رسالة إلى بشار الأسد

رسالة إلى بشار الأسد

الاحد , 17 شباط 2013

استفزني القلم لأكتب اليكم، أبحث بين الكلمات عن المعاني التي تجيد وصف ما يحصل، على قدر ما ارفع من مستوى الحرف، أيقن أن الحبر لن يستوِ مع دماء رجالك الذين يملؤون الساحات ضجيجًا كي لا ينام العالم بثقله على أجساد الفلسطينيين، والعراقيين واللبنانيين وكل المقاومين العرب والأحرار في هذا الوطن وعلى امتداد العالم، أراسلك اخًا وصديقًا صدوقًا يرافقنا في صلب المعركة قائدا لا يتوانى للحظة عنها، أراسلك في زمن الهجمة والحرب لأنني أحسست بأنك بحاجة لحروفنا، لتتلمسها، أكتب اليك وانا القومي العربي الذي تلوى من غباء رجال استخبارات “البعث العظيم” الذي حلمنا يومًا أن يصل الأوصياء عليه لمستوى الكلمات الثلاث المقدسة، أكتب اليك وانت قائد المعركة وحامي الجدار الأخير أمام السقوط المدوي للتيار القومي العربي.

لن أطيل فالرسالة موجزةٌ تبدأ بقصة حدثت خلال زيارتي الأخيرة الى دمشق والتي كانت منذ أيام قليلة، حين كنا ننتظر دورنا للمرور على الأمن العام العربي السوري، واذا بأحد المواطنين يمنع من دخول سوريا، واذ به يعود ليستخدم أحد السماسرة الذي طلب مبلغ معين ليدخله لاحقًا تحت ناظرنا.

قد تستغرب ما أوردت، وقد تقول بأنه من الممكن أن أرسل هذه الرسالة الى المدير العام للأمن العام، وهذا ما كان يجب أن يحصل لولا إيماني الكلي بأن المشكلة تكمن في “يوضاس” الذي تجسد بكل تفاصيله لحظتها أمامي.

نعم، “يوضاس” يا اخي، “يوضاس” الذي ومنذ بزوغ فجر الأمة وهو يشيع في أمتنا فسادًا، ومنذ تسلمكم الرئاسة وهو يخونكم ويبيع ويشتري بكم، “يوضاس” الذي أتحدث عنه يتجسد ثقافة، “يوضاس” الذي قدم رأس الشهيد عماد مغنية هدية لروم عصرهم، “يوضاس” الذي تاجر باسمك واستغله وحارب بسلاحك وطعنك به، “يوضاس” يا اخي هو من خاننا لصالح المدعو اردوغان قبل أن يفجر نفسه بالقادة الأربعة، هو بذاته الذي انشق وهرب الى مواخير العرب والعجم، “يوضاس” الذي يأتي على جناح الطير الصهيوني ليقصف مجمع الأبحاث ويقتل الإعمار بجسد “نويس” لكنه لا يقتله نهجًا، “يوضاس” الذي يستخدم الحرية حصان طروادة ليهدم قلاع الأمة، “يوضاس” الذي يفهم التحرر استعبادًا للمشروع الصهيو-أمريكي ممولاً من أنظمة البترو-شيكل، “يوضاس” الذي يقود جيشًا من الأغراب باسم الله ورسله ويسميه جيشًا للأحرار، يوضاس هو من يقبع في قصرك حاليًا ويهمس في اذنك مصنفًا البشر على حسب قربهم منه وابتعادهم عن مصالحه وليس على أساس تمسكهم ببندقيتهم وفلسطينهم الجريحة والمغتصبة، هو من يأكل بصحنك ليلًا ليبول عليه آخر النهار. نعم، “يوضاس” هو المتاجر باسم الحزب، الذي يؤلف عصابته على أساس الولاء الكاذب لمبادئه، للأسف يا اخي “يوضاس” ثقافة، وأمام كل “يوضاس” مسيحٌ يدفع الثمن صلبًا وجلداً وانت مسيحنا في هذا الزمن الرديء.

