متى ثأر دروز سوريا

متى ثأر دروز سوريا

يبدو أن الدروز يعود تاريخهم السياسي إلى نحو ألف عام أي حين إعتنق التنوخيون في جبل لبنان مذهب التوحيد وتغلبهم على التحديات فرضوا أنفسهم في بلاد الشام وأصبح التنوخيون لاعباً أساسياً في تاريخ المنطقة.

قاتل التنوخيون الصليبين لا سيما في معركة حطين وسطع نجمهم بعد إنتصارهم في معركة حطين وبرزت من وقتها عائلات الدروز العريقة كأرسلان واللمعيين وصمدوا في جبل العرب جنوب دمشق حوالي سنة بقيادة الشيخ إبراهيم الهجري حيث كبّدوا المصريين خسائر فادحة فيما يعرف بمعارك (اللجاه) وظلت العلاقة مع العثمانيين في اخذ ورد حيث كانوا يقوموا بالتمرد على السلطة العثمانية وكان الحكم العثماني يرسل الحملات إلى الجبل للسيطرة عليه دون جدوى ولما سيطر القوميين العنصريين الأتراك وصاروا ينتهكون حرمات الجبل وعاداته ويعدمون الأحرار ومنهم ذوقان الاطرش ويحيى عامر وعدد من الاحرار اعدموا عام 1911 وقاموا بالتضييق على العرب عموماً فقام الدروز بمحاربتهم ثم أعلنوا الولاء للشريف حسين وتطوع المئات منهم في الجيش العربي إلى أن شكل سلطان باشا الأطرش في جبل الدروز بسوريا قوة فرسان سارت مع الجيش العربي من الجبل وكانوا في طليعة الذين دخلوا دمشق ورفعوا العلم العربي فوقها

وبعد احتلال سورية من قبل فرنسا قام الدروز بإشعال فتيل الثورة السورية الكبرى في جبل الدروز بقيادة سلطان باشا الأطرش في عام 1925 وخاضوا معارك عديدة كبّدت الجيش الفرنسي خسائر كبير كمعركة الكفر وتل الحديد والمزرعة ونقلوا الثورة إلى دمشق وغوطتها والى لبنان وجبل الشيخ ورفضوا تشكيل دولة درزية وكان لهم الدور الأكبر والأساسي في الاستقلال عن فرنسا حيث ثاروا على الجيش الفرنسي بعد دخول الجيش الفرنسي والبريطاني وقضائه على حكومة فيشي

وبعد الاستقلال اندمج الدروز في كل بلد مع مواطنيهم واشتركوا معهم في الأحداث السياسية وفي سورية حاول أديب الشيشكلي وهو رئيس الجمهورية لعام 1954 إثارة فتنة حيث حاول استخدام الجيش الوطني للفتك بالدروز وحصل ذلك في عدة قرى إلا أن سلطان الأطرش والزعماء السوريين الآخرين استطاعوا إقصاء الشيشكلي ونفيه إلى البرازيل حيث إغتاله أحد الدروز "القبضاي" نواف غزالة وهي حادثة الاغتيال الوحيدة في تاريخ الدروز حتى الآن حيث تتبعه إلى البرازيل وأطلق رصاصة مسدسه في رأسه وأرداه قتيلاً منتقماً لما قام به الشيشكلي من التعرض لأبناء بني معروف... كما ساهموا في جميع الحروب ضد الكيان الصهيوني وسقط منهم كثير من الشهداء ولا يزال يحافظ الدروز على طابعهم المميز حتى الآن

قام الدروز السوريين في الجولان المحتل باحراق الهويات الإسرائيلية ورفع شعار لا بديل عن الهوية السورية، وقاموا بانتفاضات واستمروا تحت الحصار لمدة ستة أشهر وقد قامت الحكومة الإسرائيلية باعتقال كثير من الشبان الذين يقاومون الاحتلال ومنهم من ظل بالسجون الإسرائيلية أكثر من عشرين سنة وما زالوا حتى الآن يصنعون الخبز بايديهم ويخزنون القمح تحسبا لاي حصار ويرفضون الهوية الإسرائيلية.

