موقع اسلام تايمز: وحدة حرب نفسية اسرائيلية تكثف عملياتها ضد سورية

موقع اسلام تايمز: وحدة حرب نفسية اسرائيلية تكثف عملياتها ضد سورية

المصدر موقع اسلام تايمز الاخباري

القاهرة (اسلام تايمز) - قالت مصادر ديبلوماسية خاصة في العاصمة
المصرية القاهرة لمراسل إسلام تايمز أحمد جندي أن تقريرا أمنيا حصلت عليه أظهر
تزايدا في العمليات النفسية التي تشنها أجهزة أمنية إسرائيلية ضد القادة والشخصيات
السورية الموالية للرئيس بشار الأسد.

وأضاف المصدر التابع لدولة اوروبية شرقية كبرى:

للإسرائيليين وحدة متخصصة في فعاليات الحرب النفسية، وتعكف هذه الوحدة حاليا
على وضع الخطط الإعلامية الموجهة لتشويه صورة وسمعة الشخصيات السورية، وتعمل على بث
الشائعات عبر الإعلام واستغلال الأخبار العادية ثم تحويرها بطريقة تجعلها قابلة
للتصديق، ولكنها في الحقيقة مزورة وتعتمد أسلوب التحريض على أشخاص بعينهم من خلال
نشر مجموعة من الأخبار يكون نصفها حقيقي بينما النصف الآخر مفبرك.

وتقوم
هذه الوحدة النفسية باستهداف شخصيات عسكرية وأمنية واقتصادية بموجة من الشائعات
التي يجري تكثيف تناقلها من خلال الصحف والفضائيات والمواقع العربية، ومن ثم تنتقل
الحملة إلى مستوى أعلى من خلال نشر إشاعات مماثلة في صحف وفضائيات ومواقع أجنبية،
فتعود تلك الوسائل الإعلامية العربية لتنقل عن الأجنبية بغية تأكيد خبر كاذب في
الأصل ولكنه يحتوى على بعض التفاصيل الصحيحة.

مثلا: يسقط حي من أحياء حلب
بيد المعارضين، فتنشر المواقع التي تمولها إسرائيل واستخباراتها والدول العربية
الحليفة لها أن حلب كلها سقطت، وأن ثلاثة أرباع الأراضي السورية تحت سيطرة
المتمردين، فيردد الإعلام هذا الأمر ويصبح كأنه الحقيقة الواقعية.

مثال
آخر: يتحدث الإسرائيليون عبر مواقعهم الناطقة باللغة العربية عن هرب عائلة الرئيس
الأسد إلى خارج سورية، فتندلع حملة شعواء تروج للأمر دون النظر إلى حقيقة أن الرئيس
وعائلته يظهرون في الوقت عينه أو في اليوم التالي وبشكل علني، مستقبلين ضيوفا أو
مشاركين في فعاليات عامة في قلب العاصمة السورية دمشق.

ومع ذلك تترك المواقع
والفضائيات الإسرائيلية (والحليفة معها الناطقة بالعربية) الخبر الحقيقي وهو وجود
الرئيس وأفراد عائلته في دمشق، وتستمر في الترويج لخبرها الكاذب الذي هو مغادرتهم
البلاد.

أيضا يحصل الأمر نفسه حين تروج المواقع الإسرائيلية لخبر دخول
المسلحين إلى قلب العاصمة السورية، وأن ساحة العباسيين سقطت، بينما الواقع على خلاف
ذلك تماما.

يتابع المصدر الديبلوماسي الشرقي في العاصمة المصرية فيضع
الأخبار التي تتناول شخصيات سياسية ودينية واقتصادية سورية في السياق التضليلي
السابق نفسه، حيث توجد مواقع إسرائيلية (أو ممولة من إسرائيل) متخصصة باستغلال أي
قصة لترويج إشاعات تسيء إلى الشخصية السورية المعنية بهدف ترويعها أو الضغط عليا
لتترك البلاد وترحل، لتلتحق بالغرب بحثا عن نجاتها وعن خلاص أموالها.

ويتابع المصدر:
نجح هذا الأمر مع عشرات الرأسماليين السوريين، كما نجح
مع بعض الزعامات العشائرية، ومع الرئيس السابق لمجلس الوزراء، ومع بعض سفراء سوريا،
وبعض الضباط من آل طلاس.

ولكنه لم ينجح مع رامي مخلوف مثلا، مع العلم
(والكلام للمصدر الديبلوماسي في القاهرة) أن الحملة التي تشنها الوحدة الإسرائيلية
الخاصة بالعمليات النفسية على رجل الاعمال رامي مخلوف هي الأشرس على الإطلاق، وذلك
بسبب موقعه الحالي في الاقتصاد السوري، وبسبب دوره الذي لا يوازيه أي دور آخر، فما
يقدمه للبلاد من خلال بقائه فيها هو كارثة كبرى وضربة شديدة بالنسبة لإسرائيل
وأميركا، ولن يقبلوا بالسكوت عنها، ناهيك عن كونه الرمز الأكبر لرجال الأعمال
السوريين المرتبطين بالمصالح الوطنية.

