ماذا بعد استشهاد القادة الاربعة ؟ السوريون ينتظرون نتائج التحقيقات لمعرفة غريمهم و حركات المقاومة فقدت الكثير و انتصرت

خاص- سيرياستيبس:

ماذا بعد اغتيال القادة الأربعة..؟!.

سؤال يبحث السوريون عن إجابة له تكون في اتجاهين....

الاتجاه الأول متعلق بتفاصيل استشهاد القادة وهوية المنفذ والجهات المتورطة في التفجير الإرهابي لمبنى الأمن القومي سواء كانت محلية أو خارجية، وهو يأمل أن تكسر الدولة السورية سمتها المعتادة في التكتم على هكذا أسرار وتكشف بوضوح نتائج التحقيقات التي أجرتها ليعرفوا عدوهم بوضوح، فمن قام بهذا العمل وخطط له وتستر على تنفيذه يمثل المجرم الأول بالنسبة للمواطنين السوريين، لاسيما وأن ما نشرته بعض وسائل الإعلام عن وجود معرفة مسبقة لدى دوائر دبلوماسية غربية بالعملية قبل وقوعها يزيد من رغبة السوريين بمعرفة الحقيقة كاملة..

الاتجاه الثاني ويتعلق بمستقبل الأزمة السورية في ضوء استشهاد القادة الأربعة، وهنا وعلى عكس بعض المتورطين المحليين والخارجيين في تصعيد الأوضاع الأمنية والذين يعتقدون أن الحادثة ستترك تأثيرات سلبية على القيادة السورية فإن السوريين الأوفياء لوطنهم والراغبين بإنهاء الأزمة وفق حل سياسي يتفقون عليه على اختلاف أطيافهم ومواقفهم السياسية يعتقدون أن ما حدث، وإن كان يمثل خسارة كبيرة لما كان يتمتع به القادة الأربعة، فإنه لن ينال من الموقف السوري وتماسكه وقوة المؤسسة العسكرية مستشهدين بالاغتيالات الكثيرة التي قامت بها مثلاً قوات الاحتلال الإسرائيلية ضد قادة حركات المقاومة في لبنان وفلسطين، فاغتيال الأمين العام لحزب الله عباس الموسوي وراغب حرب لم ينل من قوة وصلابة وتصميم حركة المقاومة الإسلامية على دحر الاحتلال وقد فعلت وألحقت به خسائر كبيرة وأخرها في عدوان تموز 2006 وكذلك بالنسبة لحركة حماس التي فقدت مؤسسها و قادة كثر ومع ذلك ظلت قواعدها على إيمانها بحتمية النصر في المواجهة مع العدو الإسرائيلي زحققت النصر في العدوان على غزة 2008-2009...هذا مع الأخذ بعين الاعتبار الفوارق الإستراتيجية بين دولة مؤسسات وبين حركات مقاومة، ولهذا فإن دولة المؤسسات لا تجد صعوبة في إيجاد أشخاص يتولون المسؤولية سواء بحكم القانون أو غياب أشخاص آخرين كانوا يتولون هذا المنصب أو ذاك وتحديدا المؤسسة العسكرية التي تتجدد وجوهها بحكم خدمتها المحددة بسقف زمني، والمؤسسات الأخرى التي تختار قادتها ومسؤوليها ديمقراطياً كحزب البعث العربي الاشتراكي، وما حدث في سورية يمكن أن يحدث في أي دولة قد تفقد بعضاً من قادتها...فهل هذا يمكن أن يقودها إلى الانهيار؟!.

هي أمنية بعض دول العربان التي ربما إن مات المتصرف بها وبمواطنيها قد تضيع وتنهار، لكن في دول مثل سورية تقوم على المؤسسات وعلى تراث عريق فهي تبقى قوية ومتماسكة... ومثل هذه الحوادث تزيدها صلابتها بحكم تعرضها للاستهداف الإرهابي الخارجي.