موجز صغير تم خلاله الإضاءة على محطات بارزة في تاريخ بني معروف الموحدون الدروز في سوريا، مما يجعلنا نتساءل لماذا لم يتحرك دروز سوريا حتى الآن، ومن المعروف عنهم أنهم رأس حربة الثورات التي تنادي بالحرية والكرامة العربية والإسلامية، السؤال هو لماذا لم يتحرك دروز سوريا حتى الآن؟

يبدو من خلال مراقبتنا للوضع السوري أنه نشأت حالة إعتراضية صغيرة في سوريا ما لبث أن تم التعاطي معها من قبل أعيان الطائفة هناك ودعوا الجماعات المعارضة إلى الحكمة وعدم الإنجرار وراء الفتنة، إذ يعتبر الموحدون الدروز ما يجري في سوريا هو ضمن مخطط جهنمي لضرب استقرار سوريا لأنها دولة ممانعة ومقاومة للعدو الصهيوني ولذلك لا تزال الطائفة الدرزية في سوريا كما قال أحد الزعماء الدروز مترددين ولم يحسموا أمرهم بشأن الثورة بل يترقبوا ما يجري حولهم بشكل دقيق.

وفي المقابل، يعتبر الدروز أنفسهم من صلب النظام السوري كون الرئيس الراحل حافظ الأسد أحاطهم بمحبة صادقة واشتركوا بكل مفاصل الدولة السورية موالين للنظام ومدافعين عنه، ولكن ما الآن يجري ضمن طائفة الموحدين الدروز في سوريا؟

بعد نجاح الثورة الشعبية في سوريا ووصول البعث للسلطة ضعفت القيادات المناطقية في كل سوريا وبالتالي في جبل العرب حيث يقطن معظم أبناء بني معروف، وأصبح مسؤولي البعث في المنطقة هم الأساس بالإضافة إلى مشيخة العقل التي أصبحت تتكون من ثلاث مشايخ عقل بعد أن كانت متحدة تحت مشيخة عقل الهجري، أصبحت الآن في ثلاث عائلات، الهجري، الحناوي، وجربوع.

أين هم "الطرشان"؟ أين هم آل الأطرش، أحفاد سلطان باشا الأطرش؟

لا يزال يلعب الطرشان دوراً سياسياً إذ أنتخب أحد أفراد العائلة نائباً في مجلس الشعب السوري.

أخيراً، تؤكد جميع القيادات المدنية في سوريا على وقوفها إلى جانب النظام وعدم الدعوة إلى الثورة ضده، ويعتبر العقلاء في الطائفة إن النأي بالنفس هو أمر مشروع كون طائفة الموحدين الدروز تعتبر أقلية في سوريا وأي تدخل عسكري لها سيجعل من وضعها صعباً جداً.

ولكن أفادت معلومات عن أن جهات مدنية ووجوه إجتماعية تقوم بتوزيع السلاح في المناطق الدرزية للدفاع عن النفس في حال التعرض لأي هجوم وليس للإعتداء على أحد.

ومما "زاد الطين بلّة" هو إنفجارات جرمانا الأخيرة التي أثبتت أنه لا رادع للإرهاب، حيث بعد التفجير الأول وتجمع الناس حوله قامت سيارة بالدخول بين الناس وإنفجرت بينهم لتزيد من جو الإحتقان والرفض ضد الإرهاب التي تتعرض له مناطقهم، بالرغم من قيام مجموعات شبابية من تلقاء نفسها بتشكيل مجموعات دفاعية عن المناطق التي يقطنونها، وفي حادثة أخرى لا تزال قضية إختفاء ثلاث شابات من صبايا بني معروف في دمشق يكتنفها الغموض وتثير الشارع الدرزي في سوريا كونها تمس احد أركان القيم المعروفية وهي الحفاظ على العِرض.

سوريا إلى أين؟ بني معروف أين هم من الأحداث في سوريا؟

تؤكد لنا الأحداث أن أبناء بني معروف بأغلبيتهم المطلقة لا تزال تؤيد النظام، وتسعى إلى أن تكون حصان السلام الذي يجمع بين جميع الأفرقاء، وهذا ما أكده العديد من البيانات التي صدرت عن مشيخة العقل في السويداء وعن وجهاء بني معروف.

» القاعدة تجهز لعمليات كبرى لتهجير دروز سوريا
» أمر عمليات «إسرائيلي» لـ«جبهة النصرة»: هجّروا دروز بلدة حضر
» قنديل : ما يجري في سوريا هي حرب عالمية ثالثة والسنة في سوريا سيكتبون تاريخ العرب الجديد
» مرسي: نعلن اغلاق سفارة سوريا ولا مكان لحزب الله في سوريا
» حركة بيع سلاح معاكسة من سوريا الى لبنان بعد تخمة اسواق سوريا