بروبغندا المليار ونصف :محمد أحمد

بروبغندا المليار ونصف
محمد أحمد

30-1-2013

بعيدا عن خانات التوصيف السياسي التي تعود الناس على سماعها بين موال للنظام ومعارض له وكذلك من يسمى بالمحايد، وبالعودة الى ذاكرتنا السورية القريبة وتحديدا قبل بدايات تفاقم الأزمة، لم يكن المواطن السوري ولا حتى ممن كان يعمل في الحقل السياسي لديه تصور انه من الممكن ان يصل الوضع الإنساني في سورية إلى حالة تقارب المأساة وهي تعبر عن ذاتها بأشكال عديدة لعل أبرزها اليوم ظاهرة النزوح القسري الداخلي للمواطنين التي تسجل الآن نحو 4 ملايين مواطن بحسب الإحصائيات الأممية، وكذلك كم اللاجئين الكبير إلى خارج سورية والذي يبلغ الآن نحو 700 الفا من السوريين تتقاذفهم مراكز إيواء في بلدان الجوار وغيرها.

عندما تبحث في الأسباب وبعيداً عن التفاصيل ستجد سببا رئيسيا واحدا يفسر ذلك وهو تحويل سورية إلى دولة فاشلة.

جميع القوى السياسية في السلطة وفي المعارضة تدرك ذلك، أو من المفترض أنها تدرك ذلك، وكل منها تتهم الأخرى بالتسبب، لكن المواطن السوري الذي يعز عليه أن تمس كرامته وكرامة وطنه، مدرك اليوم انه خسر الكثير وما زال، وان المساعدات من أي طرف كانت فهي تحمل معها ثقافة الضعيف وثقافة المتلقي والمستهلك.

عالمنا يقدم الكثير من المشاهد للقوى المتسلطة التي تعمل على خلق ظاهرة ما للتحكم من خلالها بسير الأحداث اللاحقة، وظاهرتي النزوح واللجوء للسوريين ضمن هذا السياق.

مع كل السلبيات السياسية والاقتصادية والنفسية والاجتماعية التي تعتري الانسان وهو يتلقى المساعدات، رغم كل ذلك فإن الهدف من مؤتمر المانحين لمساعدة الشعب السوري في الكويت محاولة أخرى لكيفية التدخل والتحكم بمصير السوريين، وبدولارات قليلة، لن تستطيع على الاطلاق سد الحاجات.

المبلغ الإجمالي للتعهدات الدولية والتي معظمها من دول الخليج، هو 1.5 مليار دولار.

وعدد النازحين بحسب ارقام الامم المتحدة 4 ملايين

وعدد اللاجئين حتى الآن 700 الفا

وبالتالي فإن نصيب الفرد الواحد هو 53 دولارا بالشهر، او 1.7 دولار باليوم وهو ادنى من حد خط الفقر بحسب تصنيف الأمم المتحدة.

لكن الأمر أسوء من ذلك، حيث انه بات معروفا للجميع ان منظمات الأمم المتحدة هي الأكثر فسادا في العالم، وبات معروفا ايضا ومن ملامسة شخصية نستطيع ادعاءها، ان حصة الفساد للقائمين في أي عملية اممية هي 20% من الميزانية.

ومن جهة أخرى تثبت المشاهدات التي باتت حديثا للإعلام، ان من يدير مناطق النزوح وكذلك مخيمات اللجوء سواء من العسكريين على الأرض أو من "المنظمات الإنسانية" أو حتى دول بعينها، يستولون بشكل مباشر أو غير مباشر على نسبة ادناها 20% وأعلاها سمعنا من الإعلام 40 %.

بعد احتساب نسب الفساد السابقة واقتطاعها، فإن اللاجئ أو النازح لن يحصل إلا على أقل من دولار واحد باليوم خلال ال ستة أشهر القادمة، وهو أدنى من تصنيف خط الفقر المدقع..

المليار والنصف، ان صدقت الدول والمنظمات بالوفاء لتعهداتها، هي بروبغندا اعلامية أخرى لإظهار علامات فشل الدولة السورية وعدم قدرتها على الإلتزام بواجباتها.. كما جرى ويجري العمل على ملف الاسلحة الكيميائية..

» سيناريو الهدنة.. محمد أحمد
» بين التابع و المتبوع ... بقلم : محمد أحمد
» هل تنتحر دمشق بالكيميائي ؟ محمد أحمد
» من يحمي سورية الوطن ؟ .. محمد أحمد
» سورية تجاوزت الإنكسار .. كيف تتعافى ؟محمد أحمد