خالد العبود: الوهابية حاضنة الإرهاب في سورية

خالد العبود: الوهابية حاضنة الإرهاب في سورية

خاص
عربي برس

في حديث سيجري بثه عبر قناة تلفزيونية من ضمن فيلم وثائقي انتجه عربي
برس ورد في كلام النائب السوري خالد العبود بعض النقاط الشديدة الأهمية لفهم الوضع
الحالي في سورية.

حيث أشار العبود إلى فهم خاص به عن نشاط القاعدة في سورية، منطلقا من
واقع أن الولايات المتحدة دفعت بإرهابيي القاعدة إلى سورية، لافتاً إلى أنه لم نلحظ
في الفترة الأولى من الأزمة أي أثرا للقاعدة أو لمجموعات مسلحة خارجية.

كما لفت إلى أنه كان هناك مسلحون سوريون بدأوا حمل السلاح قبل أن تضخ
الولايات المتحدة دعمها لهم، والذي توضح عبر جلب عشرات آلاف الإرهابيين من كل جهات
العالم للقتال ضد الدولة السورية.

وتابع العبود: في تقديري أن الولايات المتحدة الأمريكية ومن يصطف إلى
جانبها في الهجوم على سورية، قامت بعملية تبديل متدرجة لأدواتها الهجومية، بمعنى
أنها اعتمدت في أيامها الأولى على ما أسميه بـ"الجسد المتظاهر"، هذا الجسد
المتظاهر كان مطلوبا منه ان يكون ويبقى في الشارع لأيام يستعمل فيها كـأداة للفتنة
ولتشكيل حاضنة شعبية للمسلحين، وبعدها مباشرة كانوا يبيتون النية لأداة استعمال
أخرى، جديدة وأكثر فعالية على الأرض وهي المجموعات المسلحة .

ولفت إلى أننا ونحن نراقب هذا الفعل على الأرض وجدنا تبدلا في الجسد
المسلح، وهذا أخطر ما في الأمر؛ حيث بات يوجد إلى جانب المسلحين السوريين مقاتلون
ليبيون وتوانسة.. والخ.

كما ألمح إلى أن تنظيم القاعدة بات حاضراً بعد أن تحدث الظواهري حديثه
الشهير مباركا عمل القاعدة في سورية، وفي التحليل هذا يعني أن الولايات المتحدة
الأمريكية أدركت بعد عدة شهور أنها غير قادرة على تجاوز المفصل السوري، ومن ثم كان
لا بد لإدارة أوباما من عملية انسحاب من المفصل السوري، سميتها "بادرة انسحاب
الإدارة الأمريكية من المفصل السوري"، وأضاف قائلاً: علّمتنا الإدارات الأميركية
المتعاقبة أنها لا تستطيع أن تنعطف مباشرة 180درجة، ولا تستطيع أن تنكفئ مباشرة إلى
الوراء، وعندما يتراجع الأمريكي يقوم بعملية انعطاف دائرية طويلة تحتاج لمجموعة
أدوات للخروج منها.

ويشير العبود أن الأميركي هو الذي استحضر الإرهاب إلى سوريا من أجل
عملية خروج من المفصل السوري، كي يقول بأن القاعدة موجودة في سورية وأنه لابد من أن
نقوم بمواجهة القاعدة فيها.

ويضيف: بعد أن أدرك الأميركي أنه غير قادر على تجاوز المفصل السوري،
أي غير قادر على إسقاط الدولة السورية، بدأنا نرى رايات لتنظيم القاعدة بعد ثمانية
أشهر من عمر الأزمة السورية.

وتابع: نحن نزعم أننا نتفهم إلى حد بعيد تضاريس المجتمع السوري على
المستوى العقائدي، فعلى المستوى السياسي مثلا تجد الإسلام الشامي "إسلاما صحيا
متجاوبا مع الآخر"، وهنا لا أقول أن الإسلام مختلف ككينونة من مكان لآخر، ولكن ربما
وجد هناك شروط تاريخية واجتماعية وبيئية وسكانية ساهمت في خلق وإنجاز هذا الإسلام
المختلف، أو هذا الإسلام المتغير.

ويضيف: وبالتالي ليس ثمة وجود لفكر تكفيري شامي، ولكن أقول بأنه
مستجلب من الخارج عبر كتلة شعبية جماهيرية من السوريين المتواجدين في الخليج
،ومعظمهم ينتمون للقوميين العرب، حتى أن جزءا كبيرا منهم ينتمي إلى اليسار العربي،
لكن عندما عادوا ، كنا نلتقي بهم ونجد أنهم تلوثوا بفكر آخر هو فكر القاعدة
التكفيري، أو فكر الإرهاب!! ولكن نسيج المجتمع الشامي لا يتقبل وجود أمثال هؤلاء
فيه.

ويرى أنه إذا ما عدنا إلى التاريخ قليلا، أعتقد بأن الاستخبارات
السورية غضت الطرف عن بعض المجاهدين العرب الذين دخلوا الحدود لملاقاة ومواجهة
الأمريكي في العراق.

كما يشير العبود إلى كلام لمحمد حسنين هيكل يقول فيه: عندما تتواجه
المؤسسات الاستخباراتية تسقط منظومة القيم.

ويرى النائب العبود أن ما يتم في سوريا الآن هو بالضبط انزياح للذي
حصل في العراق باتجاه سورية.. فالخليجي يريد من العراقي أن يقف إلى جانب الأمريكي
في تقسيم العراق.

ولفت العبود أن ثقافة القتل والذبح والتفجير الذي انتهجه القاعدة في
العراق بداية، وفي سوريا لاحقا، هي ثقافة موجودة في العقل العربي، ودعا للعودة إلى
التاريخ لمعرفة ماذا فعل العرب ببعضهم بعضا، حتى صحابة رسول الله والتابعين لم
ينجوا من هذا الأمر، واعتبر أن هذا استدعاء للتاريخ، ولكنه استدعاء خطير وكارثي
النتائج.

وختم بالقول: يتحدث السعوديون الآن عن عدو شيعي عبر فضائياتهم، أو ما
يكتبونه في صحفهم، ولفت إلى أنه ليس هناك وهابي يخرج عليك ويقول هناك عدو صهيوني أو
عدو إسرائيلي . وما ينبغي تسليط الضوء عليه في هذه الجزئية المهمة هو التركيز على
عدو ينتمي إلى طائفة أخرى مسلمة من جهة، وتبرير وجود علاقات مع الكيان الصهيوني من
جهة ثانية، وكان الوهابي يعمل على أن يمسح من ذاكرتك كل إمكانية لتفكير بعدو آخر
غير هذا "العدو الطائفي". وخذ الذبح مثلا، والذي لم نلاحظه حتى في سلوكيات عدونا
التقليدي والأساسي في المنطقة، لكننا لاحظناه سلوكا لأعداء افتراضيين بناهم هذا
العقل الإرهابي الوهابي التكفيري!! باختصار... يعمل الوهابي على صنع عدو افتراضي
ليكون بديلاً عن العدو الرئيسي على مستوى المنطقة.

» خالد العبود : أعداء سوريا لم يعد بأيديهم أداة للتضييق عليها
» خالد العبود لدام برس: قطر تتهاوى
» ناصر قنديل : خالد العبود صرت من اسر الشهداء مبروك
» استشهاد شقيق عضو مجلس الشعب خالد العبود
» خالد العبود : بعض القوى الإقليمية والدولية لا تريد إحلال هدنة في سوريا