حريات بثمن بخس - حازم الفهد

حريات بثمن بخس - حازم
الفهد

الحرية
كلمة ذائعة السيط منذ جاهلية الاقطاعية والعبودية حيث اتسمت بعدة أشكال تبعاً
للعصور وأنظمة الحكم، وتطورت بتطور الإنسان وأفكاره ومصالحه.

ارتبط
مصطلح الحرية بالإنسان لما كان سلعةً تباع وتشترى وارتبط بالمرأة لما كانت حقوقها
تُسلَب وكذلك ارتبط بالأسود في ظل العنصرية، أما في العصر الحديث فترتبط الحرية
بالفكر والنهج بشكل عام وبالدين والمعتقد بشكل خاص.

لكن
مفهومها في الوقت الراهن يختلف بين فرد وآخر وبين دولة وأخرى وحتى بين حضارة وأخرى،
لم يتفق انسان لها على مفهوم ثابت، كل واحدٍ منا يؤمن بالحرية تبعاً لنزعاته، حتى
الفلاسفة اختلفوا حولها.

هل
هي جملة حقوق؟ أم واجبات وفروض؟ هل هي صك اعتراف؟ أو ضمانات؟

الحرية
مصطلح شائك ومركب إذ أنها في هذا الزمن حق يراد به باطلاً، لذا اختلطت معاني
الديمقراطية والديكتاتورية والعدالة الاجتماعية والتعددية الحزبية والسياسية
والفكرية وحتى الدينية.

في
وطننا العربي ثورات تحولت إلى عورات، ثورات مغتصبة وثورات مختلقة وربيع متعدد
الأشكال، في العراق أرض احتُلّت وفي تونس ثورة عفوية أينعت وفي مصر ثورة شعبية
انتُزعَت، وفي ليبيا حرب غربية اندلعت، وفي اليمن ثورة القاعدة انفجرت، وفي السودان
حرب قسّمته إلى سودانين.

أما
في سورية فالثورة اختُلقت والبيوت فُجّرت والناس هُجّرت والمعارضة أُقحِمت والجيران
خنعت والمجتمعات مُزقت والمصانع فُكِّكت ودور العبادة دُنّست والآثار سُرقت تحت
مسمى تلك الحرية.

معظم
دول العالم اصطفت الى جانب الولايات المتحدة وآجرت بهذا الشعب لتبيعه ديمقراطية
مغشوشة، مولت المعارضة وأرسلت لها السلاح وزودتها بالمقاتلين ضاغطة على الشعب
السوري قدر ما استطاعت إلا أنه أبى أن يشتري، فباعها العزة والعنفوان
والكبرياء.

لكن
هل بائعي الحرية يتمتعون بها؟ هل يعتقد أردوغان أن 400 عام من الإحتلال تحت اسم
الدين حرية؟ أو أن احتلال فرنسا اولاند وساركوزي لبلدان افريقيا والوطن العربي
حرية؟ أو احتلالات بريطانيا للخليج العربي وبلاد الشام وزرعها للكيان الصهيوني في
فلسطين حرية؟

للأسف
فاقد الشيء لا يعطيه وشعوبهم دائما ما تتشدق بالديمقراطية وهي تزخر بما سرقته
بلادهم من بلادنا، تتنفس حرية من داخل غوانتانامو وأبو غريب، وما زالوا ينادوا
بالحرية لشعوبنا.

أليست
السعودية ملك لآل سعود وبريطانيا لآل ويندسور وقطر للحمدين والبحرين لآل
خليفة؟

أين
حرية العرب في مؤتمرات القمة العربية التي ما كانت تعقد حتى يحضرها ممثلون عن الأمم
المتحدة بالنيابة عن اسرائيل وأمريكا؟ وهل قامت تلك الأخيرة مكان الهنود الحمر
بطريق الديمقراطية؟

أين
واجب العرب في وداع الفارس الأحمر هوغو شافيز؟ طبعا الجواب عند أنظمة الديمقراطية
العربية الوضيعة حديثاً، فما من مناضل خاض ثورة إلا ويعرف من هو شافيز لكنهم ليسوا
كذلك لأنهم كانوا دائماً كما أرادت امريكا وابن صهيون فهؤلاء لم يناصروا أنظمة
الثورات الناصرية في أمريكا الجنوبية وحركات التحرر في العالم فكيف ينصرون ثورات
العرب؟

الحرية
مسؤولية وليست ثورات بالوكالة، والديمقراطية أساسها الشورى في الإسلام، ومجالس
الشورى باتت مجالس الشعب عملاً بالشريعة الإسلامية فمن أين جاؤوا علينا
بديمقراطيتهم!

نعم
إنهم يبيعونها بثمن بخس للعرب بأموال العرب وعلى أجساد العرب بطائفية العرب وجهل
العرب وبرضا العرب فأسفي على من يشتري..
[/b]

» الإخوان فضاء أم فضائح؟ - حازم الفهد
» تحية للصادقين... للشيخ حازم الهيموني وقناة العالم... لماذا يكذب الذين يعلنون حرباً لن يربحوها في الإعلام؟
» بالفيديو: «اسرائيل» تعثر على كنز لا يقدر بثمن في البحر المتوسط
» أمريكا تطالب بثمن فشل جهاز الاستخبارات السعودي في السيطرة على الارهابيين
» فابيوس: لموقف حازم حيال الاسلحة الكيميائية بسوريا