هــُـزلـت ورب الـكعـبــة : بقلم: د احـمـد الاســـدي

دام برس:

صـحـيفـة ديـلـي ســتار صـنـدي البـريطـانيـة , ذكـرت إنّ الحـكومـة الـبـريطـانيـة تـضـع خـطـطـا ســـريـة لإرســال هـاري نجـل دايـانـا , ولـيس ابـن تشـــارلـز , فهــاري ليس ابـن أبيـــــه وهــذا لانـقـاش عـليــه , فـي مهمـة لحـلف شمـال الأطـلـسـي فـي ســوريـة مـع طـاقـم مـروحيتــه الأبـاتشــــي لـلقتـال هـنـاك , ومـنـع نظـام ( الرئيس الأســد ) حـسب مـُدعـاتهـم , مـِنْ اســتخـدام الأســلحـة الكـيمـيـاويــة .

وَلــــِــــمَ لا ؟

فـَمـادام الـقـرضـاوي مـُـفـتـيهـا , والعـرعـور فـاروقهــا , ومــوزة أمَ مـؤمـنينهـا , فـليـكـن هــاري مـُجـاهـدهـا , فكـل شــيء مـُبـاح فـي اســـلام احـفــاد هــنـد , و ابنـاء حمـالــة الحـطب , والجهـاد النكـاحـي فـي شــرعهـم فـَـرضُ عــيـن , عـلى أبنـاء العـواهــر ,ومـلـيـوطـي الـدبــور , وســـليـلـي مـداجــن الفجـــور .

فـي بـدايــة الأزمـة الســـوريــة , وعـنـدمـا كـان المـشـهـد مـُشــبـع بالضـبابيـــة , التـي مـنـعـت الكـثيـر مـِنْ تـحـديــد وجـهــتهـم ازاء الاحــداث , حـيـث اخـتـلـطــت اوراق مـطـالـب الأصــلاح المـشــروعـة , الـتــي نـادى بهـا البعـض فــي الشـــارع , مــع مـا كـان يـخـفيــة آخـــريـن خـلف شـــعـاراتهـم , ومـا يـُخـطط لـهـم فـي عـواصـم حـزمـت امـرهــامـنذ البـدايــة , لجـر الأمــور الـى مـا وصـلـت اليـــه اليـــوم , قـلنــا إنَ المـرســوم لســـوريـة بـالتحـديـد دون غـيـرهـا مـِنْ بــلـدان المنطقـــة , أكـبــر ممـا اســـمـوة بـالـربيـع العـربــي ,بــل إنَ هــنـاك مخــطط لإســـتــنـزاف ســـوريــة , وانهـاكهــا عـســكـريـا , واقــتصــاديـا ,وتــفـتيـت وحـدتهـا المجتمعـيــة , واخــراجهـا مـِنْ ســاحـــة الصــراع العـربـي الصـهـيـونـي , والــذهــاب ابعــد مـِنْ ذلـك بـتقـسيـــمهـا الــى كــانتـونـات عـلى اســاس عـرقـي عنصـري , و طـائفـي ديـنـي مـذهــبي .

