السيد نصر الله في يوم الشهيد...



	السيد نصر الله في يوم الشهيد... في كلمة له بيوم الشهيد أكد السيد حسن نصر الله أن العملية التي قام بها الشهيد أحمد قصير ما زالت الأقوى بتاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، ففي مثل هذا اليوم تجمع الذكرى مع كل شهداء المقاومة، فترتسم وجوههم وابتساماتهم وتحضر في العقول والقلوب والوجدان كلماتهم ووصاياهم، فتنهمر المشاعر الصافية وذلك أمر طبيعي لدى البشر وخصوصاً عند فراق الأحبة. كما إن الفرح يكبر وذلك بعد مضي 30 عاماً من الانجاز والانتصارات التي صنعوها، وكذلك لوصول الأحبة إلى النعيم الدائم، ما يأخذ القلوب والعقول التصميم والإرادة لمواصلة طريقهم وإنجاز أهدافهم والتصديق كما صدقوا والإخلاص كما اخلصوا والتضحية كما ضحوا حتى يختم الله بما ختم لهم من عظيم الكرامة والشهادة.كما وجه السيد نصر للشهداء التحية والسلام على أرواحهم وأجسادهم، ووجوههم ودموعهم ودماءهم، وآلامهم وآمالهم، وقيامهم وصيامهم وصبرهم واحتسابهم وصدقهم وعاقبتهم الحسنة. وأعلن السيد نصر الله أنْ في يوم الشهيد من هذا العام تكون المقاومة قد أتمت من عمرها 30 عاماً من العمل والسهر والجد والاجتهاد والتعب والمخاطر والتحديات والصعوبات والانجازات والانتصارات، مضيفاً أن المقاومة عبرت دائماً عن جيل متجدد وبذلك تتجلى قوتها وحيويتها، مشيراً إلى ضرورة التمسك بهذا الماضي وبتجربة المقاومة، لأن الحاضر هو نتاج الماضي ويؤسس للمستقبل. فالماضي بالنسبة لكل إنسان هو مصدر إلهام واتعاظ، لافتاً إلى أن البعض يريد أنيتم نسيان هذا الماضي المشرف، ويريد البعض للبنانيين والشعوب العربية والإسلامية أن تنسى ماضي المقاومة، ويريد البعض أيضاً أن يُنسى ماضيه وأن ينسى اللبنانيون والعرب ماضيه، وعند ذلك يظهر انقلاب بالمقاييس فيصبح المقاوم عميلاً، والعميل التاريخي يُطلب منه نسيان ماضيه وأن ينسى اللبنانيون والعرب ماضيه، أمام انقلاب المقاييس هذا يصبح المقاوم عميلاً، والعميل التاريخي يُطلب منه أن يوزع شهادات بالوطنية، ليصبح الحريص على وطن قاتلاً ومجرماً والذي تاريخه مليء بالقتل والجرائم إنسانا شريفاً. وأضاف السيد نصر الله أن من المؤلم رؤية البعض في لبنان يطلبون شهادات وطنية من المقاومين الذي دافعوا عن لبنان وكرامته ، مقدمة ممن كان منذ 1982 وقبلها يعمل مع الإسرائيلي وكان سجاناً له، معرباً عن أسفه عندما يطلب البعض من المقاومة الجلوس للطاولة ويناقشونها بالإستراتيجية الدفاعية وكيفية الدفاع عن الشعب والبلد وسيادة الوطن، وهم خارج هذا التاريخ المقاوم العظيم. وأضاف عند الرغبة بدراسة الحاضر وتقييم أحداثه يجب أن يبقى الماضي حاضراً، إذ لا يجب البقاء بجمود عند الماضي ولا ان يخرب بلدنا بسبب الماضي، ولا يجوز أيضاً إغفال الماضي، فعند تقييم الأحداث تظهر الرغبة بفهم إلى أين يُدفع البلد وإلى أين يراد أن يصل لبنان من خلال أوضاع المنطقة، وإذا أُغفل الماضي سيحدث خطأ باتخاذ الموقف. مؤكداً أن المقاومة هي كيان ومشروع الشهداء، والاستمرار بالعمل والنهج المقاوم، وأكد جهوزية المقاومة للدفاع عن الوطن وتطوير قدراتها على كل الأصعدة، والاستمرار بالعمل دون توقف أو كلل أو ملل، منبهاً أن لا يتصور أحد إمكانية هز إرادة المقاومة وعملها عبر الحديث عما يجري من أحداث في المنطقة، سيما وأن الوضع قد وصل لاعتراف العدو بواقع الردع الذي أوجدته المقاومة في لبنان، معبراً عن عدم الاهتمام بكلام بعض اللبنانيين الذين لا يعترفون بواقع الردع الذي أحدثته المقاومة، بل المهم أن العدو يعترف ويقر بذلك علناً، فبعد حرب تموز وكل التطورات التي تلتها ومن خلال المعادلات الجديدة التي تم طرحها سلم العدو الإسرائيلي بحقيقة ردع المقاومة في