«صعود ونزول»أدهم زياد عراقي – خاص الخبر برس
كالسحاب هي حياتنا…عالية الطموحات… غالية المعنى والمغزى…تنزل بنا احيانا درجات…وتصعد بنا احيانا اخرى…وكل شيء يحدث فيها لسبب… وكل امر فيها لحكمة الهية…لا امر فيها عبثيا… ولا مخلوق فيها متروك او منسيا…
رحلة الحياة… قصرت او طالت… سنمرها بكل الامها وامالها…لسنا بمن كتب سيناريو حدوثها… فهنالك احداث فيها تكون فاجعة كبرى… وهنالك احداث اخرى تكون فرحا لا ينسى… لسنا بمسؤولين عن كل احداثها… ولكننا مسؤولين عن ردة فعلنا عن كل مما يدور فيها… الوانها معنا… لنرسم لوحاتنا فيها… بالالوان التي نريد…ونكتب اعمالنا فيها بالاستغفار… بالاعمال الصالحة… والتوبة الناصحة…
احيانا… نحصل في الحياة على ما نريد…فنكون شاكرين لله سبحانه وتعالى على توفيقه لنا… راضين عن انفسنا على الانجازات التي قمنا بها… احيانا اخرى نحصل فيها على ما نحتاج… فنشعر ان ما حصلنا عليه ليس كافيا… بل نريد المزيد… واحيانا… لا نحصل على شيء ابدا… فيبدأ يعترينا الشعور بالاحباط والهزيمة… وتبدأ معنوياتنا بالتراجع والانهيار تباعا… لكن علينا ان نعي جيدا… اننا لم نخلق لليأس والاحباط… بل للعلم والعمل وبناء النفس والبشر والحجر… لبناء مجتمع واع ومثقف… وتحقيق انجازات ومشاريع تخدم مجتمعنا حتى بعد رحيلنا… لا احد يدعي بان حياتنا سهلة المنال… ولو كانت كذالك… لما كانت لها قيمة تذكر…
على كل فرد منا ان يعي بانه صاحب رسالة لا يستطيع تأديتها احد غيره… وأنه سيؤدي هذا الدور ثم يرحل حيث كان… فلسنا مخلدين في هذه الحياة ولم نخلق لنخلد فيها… ولكن علينا قبل الرحيل ان نترك اثرا رائعا يعمل على خدمة الانسانية حتى بعد الرحيل… وان لا نعيشها عبثا…
احيانا… تنزل بنا الحياة كما ينزل المطر… وننحدر بآفاق ضيقة كما تستقر قطرات المطر تحت التراب… حينها… علينا ان نعطي افضل ما لدينا… تماما كما تعطي قطرات المطر الغيث للارض فتحييها من جديد باذن الله… وان نصبر ونحتسب هبوطنا الاضطراري كابتلاء واختبار… وان نحافظ على معنوياتنا عالية… وعلى جباهنا شامخة للسماء… حتى لا نغطيها بالتراب كما يفعل مسلوبي الارادة… وان نخطط للنهوض من جديد والوقوف من جديد على اقدامنا دون التنازل او التخلي عن قيمنا ومبادئنا… واحيانا اخرى… تصعد بنا الحياة الى حيث السحاب… حينها علينا الا ننسى اننا لم نكن لنرتقي لولا فضل الله سبحانه وتعالى وتوفيقه لنا… ثم بفضل من دعمونا ووقفوا الى جانبنا بكل مراحل الحياة… وكانوا بدعمهم لنا عبارة عن سلم حقيقي يرتقي بنا حيث السعادة والطمأنينة والنجاح… حينها علينا اولا ان نسجد لله شاكرين فضله… ثم ان نتواضع حتى لا تغرنا انفسنا بسراب… ثم ان نحافظ على الاشخاص الذين ساعدونا ووقفوا الى جانبنا لانهم بالحقيقة في هذا الزمان لآلئ بشرية نادرة… ان فقدناهم فقد فقدنا جزءا من انفسنا دون ان نشعر…
نهاية… لا تستشعروا اليأس مهما ضاقت بكم سبل الحياة… تحدوها متمسكين بالله… باهدافكم وطموحاتكم… احبوا الحياة وقدروا انفسكم فيها تحبكم بالمقابل… لا تستسلموا لعثراتها فتستمر وتترككم حيث انتم… عندما تمرون بفترة النزول والانحدار… اسجدوا لله واعملوا بجد واجتهاد لترتفعوا من جديد…وعندما ترتفع بكم الى حيث الامل والطمأنينة… تواضعوا وكونوا خادمين لمجتمعكم… حارسين مخلصين لمبادئكم… واثقي الخطى برحلتكم… متوكلين… محبين… متفائلين… متسامحين… انظروا لانفسكم على انها عزيزة كريمة فلا تهينوها بمعاص تنتقص من قيمتكم… اقرؤوا كتابا تسبحون به في افاق عالم اخر… وتفتحون من خلاله طرقا وسبلا جديدة لرؤيتكم ولنظرتكم للحياة… تأملوا روعة عالمنا وابدعوا من خلال جمال هذا الكون… ابتسموا للجميع… فالابتسامة صدقة… تواضعوا مهما علا شأنكم… اصنعوا ظروف حياتكم بانفسكم… اعتبروا كل نهاية في الحياة بداية اخرى لامر جديد…
*مقالات الخبر برس