خـالفنـا البعـض عـنـدمـا اجــزمنـا , إنَ مـا هـو مـخـبيء تحـت عـباءة المطـالبـة بـالحـريـات والديمقـراطيـة والتعـدديـات لا يـمـت لكـل ذلـك بـشيء , بقـدر مـا إنــه مخـطط اســتعمـاري قـديـم جـديــد , لإســقـاط الـدولـة الســوريـة , وتـفكيكهـا وفـق اســتـراتيجيـة الفـوضـى الخـلاقــة , التي وضـعت اسســهـا كونـدليـزا رايس , ولا زالت تــدافـع عنهـا فـي محـاضـراتهـا ومـقـالاتهـا , وتبشـــر مـِنْ خـلالهـا بشـــرق اوســطـي جـديــد , ومـا تتعـرض لـه ســـوريـة لست بـالمفـاجـيء لنـا , لكـونـه نتيجــة طـبيعيــة مـتـوقعــة نظـرا لـمـوقف ســـوريـة القـومـي العـروبي الممـانـع , والمقـاوم الـرافض لكـل مشــاريـع الأسـلمـة الإذلاليــة , والتبعيــة المـُهينــة , والمحـتـضـن لمشــروع المقـاومـة فـي المنطقــة , والداعـم لحـركـات التحـرر ومقـاومـة الاحـتـلالات , وإنَ الهجمـة الصهيـوامـريكيــة التـآمـريـة المشــبـوهه التي يــنفـذهـا مـرتـزقــة الارهـاب , وبـدعـم مـالـي وتســليحـي واعـلامـيمـِنْ محـور دول الارتـزاق واالانحـلال العـُربـانـي العثمـانـي , جـاءت تـتفيــذا لـمخـطط مــؤجـل , كـان لــه أنْ يحـدث فـي اعـقـاب احـــتـلال العـراق , ولـكـن رؤيــة مـخـالفينـا لـم تـكـن مـبنـيـه عـلى تضـاد جـدلـي فـي اســتقـراء الـواقـع وتحـليلــه والبنـاء عليــه , بقــدر مـا إنهـم اصحـاب غـرض وحـكم مـُســبق , وجـُلهـم كـانـوا يـرتـدون نقـاب منـاصـرة المقـاومـة وادعـاء الـوطنيـة ومعـاداة امـريكـا وادواتهـا فـي المنطقــة , ولكنهـم بمجـرد أنْ رمـوا هذه النقـاب بـانت حـقيقتهـم , والاكثـر مـِنْ هـذا انهـم اصبحـوا صهـاينـة اكثر من الاسـرائيليـن , ومـوزوييـن اكثـر مـِنَ القطـريـين , وعـراعـرة اكثـر مـِنْ بعض الســوريين .

تـعقـيـدات المـوضـوعـة الســوريـــة وارتــبـاطـاتهـا بـالأجــنـدة الخـارجيـة للاطـراف القـائمـة والـداعمـة لحـراكهـا المســلـح , جـعـل منهـا معـركــة دوليـــة بــامـتـيـاز , تـــدور رحــاهــا عـلى الارض الســـوريــة , ولــكـن المـؤســف فـي هــذا , و الـذي مـا اردنـا أنْ تكــون عـليــه تلـك المعـركـة , إنـهـا بــدمــاء ســــوريــة غـاليــة عـلينــا اي كـــان طــرفهــا ومســمـاهـا .

عـنـدمـا يـكـون الاوزبكســتـانـي والقــوقـازي , و الشــيشـانـي والافغـانـي والســودانـي ,والكـوسـوفـي والمغـربـي والجـزائـري , والسعودي واليمني والقطـري , والكـويتـي والعـراقـي والتـونسـي , والليبـي والبـريطـانـي والفـرنـسـي , والاســرائيـلـي ,والقـائمـة تــطـول مـِنْ مــرتـزقــة الارهـاب الاســلامـي , والاســلام ورســولـه منهـم بــراء ,ادوات بشــريــة لــتنفيــذ مشــروع كــونـدليـزا الفـوضـوي فـي المنطقــة بصــورة عـامـة ,وفــي ســوريـة بصــورة خـاصــة , وبـإســـم الاســـلام , وتحت راية الله اكبر التي يرفعونها , يــحـق لنــا أن نـقــول ( هـــُـزلــتْ ورب الكـعبــــة ) , فــأي اســـلام هـــذا الـذي تـضـع ايــدلـوجـيـات جهــادة ســـحـاقـيــة ســـلقـاء مـثـل كـونـدليـزا , وأي شـــرع مـِنْ الله الــذي يــنـظـر لــه اليـهـودي المتـصهـيـن لـيفــي , واي قـيـم ســمـاويــة الـتـي يـدافـع عـنهـا مـتـعـري مـنـكـوح مثـل هــاري , وأي شــجـاعـة ربـانيــة التـي يـتغـنـى بهـا نعجــة ثــولاء مـثـل حـمـد ورهطــة .