لبنان، هذا الأمر يُجمع عليه القادة السياسيون والأمنيون والخبراء والرأي العام الإسرائيلي، إذ لا يوجد بالكيان الإسرائيلي من يقول: أن لا ردع عند المقاومة. فالأمر الاستراتيجي الجديد بالمعادلة أن المقاومة استطاعت إيجاد معادلة ردع جديدة التي تترسخ من خلال معادلة جيش وشعب ومقاومة، وفي هذا السياق طائرة أيوب كانت خطوة متقدمة وعزم جديد بهذا المسعى، مضيفاً أن الجميع يعلمون أهمية المعلومات في أي معركة عسكرية، فمن أبسط المسائل بأي معركة أن يمتلك من يقاتل معلومات صحيحة، فاليوم المقاومة تتقدم خطوات جبارة إلى الأمام، والعدو الإسرائيلي يفهم ماذا يعني أن تصبح لدى المقاومة معلومات من هذا النوع، فدخول طائرة أيوب في الردع يعني وجود القدرة الصاروخية لدى المقاومة القادرة على ضرب أهدافاً نقطوية، فالإسرائيلي يفهم أن امتلاك الصاروخ بدون معلومات هو خداع، وهذا جزء من منظومة متكاملة للردع ضد العدو الذي تعاطى مع موضوع طائرة أيوب كحادثة خطيرة جداً متوعداً بالرد على من قام بها، فبداية ظنوها طائرة من غزة أو سيناء، فصعَّد نتنياهو لهجته سريعاً، وعندما إعلان المقاومة المسؤولية عن الطائرة لم يقم الإسرائيلي بأي رد. لافتاً لوجود واقع مختلف مع لبنان اسمه الردع ما يمنع الإسرائيلي من الهجوم على لبنان ودخول أراضيه، فبكوا ولطموا 14 آذار، وهذه اللغة خرق وتوريط للبنان ما يعطي الحق للإسرائيلي بشن حرب عليه، فبعضهم أراد أن يعتدي العدو لكنه قد خيب أملهم، فهو يعمل حسب مشروعه ومصلحته، ففي تموز بعد عملية الأسر اتضح مشروع الأميركيين الذي قام به الإسرائيلي ضمن مشروع الشرق الأوسط الجديد. مستغرباً أن يكون تطور المقاومة موضوع حزن لدى فريق لبناني الذي لم يؤمن قسماً منه بالمقاومة أساساً، والجزء الذي كان حليفاً لسوريا وأصبح مع 14 آذار اليوم لم يؤمن بالمقاومة ولكنه يبدل جلده حسب المواقف، هذا الفريق يؤمن بالتفاوض مع الإسرائيلي والخضوع لشروطه، فثلاثين عاماً من المواقف تقول تقول هذا الأمر. وتوجه لأفراد الشعب اللبناني بأن يضعوا 30 عاماً هذه أمام أعينهم والنظر لما حصل لهم وصولاً إلى الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان وحتى اليوم، والنظر ملياً لما يحصل في المحيط وما يجري في غزة التي تُقصف يومياً ويسقط فيها عشرات الجرحى والشهداء، متسائلاً أين هي جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والدول العربية مما يجري في غزة مؤكداً أن ما يجري في غزة عبارة عن امتحان صعب وعسير لدول الربيع العربي، وكيف ستتصرف هي الدول والحركات الإسلامية والتحريرية. منوهاً إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية ومن لف لفها يخشون ردة فعل الشعوب إلا أنهم لا يخشوا يوماً من الحكومات، مستغرباً من عدم قيام جامعة الدول العربية بأي فعل تجاه ما يحصل لغزة أو السودان أو بورما. فما يحمي لبنان وأرضه وسيادته هو المواطن اللبناني، فعندما لا يُسأل عن لبنان وشعبه يظهر خيار المقاومة، والتمسك بها وبسلاحها خيار إنساني وأخلاقي والتخلي عنه جنون وانتحار وتخلي عن الواجب والقيم الإنسانية. ووفق صورة 30 عاماً الماضية توجد اليوم طاولة حوار تناقش الإستراتيجية الدفاعية، فالجميع يعلمون أن ظروفاً معينة فرضت تشكيل هيئة الحوار الأولى والحالية، وبعض الجالسين على الطاولة عنوان نقاشهم الإستراتيجية الدفاعية. والظروف فرضت جلوس البعض على الطاولة ممن لهم تاريخ من التعامل مع العدو، فلا يعقل أنهم يريدون مناقشة كيفية حماية البلد من إسرائيل، وما يدل على ترفع المقاومة وكرم أخلاقها وحرصها على عدم افتعال أي مشاكل أو توترات وذلك بموافقتها على أن يجلس أولئك إلى طاولة الحوار. وتوجه لمن قاطعوا الحوار ويضعون شروطاً: إن من