلى مواقف فريق 14 آذار في استثمارها السياسي المنافق لهذه القضية ، لنذكر ، أن الرئيس سليمان كان يعلم تماما أن ذلك الانحياز لفريق متعود على اتهام ، و افتعال الاتهام ، ضد سوريا ، هو انحياز غير مدروس ، و مضر بالعلاقات السورية اللبنانية ، و أحد الأخطاء السياسية المهمة التي ستبقى عالقة بين البلدين، لنتذكر تلك التصريحات المبطنة المشينة في حق سوريا حتى تجد صدى في ذهن المواطن اللبناني بكون النظام السوري يسعى إلى تصدير ما سمى حينها بمعالجته الخاطئة للثورة ” السلمية” السورية ، و ذلك بإشعال الساحة اللبنانية بالتفجيرات المؤدية للحرب الداخلية بين الطوائف ، لنتذكر أن هذا الموقف المشبوه هو من ارتكزت عليه الحملة الاتهامية ضد سوريا ، لنقول أن سيادة الرئيس كان من البداية في قلب المؤامرة على سوريا ، و ليس طرفا نائيا بنفسه عنها.

شكل اغتيال اللواء وسام الحسن الفرصة الأخرى للرئيس ، حتى يقف مع الجانب المعارض للعلاقات اللبنانية –السورية ، نعنى به تحديدا ، حلف أصدقاء إسرائيل في لبنان ، حلف الحريري و من لف لفه ، كان خطاب التـأبين واضحا في معانيه المسقطة و همزه و لمزه نحو سوريا النظام ، و كان لافتا تلك الجرأة الغير مسبوقة في نبرة الخطاب المشين ضد سوريا ، و الحال أن المدير العام للأمن اللواء أشرف ريفي – مع انحيازه المعروف للفريق المعادى لسوريا- كان مصرا على الاتهام في كل الاتجاهات ، تذكرون أن فريق 8 آذار لم يشأ التعرض إلى تلون خطاب الرئيس ، أو جديد نبرته ضد سوريا ، مما طرح علامات استفهام كثيرة حول الأسباب ، مع أن المنطق السياسي كان واضحا في أن هذا الفريق لم يشأ ركوب موجة الهجوم و الرد حتى يقزم مفعول تلك التصريحات المسمومة التي كان يراد منها إشعال فتيل الحرب الجدلية بين طرفي الصراع في لبنان ، و حتى لا يستثمر فريق 14 آذار هذه الحملة لغايات بدت واضحة .

لقد كتب الكثير ، و تناول الإعلام يوميا مسألة تهريب و تسليح و تدريب الجماعات الإرهابية في لبنان ، لم يكن سرا أن هناك فريقا لبنانيا متحالفا مع المشروع الصهيوني الخليجي في سوريا و المنطقة ، هذا الفريق ينفذ علنا الجزء المخصص له في هذه المؤامرة ، و لم يكن صعبا على أجهزة الرئيس أن تعلم مدى مساهمة هذا الفريق في هذه المؤامرة ، و مع ذلك لم يكلف الرئيس أجهزته بمتابعة هذا الوضع و أكتفي بصمت خجول مريب يرقى إلى مرتبة الخيانة العظمى للعلاقات الوطيدة بين البلدين ، ماذا يعنى هذا بالعرف السياسي ؟ هذا الأمر و بالتأكيد كان موقفا واضحا مطلوبا من الرئيس من السفيرة الأمريكية مورا كونيللى ، و من بعض الأطراف الخليجية التي تستغل وجود بعض العمالة اللبنانية فيها لتمرر بعض الضغوط لخدمة مصالحها أو لنقل مؤامرتها على المنطقة العربية ، و حتى نكون أكثر دقة و صراحة ، فقد تحملت سوريا بسبب هذا الموقف السلبي للرئيس سليمان أضرارا جسيمة رأينا كم تطلبت من جهد و أرواح في معركة القصير و في بعض المناطق الأخرى ، و عليه فان الرئيس سليمان يتحمل جانبا من مسؤولية الدم السوري ، و جانبا من المسؤولية الأخلاقية فيما يحصل في سوريا ، بل لنقلها بمنتهى الوضوح ، فان مواقف الرئيس لا تقل انحيازا و خيانة عن المواقف القطرية السعودية الأردنية ، و سيثبت التاريخ أن هذا الرئيس هو أكثر رؤساء لبنان ضررا بالعلاقات اللبنانية السورية.

بطبيعة الحال ، كان فريق المقاومة في لبنان ، مطلعا أكثر منا بكثير عن حقيقة المواقف السلبية للرئيس اللبناني ، و كنا نفهم أن هذا الفريق بحنكته و تجربته و خبرته السياسية سواء في فهم الأحداث أو فهم مواقف الأشخاص ، قد كان يريد للرئيس أن يفخخ نفسه بتلك المواقف العشوائية المنحازة إلى أطراف المؤامرة على سوريا و على المقاومة نفسها ، و كنا نتفهم أن طبيعة ما يجرى في سوريا ، كان يتطلب منها ذلك الموقف الرصين في تلك الفترة بالذات ، حتى لا تفتح جبهات صراع كانت مطلوبة من أعداء المقاومة في لبنان ، و خارجها ، في وقت كان تربص العدو الصهيوني بالمقاومة أكثر من واضح للجهاز العسكري و السياسي في المقاومة ، و قطعا ، نجح فريق 8 آذار في تعرية الرئيس سياسيا ليصبح مجرد رئيس سابق في أذهان الوجدان المقاوم داخليا و عربيا ، فهم المتابعون أن القسم الرئاسي يوم التنصيب كان قسما بلا طعم و لا لون و لا رائحة ، إلا رائحة التلون السياسي ، رائحة الغدر بسوريا ، رائحة الغدر بالشعب السوري ، رائحة الوقوف مع أعداء سوريا ، رائحة المشروع الصهيوني في المنطقة العربية ، فهم الوجدان العربي أنها حالة زهايمر نرى مثلها كثير هذه الأيام ، فهمنا أن الرئيس سليمان لا يختلف كثيرا في انخراطه السياسي عن حمد بن خليفة ، عن عبد الله الثاني ، عن محمد مرسى ، عن محمد المرزوقي ، فهمنا أن هؤلاء هم أولى ضحايا المؤامرة على سوريا ، أول ضحايا معركة و انتصار القصير ، فهمنا أن الشرف لا يباع في الأسواق ، شكرا لكل من ساهم في تمريغ أنف هؤلاء في تراب الخيانة في معركة القصير ، شكرا لمن رفع السلاح لتسقط المؤامرة ، شكرا لمن لم يشمت فيها كل هذه ….

» بداية خلاف الرئيس سليمان وميقاتي مع حزب الله
» الفرزلي لتوب نيوز : موقف الرئيس سليمان من سوريا غير موضوعي وغير محايد
» الرئيس الأسد: إنتصار سورية حتمّي..ودماء الجيش العربي السوري اسقطت المؤامرة... مفيد سرحال
» أسئلة لعيون الرئيس ميشال سليمان
» الرئيس الأسد: إنتصار سورية حتمّي..ودماء الجيش العربي السوري اسقطت المؤامرة..