قيادي في الجيش الحر يروي لعربي برس فصول اللحظات الأخيرة لمعركة دوما

ماهر العظمة-ريف دمشق-عربي برس

إنتهت معركة دوما، بعد ايام على بدء مواجهاتها بين الجيش العربي السوري، وميليشيات الجيش الحر، النتيجة لم تكن مفاجئة، إنسحاب تكتيكي ولكن هذه المرة من نوع آخر لرجالات المعارضة المسلحة، عشرات المقاتلين فقط تمكنوا من الفرار امام الألة العسكرية السورية التي ضربت بقسوة بالغة افراد الجيش الحر الذين فقدوا المئات من رفاقهم على خطوط المواجهة في دوما.
و"لأن شر البلية ما يضحك"، ونتيجة لتشرذم فصائل المقاتلين، عمد بعض المعارضين ممن يكنون كرها للكتائب المقاتلة في دوما إلى الإستخفاف بقدرة من اداروا المعارك، ووصل بهم الأمر إلى حد الشماتة بنظرائهم، وإعادة تذكيرهم ببطولة الجيش الحر في بابا عمرو، وكيفية صموده اسابيع امام البطش العسكري للجيش السوري، قبل الإنسحاب التكيتيكي الذي نفذ من الحي وساهم في الحفاظ على ارواح مئات المقاتلين، ووصل بمعارض القول "حتى الإنسحاب التكتيكي في دوما اتى مخيبا للآمال".

فصول اللحظات الأخيرة من معارك دوما يرويها احد قادة الجيش الحر الذي شارك بفعالية في المعارك التي جرت على حد قوله ويلفت إلى ان كثافة النار المستخدمة من قبل الجيش السوري بلغت حدا لا يوصف القذائف إنهمرت علينا من كل حدب وصوب، لم يتوقف القصف ولو لدقائق، كثير من رفاقنا قضوا نحبهم بجانبا دون ان ندري، والنتيجة، لم يعد بإمكاننا الصمود، لأن في الأيام الأخيرة لم نعد قادرين على الخروج من الملاجئ، وادركنا ان مواصلة القتال، يعني قرار بالموت، وهناك مناطق أخرى بحاجة إلى جهودنا، ففضلنا إعلان الإنسحاب التكتيكي".
وبخصوص المقارنة بين صمود بابا عمرو ودوما، سخر القيادي الميداني من محاولة البعض إظهار الكتائب المقاتلة في ريف دمشق بمظهر الضعف، قائلاً" ظروف معركة بابا عمرو مختلفة كليا عن دوما، إن لناحية عدد المقاتلين أو عتادهم، ونحن نبعد عن دمشق عشرة كيلومترات بينما المسافة من العاصمة السورية إلى حمص تتعدى مئات الكيلومترت، وهذا ما يجب اخذه بعين الإعتبار أيضاً".
القيادي العسكري يلفت إلى ان الجيش السوري الحر فقد عددا كبير من ابرز قادته العسكريين أبرزهم "علي الساعور، نذير المهباني، راتب المهباني، أحمد فياض، بسام المصري، وهذا ما جعلنا نعجل بالإنسحاب التكتيكي لأن النظام وشبيحته عملوا على إستهداف خيرة قادتنا".