كرم أخلاق المقاومة وترفعها تجلس معهم على طاولة الحوار وتقبل مناقشة الإستراتيجية الدفاعية معهم، فلبنان دائما يعيش في أزمة وطنية وما يجري منذ سنوات هو تتابع لأزمات، وجريمة التفجير في الأشرفية التي أدت إلى استشهاد اللواء الحسن أدخلت لبنان إلى مشهد جديد والأزمة قائمة ومستمرة. والمطلوب من كل القيادات السياسية التصرف بمسؤولية وطنية لأن أي تصرف خاطئ قد يفجر البلد، وأن يؤخذ بعين الاعتبار التوتر الذي يطغى على الجوار، وبالأخص الحرب الدامية في سوريا. بعض من الفريق الآخر بعد اغتيال الحسن وجه الاتهام لسوريا بدون دليل، والبعض الآخر رغب بسحب الوضع للداخل عبر اتهام حزب الله وأيضاً بدون أي دليل يمتلكونه، مشيراً إلى أن من أخطر الأمور الذهاب للعبة الشارع، فقد نزل مسلحون وقطعوا الطرقات، وصولا إلى القتال في طرابلس واستدراج قتال في الطريق الجديدة مع الشياح، متسائلاً عن المصلحة بكل ذلك، فالكثير من الشعب اللبناني انكفأ ولم يشارك بتجمع كان يفترض أن يكون تشييع شهيد، وتحول لاقتحام سراي ولكن كان هناك انضباط كبير من الشارع الأخر، منوهاً بوعي هؤلاء المواطنين الذين منعوا تفجير البلد، و14 آذار أرادوا للبلد للانفجار لكن الأميركي والغربي لا يريد ذلك ظناً منه بأن هذا يخدم النظام السوري، لكن هذا الشيء ليس بحساب البعض في لبنان. وما جرى بالأمس في صيدا مؤسف جداً، فصيدا عاصمة الجنوب وستبقى كذلك، صيدا عاصمة المقاومة وستبقى، صيدا عاصمة العيش الواحد بين المسيحيين والمسلمين، صيدا التي احتضنت وستبقى تحتضن القضية الفلسطينية وشعب فلسطين.وهناك من يريد ان يأخذ صيدا إلى الفتنة، فلمصلحة من هذا الأمر، سيما وأن يخترع يومياً معركة وشعاراً في ظل شبه تخلي من الدولة عن مسؤولياتها تجاه ما يجري. وأضاف السيد نصر الله أن الحكومة موجودة وتعمل وتستمر بالعمل والكلام عن حكومة حيادية لا معنى له ولا يوجد في لبنان حياديين، فلبنان كله سياسي، وحكومة تكنوقراط لا معنى لها في هذا البلد السياسي حتى النخاع، والذين يتحدثون عن حكومة وحدة وطنية فليأتوا لطاولة الحوار لنقاش ذلك، وغير ذلك سيمكن الجميع من قول ما يريدون والحكومة تستمر بالعمل. مؤكداً صوابية موقف المقاومة بما يخص الشأن السوري والمتمثل بوجوب الحل السياسي فيها، فوقف القتال من مصلحة سوريا وشعبها، لأن المزيد منه ليس من مصلحة الشعب السوري بل الحوار هو المصلحة الأولى له، فالذين تم جمعهم في الدوحة خلقوا إطاراً جديداً كما أرادت كلينتون، والأخطر من ذلك هو إجماع أطراف المعارضة السورية في الدوحة على رفض الحوار ورغبتها بالذهاب لمزيد من الدمار والقتال.وفي البحرين عندما تنفجر عبوة يتهمون حزب الله لأن السلطة تبحث عن ذريعة لضرب وقتل واعتقال المعارضين السلميين. داعياً من في لبنان والمنطقة للمزيد من التبصر والهدوء في ضوء ما يجري في لبنان وغزة وسوريا، والانتباه لزمن الفتن هذا الذي يجب أن تُفتح فيه الأعين جيداً والتمييز بين الطيب والخبيث. وفي الختام جدد أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله العهد مع شهداء المقاومة والوعد بالبقاء في مواقع المقاومة والصبر والثبات والحرص على الوحدة حتى يختم الله بالنصر أو الشهادة.

» ماجاء في خطاب الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله 30/4/2013 السيد نصر الله: دمشق لن تسقط عسكرياً
» بالفيديو: هذا هو ذابح العسكري الشهيد علي السيد
» السيد نصرالله كفن اللقيس شخصياً.. بالصور: الشهيد والسيد مقاتلين والوصية الأخيرة
» كلمة امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله في الافطار المركزي للمقاومة 1-8-2012
» النهار: السيد نصر الله سيرد الاثنين على «حملة الهجوم» على «حزب الله» من السنيورة وريفي