ماذا يمكن للسلطة ان تفعل؟ غالب قنديل

ماذا يمكن للسلطة ان تفعل ؟ -
غالب قنديل
كاد المحظور ان يقع و كما سبق
للسيد حسن نصرالله ان حذر من انزلاق مفاجئ نحو الفتنة فقد خرجت الليلة الماضية
شياطين الفتنة إلى الشارع و ظهرت على اللبنانيين أشباح الصدام المذهبي بعد الاعتداء
الآثم على رجال دين في بيروت و طرابلس و برز الهياج الهمجي لولا الاستدراك الحازم
الذي مكن الجيش من توقيف المعتدين و التفاعلات سوف تستمر على الأرجح بقوة النفخ
السياسي في ابواق النفير بينما السلطة تلهث خلف الأحداث كالعادة
.

أولا
شكلت الإثارة الإعلامية عنصر التحريض الرئيسي في الشارع خلال الأعوام الماضية و
قرار السلطة السياسية هو التغاضي عن المخالفات التي ارتكبتها الوسائل الإعلامية
المرئية و المسموعة في البث المباشر و النقل الحي للأخبار و في تعميم و نشر اخبار
كاذبة أحيانا والطرق على مسامع اللبنانيين بشائعات يترتب عليها إقلاق الراي العام و
تغذية التشنجات الطائفية و المذهبية و التسبب بصدامات اهلية عنيفة أحيانا ناهيك عن
الارتكابات المتمادية في نشرات الأخبار و برامج المصارعة السياسية المسماة حوارية و
في برامج الكوميديا السوداء الذاهبة نحو التهريج و لغة الشتائم و الاهانات و
التحريض الطائفي و المذهبي .

الصحيح ان الواقع السياسي هو
المسؤول الأول و لكن بمستطاع الوسائل ان تمارس مسؤوليتها القانونية في حجب ما يضر
بمصالح البلاد و استقرارها بدلا من ترويجه و بمستطاعها قيادة برامجها بروحية منع
التحريض و الحث على اعتماد لغة عقلانية بدلا من صب الزيت على النار و يمكن لتدخلات
المقدمين و المذيعين ان تحجب الكلام المتوتر بدلا من إذكائه و تصعيده بدافع الفرقعة
و النجومية المبرمجة و الموظفة في خطط إشعال الحرائق .

بمستطاع السلطة التنفيذية ان
تقرر تفويض المجلس الوطني للإعلام المرئي و المسموع التحرك بالاشتراك مع النيابات
العامة لتطبيق القوانين و توفير مستلزمات المتابعة الحية للبث التلفزيوني و الإذاعي
بهدف منع الفتنة و حماية و الاستقرار.

ثانيا
المنصة التي أقامها سعد الحريري للعدوان على سورية تضم آلاف المسلحين من المستقبل و
الجماعات المتطرفة متعددة الجنسيات و مشايخ التكفير و الفتنة و هي مسؤولة عن الجو
المشحون و المتوتر في البلاد و قد خلقت مناخا يكفي لإشعاله خبر كاذب كما جرى عندما
عممت بعض وسائل الإعلام خبر مقتل الرهائن اللبنانيين في أعزاز.

هذه المنصة بمكوناتها جميعا
باتت تنذر بخطر اشتعال معارك عبر الحدود مع الجيش السوري و بتفجيرات داخلية متنقلة
و هي تخرق القانون على مدار الساعة فهل تجرؤ السلطة التنفيذية على اتخاذ قرار شامل
بتفويض الجيش مسؤوليات كاملة لمطاردة و اعتقال الخارجين على القانون من مسلحي
العصابات السورية و الميليشيات اللبنانية كائنا من كانت لفرض النظام العام ؟ و هل
تتحرك السلطة التنفيذية لرفع التغطية عن موظفين و مسؤولين امنيين وفروا التسهيلات
لهذه الجماعات و قدموا لها الحماية؟

إنه قرار إجرائي واحد لضبط
الأمن يحاصر المتورطين الرسميين و يسوقهم للمحاسبة الإدارية و القضائية و يعيد
تنظيم المؤسسات الأمنية على نحو ينسجم مع متطلبات الاستقرار .

ثالثا
بمناسبة الكلام الكثير عن الحدود اللبنانية السورية فإن السلطات
اللبنانية ملزمة باتخاذ تدابير قضائية و امنية في الداخل لتفكيك منصة العدوان على
سورية بهدف تحاشي محظور التصادم اللبناني السوري و لحماية الأمن اللبناني و هي
بالتالي مدعوة لتقدم إجابات واضحة عما ستفعله في نموذج صغير لحالة التسيب و الحماية
السياسية للإرهابيين بما يثبت هيبة الدولة في التعامل مع تحدي الإرهابي شادي
المولوي للقضاء اللبناني و عصيانه عليه و حين ترسب السلطة في هذا الاختبار فهي
بالتاكيد قاصرة عن تفكيك أي من تجمعات الإرهاب و القتل التي تؤازرها محطة دلتا فورس
الأميركية التي استقدمت إلى لبنان للتخريب في سورية و غيرها من محطات المخابرات
الغربية و الخليجية و التركية التي تتغطى بعباءات امنية لبنانية رسمية و بامر مباشر
من سعد الحريري الذي ما يزال مرجعية قادرة على الأمر و النهي في قوى الأمن الداخلي
رغم انقضاء عامين على خروجه من السراي الكبير.

هل ينتظر المسؤولون اللبنانيون
الذين صدقوا وعود فيلتمان الكاذبة عن سورية و سقوطها الوشيك طيلة عامين تبلغهم
الطلبات الأمنية الغربية ليتخذوا إجراءاتهم بعد خراب البصرة ؟

» ماذا يعني تأخير موعد جنيف ؟...غالب قنديل
» ماذا يعني الاعتراف بالدولة اليهودية؟ غالب قنديل
» ماذا تفعل …امريكا في الجولان …!!!
» هؤلاء الكلاب ماذا تفعل في سوريا
» ماذا تفعل الأسلحة السعودية في الفلوجة؟