حول اعترافات عقاب صقر - غالب قنديل

حول اعترافات عقاب صقر - غالب قنديل

التصريحات التي أدلى بها عضو كتلة المستقبل النائب عقاب صقر تقدم بيان الإثبات الكامل على تورط سعد الحريري وفريقه السياسي والأمني في مؤامرة تدمير الدولة السورية.
أولا: ما عرضه صقر لجهة تورطه في سورية يؤكد جميع المعلومات السابقة التي تبارى الحريريون في محاولة نفيها فهو قال إنه منذ البداية ينسق مع ما يسمى بالمعارضة السورية وإنه تولى منذ بداية الأحداث تامين الدعم لمجموعاتها داخل سورية بناء على أوامر الحريري وبالتنسيق مع اللواء وسام الحسن.
تلك المجموعات هي مجموعات تخريب وقتل وإرهاب على الأرض السورية واعتراف صقر بوجود عصابات تكفيرية لا يعفيه من مسؤولية تمويل تلك العصابات وتزويدها بالسلاح وفقا لما نشرته الصحف البريطانية والأميركية عن شبكات التسليح والتمويل التي يديرها صقر من تركيا.
ثانيا: الخطير في كلام صقر هو اعتبار تدمير سورية وإسقاط دولتها الوطنية مقدمة لا بد منها لانتصار مشروع الحريري في لبنان بالشراكة مع سمير جعجع وأمين الجميل وفقا لما قاله صقر وبالتأكيد فالمشروع هنا ليس العبور إلى الدولة بل العبور عليها كما تبين من حجم الغوغاء المسلحة التي نشرتها ميليشيا المستقبل على الأرض بعد اغتيال الحسن وما قام بها مرتزقتها من أعمال إرهاب وترويع وقطع طرقات وصولا إلى فضيحة اقتحام السرايا.
مشروع الحريري هو مشروع سيطرة التكفير والتطرف المذهبي والأخوان المسلمين على سورية و لبنان ، والوسيلة هي الإرهاب والقتل والتدمير و ليست صناديق الاقتراع ، والنموذج ماثل للعيان في سورية وهو ما يموله الحريري بواسطة عقاب صقر الذي شكا المعارضون السوريون للصحف البريطانية والأميركية انه يعطي الأولوية لتجهيز الجماعات التكفيرية والأشد تطرفا داخل سورية خلافا لمزاعمه وهو يعلم أن عملاء المخابرات الأميركية الليبراليين لا يمونون على أي مسلح بقدر تنظيم الأخوان ومشايخ التكفير الذين يتلقون منه تحويلات بندر بن سلطان إلى سعد الحريري وما يتوافر من مال قطري لخزائن خطة تدمير الدولة السورية.
ثالثا: اعترف صقر بضلوعه في مؤامرة اختطاف الزوار اللبنانيين لإشعال الفتنة وبمونته عليهم لترك بعض المختطفين وهو لم يخف استعمال المال الحريري لتحقيق هذه الغاية التي تدار عمليا وفقا لإيقاع مخطط إثارة الفتنة في لبنان وليس لدواع إنسانية كما يزعم وكلام صقر عن هذه العلاقة بالعصابات الإرهابية هو جزء من إقراره بتمويل الإرهاب في سورية ويفرض عليه مسؤولية قانونية أمام القضاء اللبناني في قضية الاختطاف وحجز الحرية والعلاقة بإرهابيين مجرمين اعتدوا على المواطنين اللبنانيين وسعوا لإشعال فتنة في لبنان.

إن كلام صقر في هذا الموضوع ينطوي على أكاذيب كثيرة للتنصل من المسؤولية فالصحف الأجنبية تقول انه الممول الرئيسي لعصابات الإرهاب وقد قيل قديما من يمول يأمر ومحاولته الظهور بقناع الوسيط الإنساني سخيفة وساقطة من أصلها.
رابعا: قدم صقر في حديثه نموذجا لأتباع الحريري عندما تحدث عن مشروع آل الحريري في لبنان وهو في ذلك يقدم نموذجا آخر لآلية الاستزلام والتنفع المصلحي والسقوط الأخلاقي في بنية الحريرية المنسوخة عن نظام آل سعود حيث العبودية "لأولياء النعم" و"أولي الأمر" هي شرط الولاء وتنفيذ الأوامر هو مضمون التبعية، إن هذا النموذج من البنى والتكوينات التنظيمية القائمة على الارتزاق المالي والعبودية الشخصية لا يمكن أن ينتج خطابا أو مشروعا له صلة بالحضارة أو الديمقراطية التي يزعم صقر وأمثاله التحدث باسمها ويقينا إن أي ديمقراطي حقيقي لا يمكن أن يقبل لنفسه عبودية وتبعية واستخذاء إلى هذه الدرجة و كان الأولى بعقاب صقر أن يحرر نفسه من علاقة النخاسة التي تربطه بالحريرية من أن يرسم لمعلمه سعد الحريري ، صورة محرر اللبنانيين والسوريين.
إن من يريد تدمير سورية ومن يحرض على المقاومة في لبنان يخدم إسرائيل العدو المصيري الوحيد لكل عربي.
خامسا : إن أوهى ما في حديث عقاب صقر هو اعتذاره لأبناء البقاع لانشغاله عن قضاياهم ومشاكلهم وتفرغه لتخريب سورية ولبنان وكان يفترض به أن يوجه كتاب استقالة من عضوية مجلس النواب اللبناني إلى الرئيس نبيه بري وأن يكف عن المتاجرة بمشاعر الناس وباستقالته على الأقل يمكن للقضاء أن ينظر و يدقق في ما ينسب إليه من جرائم ضد سورية وضد لبنان يرتكبها محتميا بحصانته النيابية خارقا للدستور و الميثاق الوطني ، فما قاله عن دعم الجماعات المخربة في سورية هو نصف الوقائع المتصلة بنشاطه لأن صقر وبتوجيه من الحريري استعمل لبنان وما يزال مقرا وممرا للعصابات المشاركة في محاولة تدمير الدولة السورية ، وهذا ملف ما يزال مهملا في القضاء اللبناني حيث لا نعرف شيئا عن متابعة التحقيقات في ملفات بواخر السلاح والمستودعات وشبكات التهريب وأوكار عصابة ما يسمى بالجيش الحر.

» بعد اعترافات الوزير شربل – غالب قنديل
» اعترافات أحد خاطفي الزوار اللبنانيين: عقاب صقر أمر بخطفهم
» ناصر قنديل: ميرسي عقاب صقر
» ناصر قنديل: عقاب الحريري
» درس لبناني من غزة>>>غالب قنديل