استنفار إخواني دولي لإخراج مرسي من الورطة

استنفار إخواني دولي لإخراج مرسي من الورطة
لندن – وجه الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين نداء عاجلا لإنقاذ مصر على ضوء الأزمة الاقتصادية التي تعيشها، والتي تهدد بسقوط حكم الإخوان،
يأتي هذا في وقت تتواصل فيه الأسئلة حول مصير الأموال التي يمتلكها التنظيم الإخواني المحلي والدولي وعدم توظيفها في عملية الإنقاذ.

وناشد علي محيى الدين القره داغي، الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، في بيان حصلت "العرب" على نسخة منه، العرب والمسلمين أن "يهبوا لنجدة مصر"، و"الوقوف مع بلدان الربيع العربي قبل فوات الأوان"، في إشارة إلى الأزمة الاقتصادية التي تعصف بإخوان مصر وتونس.

وعلمت "العرب" أن الاتحاد وجه في شخص رئيسه الإخواني يوسف القرضاوي تعليمات صارمة إلى رجال الأعمال، وإلى التنظيمات الإخوانية وخاصة في دول الخليج، بضرورة دعم الاقتصاد المصري والتونسي من خلال المشاريع الاستثمارية، وخاصة عبر البنوك الإسلامية التي تمثل أكبر واجهة للماكنة المالية الإخوانية بالعالم.

وتوقعت مصادر مطلعة ومقربة من الاتحاد أن يتجه رجال أعمال إخوان من الخليج وآسيا وتركيا إلى مصر وتونس لبحث مجالات الاستثمار، وسبل الدعم المالي المباشر للحكومتين الإخوانيتين.

وتقول ذات المصادر إن القرضاوي، المستقر بالدوحة والذي له حظوة خاصة لدى أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، كان وراء قرار قطر الأخير بضخ 2.5 مليار دولار إلى مصر، مع وعود باستثمارات مستقبلية تصل إلى 18 مليار دولار.

وكشفت المصادر عن أن القرضاوي طلب من إخوان دول الخليج، وخاصة السعودية والكويت، ممارسة ضغوط إعلامية وعبر القنوات الخاصة لدفع الرياض والكويت إلى الإفراج عن الأموال التي وعدت بها المصريين بعد الثورة، فضلا عن وضع ودائع مالية تحت تصرف الحكومة المصرية حتى تسهل حصولها على قروض من المؤسسات المالية الدولية، مثلما فعلت الدوحة.

إلى ذلك تساءل خبراء اقتصاديون عن سر اكتفاء الإخوان المصريين بتوجيه نداءات الاستغاثة لإنقاذ الاقتصاد بينما لم يخطوا هم اي خطوة لإنقاذه سوى بتعديل حكومي لامتصاص حالة الغضب العامة على تردي الأوضاع المعيشية؟

وقال هؤلاء الخبراء إن الشارع المصري انتخب الإخوان لأنهم وعدوا الناس بحل أزماتهم المعيشية، اعتمادا على إمكانياتهم وعلاقاتهم وشفافية تعاملاتهم المبنية على شعار "الإسلام هو الحل".

لكن المؤشرات الأولى اسقطت هذا الشعار في الماء بإجازة الاقتراض من البنوك المالية الدولية ذات الطبيعة الربوية بداعي "الضرورات تبيح المحظورات"، وهي فتوى إخوانية تجعل من التفصي من الخلفية الإسلامية أمرا سهلا ومبررا، ولا يحتاج إلا إلى فتوى تنظيمية.

ورجح الخبراء أن تكون "الفتوى الإخوانية" التي تحلل التعامل الربوي ناجمة عن رغبة من التنظيم والشخصيات الماسكة بالملف المالي في عدم استثمار المدخرات الخاصة بالجماعة التي يصفها الإخواني المنشق ثروت الخرباوي بأنها "الرأسمالي الأكبر في مصر"، في إشارة إلى اتساع ممتلكاتها وتشعبها وكثرة المؤسسات المالية الراجعة لها بالنظر.

ويقول الخرباوي في تحديده لإمكانيات الجماعة "إن الجزء الأكبر من ثروة الإخوان ما زال مختفيا في الخارج، فعبر سنوات طويلة تكونت للإخوان خبرة تراكمية فى إدارة المال، ومن خلال هذه الخبرة استطاعت الجماعة استعادة العلاقة بالأسواق الخليجية والتركية، وقامت بفتح شركات جديدة من الشركات عابرة القارات ومشاركة رجال أعمال في تلك الدول ممن لهم علاقة جيدة بأعضاء بالجماعة، كما تمت إعادة توجيه استثمارات الإخوان في شراء أسهم في شركات خارجية وضخ أموال الجماعة في بورصات غربية ".

لكنه يخلص إلى القول إن "الرأسمالي الكبير "الإخوان" دخل إلى حكم مصر لا لكي يضيف لها ويرفع عنها الأعباء التي تكبدتها عبر سنوات، ولكن لكي يحلبها ويمص دمها كي تصاب خزائنه هو بالتخمة".

ولا يتوقع مراقبون أن ينجح التنادي الإخواني لإنقاذ تجربة حكم المرشد في مصر، فالأمر لا يقف عند التبرعات، أو بناء المشاريع واستثمار الأموال، وإنما يتعلق بكيفية نجاح الاقتصاد المصري في الاندماج السلس في المنظومة الاقتصادية العالمية.

وما يزال صندوق النقد الدولي مترددا في إمضاء مصادقته النهائية على قرض بقيمة 4.8 مليار دولار لفائدة الحكومة المصرية، ويرتبط القرار بالاستقرار الأمني والسياسي خاصة بعد تمرير الدستور دون توافق وطني بين مختلف القوى السياسية والدينية بالبلاد.

ومن المتوقع ان يرسل صندوق النقد الدولي وفدا فنيا الى القاهرة خلال اسبوعين او ثلاثة اسابيع لبحث استجابة الحكومة المصرية للشروط الخاصة بالقرض من عدمها.

ويتوقع أن يكون لتحديد موعد ثابت للانتخابات البرلمانية دور مهم في تشجيع صندوق النقد على اتخاذ الخطوة النهائية، فقد قال مسؤول بالرئاسة المصرية أن الانتخابات ستجرى في ابريل، وأن محمد مرسي سيعلن عن التاريخ النهائي في موعد لا يتأخر عن 25 فبراير.

» بعد أن غرقت في رمال مالي.. باريس تستنجد بالاتحاد الإفريقي لإنقاذها من الورطة..؟
» استنفار سلفي – قاعدي على شبّيحة السعودية
» إشتباكات بين أنصار مرسي ومعارضيه وسوهاج ترفض زيارة مرسي وتنعي نظام الإخوان
» «داعش» وهابي أم إخواني؟
» مرسي يقيل النائب العام ..البرادعي: الرئيس المصري مرسي ينصب نفسه فرعونا" جديدا"