ماذا يحدث ولما كل هذا التصعيد- بقلم: وائل الزين

ماذا يحدث ولما كل هذا التصعيد- بقلم: وائل الزين

"إن ما كبرت ما بتصغر" مثل سوري معروف يتداوله الجميع وهو ينطبق على ما نعيشه اليوم من تصعيد ميداني غير مسبوق وخاصة في دمشق وريفها.

اقتربت ساعة اللقاءات والمفاوضات وطرح أوراق القوة والمكتسبات على الطاولات لذلك كان كل هذا التصعيد الممنهج والخاضع لقانون "من يكسب أكثر يفاوض بثقل أكبر".

تفجيرات انتحارية إرهابية في دمشق تستهدف ضرب أهداف لها وقعها إعلامياً وإيقاع أكبر كم ممكن من الضحايا والدمار لإخافة الناس وفرض حالة من الذعر في صفوفهم بتوقيع العصابات المسلحة هو عنوان المرحلة.

وعندما يخاف الناس سيمتنعون عن ممارسة حياتهم اليومية المعتادة ما سيسبب حالة من الشلل في العاصمة فيبدو للمتابع أن العصابات المسلحة قد نجحت في السيطرة ولو بشكل معنوي على العاصمة.

الأهداف الأكثر أهمية للعصابات المسلحة هي النقاط والمنشآت الأمنية والعسكرية التي لم تطلها أياديهم من قبل بشكل كبير ولها أهميتها بالنسبة لأعمالهم الإجرامية ولمشغليهم في الداخل والخارج.

التركيز الآن منصب على الخاصرة الشمالية الشرقية للعاصمة دمشق أي أحياء جوبر والقابون وتشرين وبرزة ودخول ساحة العباسيين ولو لمدة دقائق وبأي ثمن كان هو نصب أعين العصابات المسلحة لما لذلك من أثر معنوي وإعلامي كبير عليهم وعلى مناصريهم ومشغليهم.

ومن غير المستبعد أن تلجأ العصابات المسلحة لتنفيذ تفجيرات انتحارية في أحياء تصنف على أنها أكثر أماناً من غيرها في دمشق بغية كسب الساحة عبر نشر الرعب واستخدام الحرب النفسية ولذلك يجب انتباه للخلايا النائمة في المناطق الهادئة.

الآن نحن نشهد الفصول الأخيرة للمعركة وهي الأعنف والأكثر دموية خاصة من جهة العصابات المسلحة لأن المطلوب منها الآن هو كسب ما يمكن كسبه سواء أكان بالقتال المباشر أو بالتفجيرات أو بالقصف أو بالخطف أو بالمجازر الجماعية.

وهنا تأتي رحمة الله ورأفته بعباده الصالحين من السوريين والتي شهدناها في تفجير "المزرعة - شارع الثورة" الأخير حيث شاءت الأقدار ألا تنفجر السيارة الثانية في المكان وقد شهدناها أيضاً في حالات مماثلة لم تنفجر فيها السيارة المفخخة أو انفجرت قبل وصولها لهدفها معلنة عن فشل العمل الإرهابي الجبان.

نسأل الله العافية والأمن والأمان وأن تمر هذه الفصول الأخيرة من الحرب الكونية علي سورية بأقل كم ممكن من الضحايا والدمار... اللهم إنا لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيه.

بقلم: وائل الزين

» حذار من الخلط بين ما يحدث في سورية وما يحدث في العراق .. بقلم: عبد الحق العاني
» هل تُخرِّب الاحتجاجات السوريةُ تركيا كما خرَّبت الحـروبُ الأفغـانيةُ باكستان؟..بقلم جهاد الزين
» عواقب التصعيد التركي .. بقلم : غصوب عبود
» بعد نجاحات الجيش السوري والإخفاق المستمر للمسلحين ماذا وراء عودة التصعيد الغربي ضد دمشق؟
» ماذا يحدث الان بين اسطنبول و اورشليم؟