حديث الشرع بين الموالاة والمعارضة

حديث الشرع بين الموالاة والمعارضة
2012-12-18 06:31:04

خروج فاروق الشرع وقراره أن يتكلم بعد هذا الغياب الطويل عن الإعلام والكم الهائل من الشائعات التي طالته وطالت موقعه الرسمي، كان له وقع مختلف هذه المرة وربما لم يسبق أن أثار حديث مسؤول سوري هذا الصخب حوله، إذ بمجرد الإعلان عن الحديث وقبل نشر تفاصيله سرعان ما تولدت لهفة لدى جميع السوريين موالين ومعارضين لقراءة كلام الشرع بحرفيته والتمعن فيه وفك شيفرته ومحاولة حرف إشاراته ورسائله بما يخدم مصلحة كل طرف.

الناشط السوري المعارض غسان ياسين وهو شاعر وكاتب كان انطباعه بعد قراءة حديث الشرع أن هذا الحديث هو اعتراف من قبل النظام بالهزيمة، وكتب ياسين على صفحته في الفيسبوك: "حين يتحدث السياسي فاروق الشرع بأن الحسم العسكري وهم، ندرك أن النظام اعترف بهزيمته عسكرياً ..بقي أن يستثمر سياسيو المعارضة النصر العسكري حتى نهزمه سياسياً".
بدورها رفضت الناشطة فادية أبو زيد مبادرة الشرع بتشكيل حكومة بصلاحيات واسعة وقالت أن أي مبادرة مع وجود رموز النظام ولا سيما الأسد غير مقبولة وكتبت واثقة أن الشرع ومن معه سيركعون قريباً تحت أقدام الثوار.
أما الناشط السوري المستقل جورج نادر فقد وصف الشرع بأنه "ذهب عتيق" وأضاف أن "سوريا تحتاج لصوت العقل هذا لا لضجيج الشتامين والمصفقين" وأضاف نادر " هل هي محض مصادفة..أنّ كبير العقلاء بين قوى الموالاة...وأقصد الأستاذ فاروق الشّرع وكبير العقلاء بين قوى المعارضة وأقصد الدّكتور هيثم منّاع كلاهما يتحدّران من محافظة درعا...المكان الّذي اندلعت شرارة الأحداث منه؟! ربّما هي مجرّد مصادفةٍ قدريّة...لكنّ هذا يدعوني للتّفاؤل بأنّ درعا كما كانت مهد الأزمة ستكون مقبرتها أيضاً وللعلم كانت درعا تعرف منذ عقودٍ عدّة..بلقب «قلعة البعث»".
وأخيراً رأى المعارض السوري ضياء دغمش أن "على القوى المعارضة ان تقابل خطاب فاروق الشرع بايجابية وتقدم طروحها بقلب مفتوح تاخذ من المتقاطع معه وتضع ثوابتها بالمقابل .. لا يجوز سياسيا ان يواجه كل شيئ بالرفض وبالتعنت حتى ولو كان غير جدي لتعريته امام الراي العام الذي ينتمي له". وطالب دغمش الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة بإصدار بيان جوابي على الأفكار التي طرحها الشرع وقال " ولان طرح السيد الشرع فيه ما يمكن البناء عليه ان صدقت النوايا فاننا على استعداد لملاقاة اي نية صادقة هدفها حقن ولو نقطة دم واحدة يمكن حقنها". وختم دغمش قائلاً: "اهمية هذا الكلام برايي ليس في تحققه لان النظام غير صادق وغير جدي وهو يرسل باللونات اختبار ... ولكن النظام اراد ان يحرج المعارضة فعليها ان تعريه وتجعله هو الوحيد دوليا الذي يرفض الحلول والنتذكر فبالتجربة الليبية كان الثوار يقاتلون على الارض ويتقدمون ويحرزون انتصارات ورغم ذلك كانت القيادة السياسية تطرح مبادرات وتعطي اشارات لامكانية القبول بالرحيل ... وان كان فيه شيئ من تسوية دولية فعلى الاقل على المعارضة ان لا تخرج نفسها وتسمح للطرف الدولي بفرض رؤيته بشروطه عليها او ان تدخل بصراع معه".
أما الناشط نزار صباغ فلم يرَ في كلام الشرع جديداً واعتبر أنه مجرد تكرار لأحاديث الرئيس السوري بشار الأسد، يقول صباغ: "قرأت الكثير من التعليقات والتشنجات وردود الأفعال الكلامية حول المقال الصحفي/اللقاء مع السيد فاروق الشرع، والتحليلات سواء ممن يعتبرون اصحاب مراكز ابحاث ودراسات سياسية أو من مواطنين مهتمين ..أرى أن ما ورد في اللقاء لم يخرج عن كل ما سمعناه من خلال مقابلات السيد رئيس الجمهورية مع وسائل الاعلام العالمية وخطاباته...لست في موضع التلخيص والشرح، لكن الرسائل التي حملها "المقال" متعددة ولا يخرج كثيرها عما نقوله ونكتبه ضمن صفحات فيس بوك".
أما أسامة حمامة فقد أكد على أن "الشرع لا شك قامة وطنية تحظى باحترام الجميع .. وحديثه عن تسوية تاريخية اكيد شي ايجابي" لكنه تحفظ في المقابل على دعوة الشرع أن تكون التسورية بمشاركة دول إقليمية وقال حمامة " الحديث عن تسوية بمشاركة دول إقليمية فهذا حديث مرفوض .. التسوية يجب ان تكون سورية سورية فقط .. ولا يحق لأحد التدخل بمصيرنا كائناً من كان لأن مشاركة دول إقليمية يعني منحها مكاسب على حساب الشعب والدولة السورية" وأضاف قائلاً: " لماذا قدم الشعب والجيش التضحيات ؟
من يعتقد أن الشعب ضحى من أجل أن يبقى شخص على كرسي فهو واهم جداً .. الشعب السوري (بمافيه الجيش العربي السوري) قدم الشهداء وضحى بكل أساسيات حياته من أمن وغذاء ليحافظ على وحدة أرضه وبلده ".
وختم حمامة بالقول "أنا مع أي تسوية تأتي بحكومة او رئيس عبر صناديق اقتراع نزيهة مراقبة دولياً ... وضد أي تسوية تسمح بتدخل الدول السافلة التي شاركت بقتلنا وحصارنا من العثمانيين إلى جرذان الربع الخالي ... السوريون حضارة آلاف الأعوام .. لن يسمحوا أن تتحكم بمصائرهم آبار النفط الأسود".

» بتهمة الموالاة للقيادة السورية اعتقالات لسوريين في السعودية
» د . المقداد في حديث للتلفزيون السوري
» فيديو....شريعة ضد الشرع
» الرئيس الاسد في حديث لتلفزيون الدنيا
» «انشقاق الشرع» و«استقالة الجربا»!