ماذا تخفي تركيا في قضية تفجير معبر باب الهوى الحدودي؟

ماذا تخفي تركيا في قضية تفجير معبر باب الهوى الحدودي؟
2013-02-13 01:09:38

بدا حزب الشعب الجمهوري هذه المرة، وكأنه قد تعلم من دروس سابقة، مثل حادثة تفجير مقر المحافظة في ولاية "غازي عنتاب"، أو مجزرة "أولوديره"، حيث كان جاهزاً للمتابعة والتمحيص، ولم ينسق وراء كل ما تقوله أو تزعمه حكومة حزب العدالة والتنمية. وهكذا فعلى مدى أقل من ثمانية وأربعين ساعة وجدت كل مزاعم الحكومة من يردها.
بعيد التفجير الذي حصل حوالي الساعة الثالثة بعد الظهر، كانت بعض وسائل إعلام السلطة تتحدث عن قصف مدفعي سوري على المعبر الحدودي. لكن هيئة حزب الشعب التي وصلت سريعاً إلى مكان الحادث نفت مباشرةً، وعبر بعض المحطات التلفزيونية ذلك، فقال النائب "حسين آكغول": "قيل أن الجيش السوري نفذ قصفاً مدفعياً لكنني بعد التفجير لم أرى أي حفر ناجمة عن قصف مدفعي. ثم قيل أنه ناجم عن الغاز لكن لم يكن هناك أثر يدل على ذلك. ويزعمون أن السيارة أتت من سورية لكن المنطقة التي أتت منها تحت سيطرة المعارضة، فكيف وصلت من داخل منطقة المعارضة إلى المعبر؟" واتهم "آكغول" المعارضة السورية المسلحة صراحة بالوقوف وراء التفجير.
وكان رئيس الوزراء "رجب طيب أردوغان" قد عقب على التفجير خلال استقباله سفراء الاتحاد الأوربي، فقال: "هذه الحادثة شديدة الأهمية في برهنة صوابية موقفنا من الإرهاب، وصحة حساسيتنا اتجاه الأحداث في سورية، وفي اظهار صحة أعمالنا في هذا الموضوع"
ووصلت المكان هيئة وزارية أرسلها "أردوغان" على عجل، وتضم وزير الداخلية ووزير العدل ووزير التجارة. وكان لدى الهيئة الوزارية طرح جديد يقول أن هناك مشاهد ملتقطة عبر كاميرات المراقبة. وصرح وزير الداخلية "معمر غولير" قائلاً: "هناك سيارة من طراز بيك-آب جاءت من الجانب السوري الساعة 14:17 تماماً، ونزل منها ثلاثة أشخاص، عاد منهم اثنان إلى سورية وفر الثالث إلى الجانب التركي. وانفجرت السيارة بعد حوالي عشرين دقيقة"
وحتى هذه النقطة لم تخلو من التناقضات، فالتفجير حصل حوالي الساعة الثالثة تماماً، أما ما ساقه وزير الداخلية فهو أن التفجير جاء بعد عشرين دقيقة من وقوف السيارة، وهذا يعني أنه حدث الساعة 14:37، وبالتالي هناك فرق 23 دقيقة بين الروايتين الرسميتين.
وقدم إلى المنطقة على جناح السرعة معاون رئيس حزب الشعب "خورشيد غونيش"، ومما صرح به: "تركيا كانت قد أعلنت اغلاقها المعبر من جانب واحد في 21 تموز الماضي، فكيف عبرت هذه السيارة إذن حدودنا ووصلت؟". واستنكر بشدة رفض المحكمة السماح لنواب حزب الشعب برؤية مقاطع الفديو التي تصور التفجير بحجة الحفاظ على سرية التحقيق، وقال: "إذا كانت هذه التسجيلات سرية فعلاً فكيف يسمح لثلاثة وزراء بالاطلاع عليها ولا يسمح لنا نحن أعضاء مجلس الشعب بذلك"
وقد نقلت محطة "الجيش الحر" التلفزيونية شهادة لشخص سوري معارض اتهم النظام السوري بالوقوف وراء التفجير، ولكنه على ما يبدو لم ينتبه لحساسية النقاش حول المكان الذي أتت منه السيارة، فقال في شهادته أنها جاءت من الجانب التركي وليس السوري.
ومن النقط الخلافية مسألة جنسية الضحايا، ففي الساعات الأولى أوردت تركيا وقوع ثلاثة عشر قتيلاً منهم تسعة سوريين وثلاثة أتراك، ولم تذع جنسية الشخص الثالث عشر. وزعمت الحكومة أنها عجزت عن تحديد هوية الشخص الأخير، ثم أعلنت ارتفاع عدد الضحايا إلى أربعة عشر. وتنبع أهمية هذه النقطة مما ساقته بعض وسائل الإعلام حول وجود اجتماع مقرر بين من سمتهم "داعمين أجانب للثورة السورية" وضباط سوريين "منشقين" قادمين من سورية. وبحسب موقع "غازيتي بورت" الإخباري فقد كان متوقعاً للاجتماع أن يحصل الساعة 14:30. ولم يعلم ماذا حدث لهؤلاء "الداعمين الأجانب".
لهذه الأسباب أعلن حزب الشعب الجمهوري رفعه القضية إلى مجلس الشعب، وأنذر الحكومة بانه سيقدم استجواباً لها من أجل توضيح ما سماه بـ"التناقضات الحكومية". وربط النائب "مولود دودو" بين التفجير وحادثة العثور على كمية 400 كغ من الـ"تي أن تي" في منزل يعود للمعارضة السورية في بلدة "بيلن" المجاورة لمكان التفجير، إضافة إلى حوادث أخرى متفرقة من العثور على أسلحة ومتفجرات بحوزة لاجئين سوريين مقيمين في تركيا. وحمل رئيس الوزراء ووزير الخارجية مسؤولية الأوضاع التي سمحت بحدوث التفجير.

» “داعش” تقترب من معبر باب الهوى فهل تقتحمه و تسيطر عليه ؟
» بالفيديو ..11 قتيلا" و35 جريحا بانفجار ضخم بالقرب من معبر باب الهوى على الحدود مع سوريا
» المرصد السوري المعارض: معارك بين الأكراد والتكفيريين عند معبر كوباني الحدودي
» «النصرة» تنسحب من معبر نصيب الحدودي مع الأردن
» عاجل: الجيش السوري يستعيد قرية السمرا و معبر كسب الحدودي