ولأنك الضمانة والضمير لنا ولكل من يحمل السلاح اليوم جنباً إلى جنب مع المعتقد القومي العربي الحافظ الوحيد والحقيقي للجيش والشعب العربي السوري وللقضية الفلسطينية، ولأني من المؤمنين بنصر مبين عماده الأجساد المشتعلة نورًا لتضيء ظلام أمة جهلّها البعض بعقولهم الأسيرة لمن وضع نفسه نبياً، وهو الكاذب الدجال، محمد عبدالوهاب، أرفع كلماتي هذه الى أخ سيقدرها ويثمنها، إلى بشار الأسد المواطن قبل الرئيس، الجندي قبل القائد، ناثرًا كلماتي بردًا تملأ قلبك المحترق على أبناء أمتك، فجميعنا نعلم بأن مقاومتنا والتي يشكل شخصك أحد رموزها وقادتها، فعل وجداني جماعي نعبر عنه عسكريًا، ثقافيًا، اجتماعيًا وسياسيًا دفاعًا عما تبقى من كرامة لدى هذه الأمة، لذا لصراعنا مع الصهاينة عنوان رئيسي يختزل كل معاني هذه الحرب “صراع على الوجود ولم يكن يومًاً على حدود معينة”، ولا يعني أبداً استسلام أي فئة او حزب او طائفة انهزامًا لمشروعنا القومي المقاوم والمنتصر بقوة الحق وإرادة حامليه، ولا يمكن لأصحاب المشاريع الفردية والتي تعبر عن نفسها بأشكال مختلفة تتعارض مع ثوابت هذه الأمة التي نذرنا لها الغالي والنفيس ان يجنحوا بنا الى موقع آخر غير الذي نناضل منه، الا أنه يمكن لبعض المذكورين أعلاه ان يشوهوا صورتنا ويحولوا الجهد الجماعي الذي نبذله الى منحى آخر كليًا يخدم أهداف مشروع الاستكبار العالمي بشكل مباشر او غير مباشر.

لا يأتي خطابي هذا إليك في اطار التنظير والفلسفة، ولا في اطار التدخل في شؤون لا تعنيني، فأنا لست خبيرًاً استراتيجيًاً ولا قائدًاً عسكريًاً، على العكس انا هنا لأنقل لك بعضاً من هواجس جيل بأكمله يراك بعين معاكسة لما قدمته ولا تزال أجهزة الاستخبارات العالمية عبر أساطيلها الغازية التي تبث كم غير مسبوق من الحقد والكراهية اتجاه شخصك الذي عرفت احترامه وتقديره ومحبته قبل الأزمة بقليل، نحن من مؤيديك لكننا لسنا من جماعة “الأسد او نحرق البلد”، لأننا من جماعة الذين يقبلون بحرق أنفسهم كي تبقى البلد على المنهج الذي أرساه الأسد، لن أطيل الحديث طويلًا عن جيلنا الذي لو دفع المال الذي يدفع على تعبئته ضدك لحرر فلسطين، بل أضع ما أوردت بين أيديكم طالبًا منكم إعطاء الأمر للبدء فعليًا بتنظيم الجيش العربي الحقيقي وعلى امتداد الوطن، الجيش القادر على المواجهة والصمود في وجه اعدائه، جيش يحمي جبهة دمشق الداخلية من تطوان الى البحرين، جيش عداده الطلبة والعمال وكافة فئات المجتمع العربي الحر والمقاوم، عداده البندقية و”اللابتوب”-الحاسوب، المعول والجرافة، نناشدك باسم آهات معلمنا جمال عبدالناصر الذي كشف المؤامرة على دمشق العروبة يوم هزمهم في حلفهم الثلاثي في بورسعيد كي ننتصر في معركة الحلف الذي لا يعد ولا يحصى.

معركتنا لخصها أعداؤنا بأنها معركة الأمة بقيادة شخص، في حين يسخرون هم ومعارضوك الأمة لصالح مآربهم الشخصية، ومما لا شك فيه بأننا نمر في مرحلة من أدق المراحل التي مرت بها الأمة في تاريخنا الحديث، في سياق التحولات والمتغيرات التي ترسيها على أساس انتصار الجيش العربي السوري الذي بتنا نراه واضحًا وضوح الشمس، لكن جل ما نتمناه أن يتعظ السوريون من التجربة اللبنانية المريرة والتي راح فيها ضحيةً للطائفية كثيرًا من ابنائه في سبيل اللا شيء، والاعتبار من التجربة الليبية التي شرذمت الأرض الموحدة وقدمتها على مذبح الاستعمار والمصالح الغربية، كما من التجربتين المصرية والتونسية التي قدمت المشاريع التجهيلية بأبهى حللها.

ابو حافظ، أقتل “يوضاس” بالعقل كي يكون عبرة لسكاكينهم “الطورابورية” التي ذبحت شعبنا الأبي على فوهات المجاري، اقتله بالحب والرحمة لأنك المثال للرئيس المخلص والمتفاني، اقتل “يوضاس” وليكن الشاهد والشهيد ولو لمرة واحدة في سبيل أمتنا وخلاصها.

» رسالة من بطلة العالم الأولمبية ماريانا نؤوموفا الى الرئيس بشار الأسد.. أريد زيارة سوريا
» رسالة من السيد الرئيس بشار الأسد إلى الرئيس الكوبي راؤول كاسترو حول مستجدات الأوضاع الجارية في سورية نقلها فيصل المقداد
» رسالة من حمد بن خليفة آل ثاني إلى الدكتور بشار الأسد
» رسالة من السيسي للرئيس بشار الأسد .. والأسد يعتذر!
» أسرار لقاء السيد الرئيس بشار الأسد والمبعوث الابراهيمي.. والنقاط التي رفضها الأسد