كفاكم يا سادة... مضر جلال خيربك

كفاكم يا سادة...

مضر جلال خيربك

نحن جميعاً أبناء القائد الخالد حافظ الأسد، ونحن جميعاً جنود القائد المفدى بشار الأسد، ولا نقبل بسواه رئيساً لوطننا سوريا، ونتماهى مع جيشنا العربي السوري الباسل، ونقاوم بشدة للحفاظ على لحمتنا الوطنية وسيادة ومنعة سوريا المقاومة.

منذ بدء الأزمة التفَّت غالبية الشعب السوري حول القائد والجيش، وكل تصدى لهذه الحرب الدولية على سوريا، بطريقته الخاصة ووفق إمكانياته المتاحة، ولم يبخل أحد بوِلده أو ماله أو دمه أو روحه في سبيل بقاء سوريا موحدة وعصية على الغزاة ومخططاتهم الاستعمارية.

لكن الحكومات السورية التي تعاقبت خلال الأزمة، لم تكن على مستوى الحدث، بل حرصت على أن تبقى متقوقعة على نفسها، وإن سارت فهي تمشي ضمن حلقة مفرغة، بمعنى ما زلنا لا نرى إلا الوجوه الضاحكة وأسنانها، أو نسمع تصريحات لهذه الحكومة أو تلك (لا تُسمن ولا تغني من جوع).

إلى متى ستبقى الحكومة السورية بهذه العقلية العوجاء!!...
وإلى متى ستبقى تجد كلمات ومفردات تستخدمها بتصريحات وزرائها الجميلة قولاً والقبيحة فعلاً!!...

كفاكم يا سادة، هذه ليست طريقة لمعالجة بعض جوانب الأزمة، والمتعلقة بمحض عمل أفراد الحكومة حصراً، فمشلكة المحروقات ليست من اختصاص رئاسة الجمهورية سيما وأن البلد في حالة حرب، والرئاسة مهمتها الحالية هي التصدي للأعداء والخروج بالوطن من أزمته الأمنية والسياسية، وإيصاله والشعب السوري إلى شواطئ النجاة والأمان.
أما الشأن الاقتصادي والمعيشي والمعاشي فهو من اختصاص الحكومة فقط، ورغم معرفتها بذلك إلا أنها لا تحرك ساكناً، وتكتفي بالتصريحات التي لا طائل منها ولا هدف لها سوى تبييض صفحتها على حساب الشعب!!...

ماذا فعل النائب الاقتصادي الحالي؟ لا شيء إطلاقاً سوى الظهور على المنابر الإعلامية (كما أشار له أحد أعضاء مجلس الشعب) ويتحدث مطولاً من دون فائدة ما جعلنا فعلاً (نفوت بالحيط).
وعندما استفسر أحدهم بإحدى لقاءات النائب الاقتصادي التلفزيونية عن سبب وجود خزان بنزين سعة 500 ليتر على سطح بناء سكنه، لم يلتفت إليه النائب ولم يُعر لسؤاله أي اهتمام...

فلماذا أيها النائب يوجد لديك هذا الخزان والبلد يعاني من أزمة محروقات!!...
وهل سياراتك الكثيرة والفارهة ستقدم الخدمات للمواطن، أم سيارات الأجرة والنقل العام!!...
وإن كانت هذه المعلومة غير صحيحة فلماذا لم تدحضها عاجلاً وتنفيها على الهواء مباشرة، عوضاً عن تجاهلها ما أوحى بصحتها!!...

اكتفى النائب الاقتصادي بتصريحات ضبابية وعناوين عريضة لا يُفهم منها شيء، وجوابه على أي سؤال حول سبب الارتفاع الجنوني للأسعار وتحديداً منذ استلامه للوزارة والنيابة: يا جماعة نحن في أزمة وعلينا أن نفهم ذلك!!...

في إحدى الحوادث التاريخية دخل أعرابي على أحد الوزراء وسأله:
- هل تعلم أيها الوزير كم ولداً عندي؟
فأجابه الوزير:
- أربعة أولاد
- أكثرت أيها الوزير
- إذاً فولدين اثنين
- أقللت أيها الوزير
- إذاً فثلاثة أولاد
فخرج الأعرابي متعجباً من فطنة الوزير!!...

