عدد المساهمات : 6669 تاريخ الميلاد : 07/04/1964 تاريخ التسجيل : 15/09/2012 العمر : 60 العمل/الترفيه : دكتور في تاريخ ومقارنة الأديان المزاج : متفائل بنعمة الله
موضوع: العذرية العربية بخيطٍ رفيع قيديو الجمعة يناير 11, 2013 1:17 pm
العذرية العربية بخيطٍ رفيع قيديو
قضية العذرية وفقدانها في غاية الحساسية في مجتمعاتنا العربية، ولطالما أودت بحياة فتيات في مقتبل العمر في بلاد ينتشر فيها ما يعرف بقضايا الشرف كالأردن وسوريا وفلسطين وحتى لبنان ومصر وتركيا وغيرها.
العذرية ودماء ليلة الزفاف ميثاق الشرف الذي تحمله كل فتاة لعريسها لتأكدّ له أنّه لم يقم بلمسها رجل قبله. وكأن شرف العربية تقاس بما بين قدميها, في حين أنّها تستطيع الأنثى بأن تبقى عذراء, وتمارس الجنس الفموي, او ان تكون قد خاضت تجارب وعلاقات كثيرة غير كاملة. ولذلك أعتبر انّ الشرف والعذرية في الروح وليس في الجسد.
وما يجعلني أسخر ذلك الاختراع الصيني الجديد، إذ بات غشاء البكارة يباع في الصيدليات ويمكن تركيبه مثلما تركب الرموش الاصطناعية! ولكن لنعد إلى عالمنا الأكثر قسوة ونتأمل حياة فتاة إذا فقدت عذريتها لأي سبب كان، إن هذا يعني ببساطة نهاية المشوار، ودفن حلمها في تكوين عائلة أو العثور على شريك حياة. وإن كشف أمرها قتلت أو دفنت حية في منزل ذويها وعوملت بنبذ وبقسوة. فهل هناك من تلجأ إليه؟ وهل يجوز شرعاً إجراء عملية الترميم؟ وهل فقدان العذرية يعني أن الفتاة ليست صالحة وصاحبة سلوك مشين وأخلاق سيئة؟ ولماذا لا يحافظ الرجل على عذريته ولا يحكم على أخلاقه إذا كانت له علاقات جنسية قبل الزواج؟
اليس الله رحوماً وغفوراً؟ ومن منّا بلا خطيئة فاليرجمها بحجرّ! هل يحقّ لأبٍ او لزوجٍ لو لأخٍ ان يسفك دماء فتاةٍ فقط لأنّها فقدت عذريتها, بجهلٍ منها, او لتصديقها وعود رجلٍ احّبته, او لأي سببٍ كان.
وكيف لدوّلٍ ان تنصف القاتل وتدعه حرّاً طليقاً في الحياة مقيّمين جريمته بجريمة الشرف بينما تركض روح ضحيةٍ تحت التراب؟ كيف للقضاء ان يرحم من لم يرحم, ويمنحه سبباً ليتباهى بدماءٍ لطخّت يداه؟
وكيف لنقابة الصيدليات بأن تسمح بالمتاجرة بهذه الإختراعات الكاذبة والمشينة والمذلّة؟ واي حياة زوجية سيعيشها الشريكين وهما ابتدأ رحلتهما بالغشّ!
وهذا ولم نذكر ما يحصل في عيادات الطبيب النسائي, هناك طرق مختلفة لرتق أو ترقيع غشاء البكارة، تختلف بحسب كل حالة. قد تكون خياطة الغشاء نفسه وترميمه أو عملية تجميل كاملة أو حتى استخدام جزء من جدار المهبل لعمل غشاء جديد. وكما قلت الأمر يختلف بحسب كل حالة وهي عملية لا تستغرق وقتاً وتخرج المريضة من المشفى في اليوم نفسه.
هل يقع اللّوم على المرأة التي تكذب؟ او على المجتمع الذي اضطرها للجوء إلى اساليبٍ منحطة!؟ المرأة ثورة وليست عورة! وما عليها سوى ان تصارحها شريكها, وهو لديه الحرية الكاملة بتقبلها وعدم محاسبتها على ماضٍ لم يكن هو موجودٌ فيه, او على تركها والبحث على فتاة لم تعرف سواه ان وجد.
أصبحنا في القرن الواحد والعشرين, وصلنا إلى المريخ, تطورت حياتنا, وأصبحت أسهل بكثير, اكتشفنا الكثير من خبايا الأرض والكواكب, ولا يزال موضوع العذرية يناقش في مجتمعاتنا, فهل هذا مسموح؟