الوزير محمد سلمان وديمقراطية حمد آل موزة..!!

الوزير محمد سلمان وديمقراطية حمد آل موزة..!!

أتحفنا وزير الإعلام السوري الأسبق السيد محمد سلمان، بمقال يتحدّث فيه عن الحل السلمي في سورية، وما كتبه قلم الوزير الأسبق لم يفضح موقفه المفضوح أصلاً، بل فضح الطرح الأمريكي للحل، وفسّر الشروط الأمريكية وما تريده واشنطن من سورية، وقال الكلام الذي تخجل الإدارة الأمريكية من قوله فوق الطاولة، لأنه لا يشبه سوى ديمقراطية حمد آل موزة حين غدر بأبيه وخطب بالعرب قائلاً: وبالوالدين إحسانا!!.

حيث تخجل الإدارة الأمريكية أن تطرح فكرة وقف سفك الدم السوري أولاً، وتستبدل هذه العبارة بدبلوماسية الدم عبر ما يسمّى "تنحي الرئيس أولاً" لتبرّر فكرة رفضها وقف إطلاق النار، وترفض فكرة حوار السوريين بكل أطيافهم دون أن تعبّر عن ذلك، ولكي لا يخجل أوباما من التصريح بأنه يرفض حوار السوريين فما عليه سوى طرح الفكرة على لسان أحد أدواته وهو السيد محمد سلمان، ولكن حتى الوزير الأسبق محمد سلمان لم يتمكّن من التعبير عن رفض الحوار سوى بفكاهة من يقرأها سيشكك بقواه العقلية، حيث قال (ابن النظام سابقاً- المعارض بعد حملات مكافحة الفساد في سورية) وبشكل حرفي: "يبدأ الحل بعقد مؤتمر (وطني) لا مؤتمر (حوار)"، وحاولت الاستعانة بصديق وسؤال الجمهور، على طريقة من سيربح المليون، ما معنى عبارة "مؤتمر وطني لا مؤتمر حوار"، فأجمعت الإجابات على أن من كتب العبارة إما جاهل أو(.....ر)، ولكن في الحقيقة الوزير الأسبق ليس جاهلاً بل كشف لنا الخفايا والأسرار، فهو يريد ديمقراطية حمد آل موزة، يريد مجلساً غير منتخب بل معيّن من الخارج، لأن أي حوار وطني حقيقي سيعيد إنتاج الموقف الوطني السوري بغض النظر عن نتائجه إذا أُعيد انتخاب الرئيس الحالي أو سواه، فأي حوار سوري سوري لن يحوّل كيان الاحتلال إلى صديق لأن غالبية الشعب السوري، موقفها يسبق الموقف السياسي الرسمي السوري، وترفض حتى فكرة المبادرة العربية ولا تعترف بشيء يُدعى إسرائيل، وهذا ما قاله الرئيس الأسد سابقاً، مؤكداً أن القيادة دوماً خلف الشعوب.

وعبقرية محمد سلمان التي تفتّقت فجأة لم تقف هنا، فهو رفض فكرة الحوار، وفي بنده الثاني طرح ما يعبّر عن انتمائه وسيادته ومرجعيته، حيث قال حرفياً: "جدول أعمال المؤتمر يضعه الراعي الدولي"، أي أن الحل السلمي لدى "الوزير الأسبق محمد آل ثاني سلمان"، يجب أن يبدأ بمنع الحوار ثم استيراد جدول أعمال من الخارج، أي يمنع الحوار بين السوريين ويفرض عليهم من الراعي الدولي "الأمريكي" خطة عمل؟!!.

وهذه الفضيحة في هذا الطرح حقاً تفضح الموقف الأمريكي غير المعلن، ولكنها في الوقت نفسه تكشف لنا دناءة ووضاعة المرتهنين للخارج، وتبعيتهم التي تصل إلى إعلان العمالة للخارج بوقاحة، لدرجة رفض أن يكون الشعب مرجعيتهم.