ونحن ذهلنا من فطنة النائب كونه على دراية بوجود أزمة في البلد وأعلمنا بها!!...

نحن نعلم أيها النائب أن في البلد أزمة عظيمة ولم تأتنا أنتَ بجديد، وضبط الأسعار ممكن جداً حتى بوجود الأزمة، لكنك لم تفعل شيئاً حتى يومنا هذا، وكما قالت لك المذيعة: إنك صاحب قرار في الشأن الاقتصادي، لكنك لم تجبها بشيء واكتفيت بالتأكيد على وجود الأزمة.
كما إنك أيها النائب قد استعليت واستكبرت على أعضاء مجلس الشعب وعلى المواطنين حين قلت إن من يوجه النقد لك، كلامهم 90% خطأ و 10% صحيح، وأنك سعيد بهذه الـ 10% إذ من الممكن الاستفادة منها!!...

أنا مستغرب كيف صمت أعضاء المجلس على هذا التجريح العلني، وهم على علم ودراية كما نحن، بأن كلامك وتصريحاتك 99% منها خطأ و 1% صحيح، وهذا الـ 1% هو وجود أزمة في سوريا!!...
لا يجوز إطلاقاً التجريح بالمواطنين بهذه الطريقة العوجاء ولا بأي طريقة، ولو أردنا تعداد أخطائك للبثنا إلى يوم يبعثون، فأنت المسؤول المباشر عن ارتفاع الأسعار، حتى إن بائع الخضرة بات يضع سعر بضاعته حسب ارتفاع الدولار!!...
وأنت أيها النائب المعني الأول بأزمة المحروقات، فكما وجدت لنفسك خزان محروقات عليك إيجاد أمثاله للمواطنين!!...

أما بالنسبة لوزير المصالحة الوطنية فهنا الطامة الكبرى...
وبرغم النواقص التي تجلت بعمله ووزارته والتي تطرقت لها بالتفصيل إحدى عضوات مجلس الشعب، إلا أنني أوجه سؤالاً للمعنيين:
- كيف سُمح لوزير المصالحة أن يصبح بمنصبه الحالي عن مقعد حزبه، وحزبه هذا غير مرخص، وهذا باعتراف الوزير شخصياً في إحدى جلسات مجلس الشعب التي عقدت منذ فترة قريبة!!...
فلو خالف أحدنا نصوص القانون والدستور بحجر واحد أضافه لسكنه هل كان المعنيون سيسمحون له بذلك!!...
لا بالعكس كانوا سيسارعون بتطبيق بنود القانون والدستور عليه بذريعة عدم الترخيص، في حين غضوا الطرف عن مخالفة فجة للدستور والقانون وسمحوا لحزب غير مرخص بالمشاركة بإدارة البلد!!...
والآن ما على الراغبين إلا جمع شملهم وتسميته باسم ما ودون ترخيص فيصبح حزباً وطنياً ويشارك بإدارة الشؤون السورية الداخلية!!...

الحديث يطول ولا وقت لدينا لذكر كل هذه الأخطاء المهولة، لكن نتمنى على المعنيين الأخذ بعين الاعتبار مجريات الواقع، ومتابعة الوزراء وأعمالهم ونشاطاتهم المزعومة، فالوطن بحاجة لأبنائه الذين لديهم القدرة على الخروج به من هذه الأزمة الشيطانية، ومن ثم النهوض به مرة أخرى، لا أن ترمى الأحجار على مقام الرئاسة بحجة أنها هي المعنية بكل شيء!!...

الرئاسة معنية بأمور الوطن، لكن التفاصيل القانونية والاقتصادية والشعبية لها أشخاصها المعنيون بها، وإلا فما ضرورة أن يكون هناك منصب رئيس حكومة ونيابة اقتصادية ووزارة مصالحة وطنية وغيرهم من أقطاب الوزارة السورية!!...

الوطن بحاجة للشرفاء وللصدق بالعمل والإخلاص به، وليس بحاجة للفلاشات الإعلامية والتصريحات المنهمرة علينا ومن دون فائدة...

» لبيك يا اسد....مضر جلال خيربك
» الاعراب ...مضر جلال خيربك
» عيد شهيد!!... بقلم : مضر جلال خيربك
» فجر الثامن من آذار... مضر جلال خيربك
» كلمة حق ...بقلم : مضر جلال خيربك