الإخوان فضاء أم فضائح؟ - حازم الفهد

الإخوان فضاء أم فضائح؟ - حازم الفهد

بعد قيام حركات التحرر ودورها في تحرر معظم البلدان العربية من الاستعمار الغربي، استمر الإعلام بمعاناته في تلك البلدان بسبب ارتفاع سقف الحريات آنذاك، ثم أتت الثورة التقنية لتحدث ثورتهاالإعلامية على كافة المستويات الصحفية والإذاعية والتلفزيونية مما أدى لنهوض هذا الإعلام وتفاعله مع الأنظمة العربية العلمانية أكثر من الأنظمة الإسلامية فتضاعف عدد القنوات سريعاً حتى بلغ عددها المئات بعضها رسمي والآخر خاصسواءَ كان هادفاً أو غير هادف.
في العامين المنصرمين ثمة أحداث ومتغيرات جرت في بعض البلدان قلبت الموازين رأساً على عقب منتجة أنظمة سياسية اسلامية كرد فعل على نهج الأنظمة السابقة، هذا ما جرى في تونس ومصر وتوافق مع بعض الأنظمة الإسلامية كالسعودية إلى حد ما.

لكن عندما تملك مصر قمراً صناعياً باسم نايلسات وتبث من خلاله أكثر من 800 قناة عربية وأجنبية يجب أن تكون سياسة القمر حيادية إلى حد ما بعد امتثال تلك الإذاعات للقوانين المنصوصة في اتفاقيات البث ما يعني عدم تغير سياسة القمر بتغير النظام في مصر بعد أن فرضته الديمقراطية حسب إرادة الشعب.

أما وأن يتحكم الإخوان في كل شيء بما فيه الإعلام فهذا مرفوض جملة وتفصيلاً، فأخونة الإعلام أمر في غاية الخطورة وهذا ما تعاني منه القنوات العاملة في نايلسات حالياً، إذ كثرت شكاوى العديد من القنوات بسبب أخونة الإخوان للأثير لذاأقف قليلاً على بعض المتغيرات على سبيل الملاحظة الشخصية:
*إيقاف القنوات السورية في خرق لاتفاقيات البث المعمول بها مع تجاوز ساسة القمر لقنوات مثل الجزيرة والعربية ما يدعم موقف الإخوان من سورية.

* ظهور بعض القنوات ممثلةً ببعض الشبكات كـMBC وروتانا وغيرها تحت اسم مصر(روتانا مصرية و(MBC Masrفتخاطب جيل الشباب في قطر ما دون آخرفهل يفهم المواطن ذلك تبشيراً بالتقسيم مثلاً؟ أو تعصب كل شعب لجنسيته؟أو أنه ترسيخاً لعدم الوحدة العربية؟

* ماذا يعني حصار المدينة الإعلامية في مصر بعد صعود الإخوان؟

* على القنوات المصرية وتماشياً مع المتغيرات السياسية نجد توجهاً غير مسبوق لأخونة ما يظهر على الشاشات من خلال شكل المذيعين والمذيعات والضيوف وانعكاسه على ما يبث على الأثير ليتفق وسياسة الاخوان وهذا ظاهراًبأسلوب التعاطي في ملف الأزمة السورية على سبيل المثال لا الحصر وهو مرفوض.

* الإيقاف الدائم أو المؤقت لبعض القنوات التي ترتبط برموز من النظام السابق بشكل مباشر أو غير مباشر كشبكة قنوات دريم وقنوات ميلودي بذرائع مختلفة قد تكون مقنعة ومحقة نتيجة إسفافها أحياناً وسافرةً أحياناً أخرى.

* انتشار مطلقي اللحى المكثف في القنوات العربية ترسيخاً لنهج السلطة في مصر وهذا ما لم يكن معتادا في غير زمن الاخوان وهنا لا أقصد إلا احترام الجميع، لكن على ألا يكون هذا على خلفية دينية أو طائفية.

* ازدياد عدد القنوات التحريضية سياسياً ودينياً والتي تتغذى على الأخبار الكاذبة وعلى الفتاوى الدينية التي تحلل وتحرم باسم الدين، ما أدى إلى انتشار واسع لشيوخ الفتنة بشكلٍ كثيف مع دعم هائل لقنوات المعارضة السورية مثلاً رغم عدم شرعيتها.

* ظهور موجة غريبة من الإعلانات لها طابع طائفي تحريضي على بعض القنوات المصرية مثل شبكة قنوات بانوراما وأوسكار وغيرها الأمر الذي يدعم موقف الإخوان الديني المتشدد من أطياف دينية أخرى موجودة في الوطن العربي فقط للاختلاف السياسي بينهم وبين تلكالأطياف حيث تغرق تلك القنوات بإعلانات "الحسن والحسين" وهي سلسلة مطاعم ومأكولات في مصر والكويت وقريباً في كل أنحاء الخليج العربي حيث أنهم الشريط المتنازع دوماً مع إيران، طبعاً من المعروف للجميع قدسية الحسن والحسين لدى فئة كبيرة من العرب بعضهم سعوديون وبحرينيون وكويتيون وعراقيون وسوريون ولبنانيون فقط لأن مذهبهم في الإسلام شيعي وهذا ما لايتفق مع نظام الإخوان الجديد ويتماشى مع مطالب سعودية قطرية في حرب شعواء على محور سورية وإيران وحزب الله مضافاً إليه العراق مؤخراً، فالإعلان المكثف بهذا الشكل تخطى حدوده كإعلانٍ تجاري ليصبح دعاية غرضها تصغير هذين الرمزين على مستوى جيل الشباب لربط مقاميهما بسلعة استبدالاً للرابط الديني وهذا توجه إخواني بامتياز.

كل هذه الظواهر جديدة على إعلامنا ومجتمعاتنا لأن دورها خطيرفي تفتيت تلك المجتمعات وفق أجندات غربية محضرة مسبقا لتنال من دول العالم الثالث تحقيقاً لأمن ومصالح اسرائيل قبل أن يكون تحقيقاً لمصالح الحكام الجدد لمصر، وهذا يظهر رعونة هذا الفريق الذي لم يسبق له أن حكم قبلاً ولم يظهر لهم كفاح سياسي سوى بالتفجير وحصد الدماء.

» حريات بثمن بخس - حازم الفهد
» رائد فضاء أميركي يروي اللحظات المرعبة ونجاته بأعجوبة من كارثة تحطم المكوك «فيرجن»
» فابيوس: لموقف حازم حيال الاسلحة الكيميائية بسوريا
» هزيمة "القصير" ... تكشف فضائح المعارضة
» تحية للصادقين... للشيخ حازم الهيموني وقناة العالم... لماذا يكذب الذين يعلنون حرباً لن يربحوها في الإعلام؟