ولم يكتفِ محمد سلمان هنا بل يكمل مسترسلاً بأحلام سيده الأمريكي، بأن المجلس الذي يمنع عليه الحوار ويستورد برنامج عمله من الخارج، أي الراعي الأمريكي الدولي، تنبثق عنه حكومة غير انتقالية وظيفتها ليس إجراء الانتخابات، بل حكومة كاملة الصلاحيات وغير مرتبطة بجدول زمني، متجاهلاً كلّ من تظاهر في بداية الأزمة، بل ومعلناً بأن من تظاهر ليس سوى حصان لوصوله إلى السلطة، ناسفاً حتى المطالب العادلة لمن احتج في بداية الأزمة، والأسوأ من ذلك هو أن المجلس الممنوع من الحوار والذي برنامجه مستورد من الخارج، هو من سيضع الدستور ودون استفتاء شعبي في كوميديا محمد سلمان!!.

ونكتة وزير الإعلام الأسبق لم تقف هنا، حيث ولأنه مازال الجيش العربي السوري هدفاً للأمريكي، ولأن أيّ حلّ لا ينتج عنه تفكّك الجيش العربي السوري سيكون إعلان هزيمة للأمريكي والإسرائيلي في سورية، اقترح أن يتمّ تسليم قيادة الجيش إلى لجنة (مخلوطة مقالين ومسرّحين)، بالتعاون مع وزير الدفاع المعيّن في الحكومة المعيّنة، حيث لا قائد وحيداً للجيش بل ضمن لجنة قيادة الجيش، معبّراً عن أحلام أسياده في تحويل الجيش العربي السوري إلى سلطة تقودها أدوات تل أبيب.

وتستمر أحلام الأمريكي بقلم محمد سلمان، ويبقى الأسوأ من الذي مرّ أعلاه أنه إلى هنا لم يتمّ التحدث عن وقف إطلاق النار، حيث إن عبقرية (عفواً عمالة) محمد سلمان، اكتشفت أن الإجراءات السابقة بعد أن تتمّ، سيتمّ الطلب من الجميع وقف إطلاق النار، متجاهلاً أن هذه العصابات الإجرامية رفضت وقف إطلاق النار حتى في أيام العيد، ومعترفاً بأن أسياده في البيت الأبيض يديرون "جبهة النصرة" التي ترفض أي وقف لإطلاق للنار، وقادرون على وقفها في حال قبل الشعب السوري بتعيين سلطة له من الخارج ومن دون انتخابات، فعن أي وقف إطلاق نار يتكلّم وتصدير المقاتلين الأجانب إلى سورية قائم على قدم وساق، والحدود التركية بكاملها مفتوحة أمام تنظيم القاعدة والسلاح والمرتزقة، وعن أي حل سلمي يتحدث محمد سلمان، فمن يقرأ مقاله لن يرى أي حلّ سلمي يوصل إلى وقف القتال بل مشروع تأجير سورية للأمريكي والصهيوني مجاناً؟!.

وكون السيد محمد سلمان وزير سابق وجب تذكيره بأن الرئيس بشار الأسد حين بدأ مكافحة الفساد في العام 2005 وأقال بعض من يطالب محمد سلمان بعودتهم للسلطة من الفاسدين الكبار، ورغم أن سورية مرت بخمس سنوات جفاف، ورغم أنها حملت ملايين اللاجئين العراقيين واللبنانيين عاشت فترة ازدهار اقتصادي والفساد كان مازال قائماً، حيث إن البحبوحة التي عاشتها سورية كان سببها إقالة مسؤولين لا يتجاوز عددهم عدد أصابع اليد، ويطالب اليوم محمد سلمان بعودتهم إلى السلطة؟!.

ولهذا ومن مبدأ مخاطبة السيد لا العبد نتحفّظ على الرد على محمد سلمان، ونخاطب سيده الأمريكي ونقول له: إذا كانت الهزيمة في لبنان لم توقظك من أحلام اليقظة ولا الهزيمة في العراق ولا الهزيمة في أفغانستان، فإن الهزيمة في سورية من المؤكد ستجعلك تصحو من أحلام اليقظة ولكن بعد فوات الأوان، وإن غداً لناظره قريب، لأن سورية محكومة بالانتصار.

» الملك السعودي يعيّن محمد بن سلمان رئيساً لديوان ولي العهد
» ما علاقة السعودية بإغتيال مستشار الحريري الوزير محمد شطح؟
» المخابرات السورية وحزب الله اغتالوا الوزير محمد شطح.. وكتائب عبدالله عزام رسل سلام
» بعد غياب بندر .. تراجع دور الامير سلمان وتقدم دور الامير محمد بن نايف
» إشكال بين “مرافقي الوزير” و حرّاس الوزير وليد المعلم في بيروت!