وبغض النظر اختلاف الأقوال حول كيفية
حصوله على ثروته، فإن بقائه في سورية في الوقت الذي غادرها غيره من الاقتصاديين
الباحثين عن طرق النجاة يعني الكثير في الحرب النفسية، لأن الثري إذا لم يهرب
"لينجو" بنفسه وعائلته وماله، فمن الأولى أن يكون الفقير أبعد عن الهروب، وبذلك
يبقى الأمل بانتصار النظام قائما ومؤكدا.

وحيث أنه من المعروف عن
الرأسماليين أنهم أول من يقفز من السفن الغارقة، فإن تشبث رامي مخلوف بالبقاء في
سورية وعدم انقلابه على النظام يثبت انه مقاتل وطني لا ثري يبحث عن المال والجاه
والا لنجى بنفسه واهله، وبقائه حيث موقعه هو مهم في تأكيد ما يعلنه النظام من أن
السفينة السورية تتقدم نحو شاطئ الأمان، ناهيك عن أن الرجل وضع أمواله تحت تصرف كل
ما يخدم استمرار الدولة ودعم قوة النظام في مواجهة الحرب التي تٌشن عليه، فلقد سعى
مخلوف للحفاظ على ثبات سعر الليرة السورية، كما عمل على دعم الاستثمار الإنمائي،
ووضع أمواله بشكل معلن وحقيقي لخدمة كل المجالات التي يستطيع الإسهام فيها بمفرده.

ويتابع الديبلوماسي الشرقي فيقول:
فضلا ذلك كله، كان لرامي مخلوف دورا
بارزا في تقديم المعونات للاجئين داخل سورية ، وفي المساعدات الخيرية التي تزايد
الطلب عليها خلال الأزمة.

وهو أيضا لم يقصر في تقديم النصح لأصدقاء النظام
الراغبين في مساعدة سورية في مجالات التعاون الدولتي. كل ذلك يجعل من مخلوف هدفا
للحملات الإعلامية المكثفة ضده، والتي كان آخرها بعض التعليمات التي وردت في نص
التقرير المذكور آنفا، والتي تكشف طلب الإسرائيليين من عملائهم في الإعلام العربي
توسيع الحملة على مخلوف وغيره من الشخصيات السورية المقربة من النظام، وذلك وفقا
لخطة تستخدم كل الإمكانات المتاحة.

وفي هذا الإطار.. يلاحظ المراقبون تجدد
الحملة التي تشنها على مخلوف مواقع ممولة من المخابرات الإسرائيلية، حيث تشيع تلك
المواقع عن علاقته بصفقات أجرتها الدولة السورية مؤخرا، مع أن الخبر كاذب جملة
وتفصيلا ولا علاقة لمخلوف بأي صفقات تجارية جديدة بعدما أثبت بشكل فعلي أن أيقونة
ثروته ومصدرها (شركة الهواتف المتنقلة- سيريتل) أصبحت ملكا لشركة تنموية غير ربحية،
أي أنه خرج فعليا من مصاف رجال الأعمال الأثرياء الباحثين عن الارباح بعد تخليه عن
أسهمه في شركة سيريتل نهائيا.

وقد استخدم موقع إسرائيلي معروف باسم (كلنا
شركاء) خبر شراء سورية لطائرات من أوكرانيا، فدس في ثنايا الخبر علاقة مخلوف بتلك
الصفقة، وهو أسلوب تتبعه الوحدة الإسرائيلية المختصة بالحرب النفسية التي تعمم على
عملائها ما يجب نشره عن الشخصيات السورية المستهدفة.

جدير بالذكر أن مؤسس
موقع كلنا شركاء هو العميل الإسرائيلي أيمن عبد النور الذي كان مقيما في دمشق، قبل
أن تنكشف علاقته بالاسرائيليين ويفر من سوريا بشكل نهائي منذ عدة سنوات، لتصبح
علاقته بالعمل الأمني الإسرائيلي أمرا مشهورا عنه رغم محاولته تغطية نشاطه الأمني
مع إسرائيل بالعمل الإعلامي.

وفي السياق نفسه.. تقول مصادر أمنية مصرية أن
أيمن عبد النور قيد المتابعة في القاهرة بعد تكرار زياراته إليها.

» وحدة كوماندوس اسرائيلية تراقب الأسلحة الكيماوية في سوريا
» بالفيديو... إنشاء اول وحدة نسائية لقوات الدفاع الوطني في سورية
» قادة الدول الإسلامية : دعوة للحوار في سورية وتأكيد على وحدة أراضيها
» غارة اسرائيلية على موقع للجيش السوري في القنيطرة يسفر عن استشهاد جندي
» بروجردي: التهديد بمهاجمة سورية مجرد حرب نفسية