خالد يوسف لعـربي برس : لم أخاف في عهد مبارك فكيف أخاف من الإخوان
2012-06-30 12:27:32
أتوقع فشل " مرسي " لأنه سيخدم مشروع الإخوان فقط
القاهرة – عربي برس – أحمد مجدي
الفنان خالد يوسف هو أكثر المخرجين اثارة للجدل فى الوسط الفني المصري ، ليس هذا فقط بل إنه من الفنانين القلائل الذين أعلنوا موقفهم ودعمهم صراحة للثورة المصرية ضد نظام الرئيس " مبارك " ، ولم يقتصر الأمر على ذلك بل امتد لأن يصبح خالد يوسف من أبرز الداعمين للمرشح الناصري السابق فى انتخابات الرئاسية " حمدين صباحي " وذلك لانتماءات خالد يوسف السياسية للتيار الناصري .
طغت مواقف خالد يوسف السياسية على أعماله الفنية طيلة السنوات الماضيه فى ظل حكم مبارك ونظامه القمعي ، فكان ليوسف بعض الاعمال المؤثره التي أخذت طابع سياسي اجتماعي مثل فيلم " دكان شحاته ، حين ميسره ، جواز بقرار جمهوري ، كما شارك الفنان يوسف شاهين المخرج العالمي فى اخراج فيلم " هي فوضى " وذلك يعد أحد الافلام التي ساعد فيها خالد يوسف معلمه يوسف شاهين .
وخلال لقاء عربي برس بالفنان خالد يوسف ، أكد أن الثورة المصرية لم تنجح ولم تفشل ومازالت الثورة مستمره حتى تحقق أهدافها ومن الصعب أن نحكم عليها بالفشل حتى لو شابها بعض الاخفاقات والارتباك الذي أصاب بعض القوى الثورية، ، لافتا الى أن الثورة على الأرض، وما زال زخمها مستمراً، وما زال شبابها يقظين، وسيظل الشعب مستمر فى ثورته حتى يحقق أهدافها .
وأوضح أن المجلس العسكري أكثر من حارب الثورة بالتعاون مع أتباع نظام مبارك الذين كانوا يفتعلون الأزمات لاستدراج الثوار للنزول إلى الشارع، وهو ما تسبب فى حالة كره من بعض فئات المجتمع لافتا إلى أن قرارت المجلس العسكري الحاكم للبلاد هي من كانت تضطر القوى الثوريه للنزول الى الشارع للاعتراض على تلك القرارات ، وكان النزول الى الشارع دائما نتيجته إسالة دماء المصريين على الارض من قبل قوات الامن " الجيش والشرطه " والدليل على ذلك أحداث مجلس الوزراء ، ومحمد محمود ، وماسبيرو .
ويرى خالد يوسف أن الثورة كانت تحتاج لقائد مثل حمدين صباحي حتى تكتمل وتحقق مطالبها " عيش ، حريه ، عداله اجتماعية " ، حيث أن حمدين استطاع أن يجمع أصوات ما يقرب من 5 ملايين، دون أن يكون وراءه تنظيم يدعمه مثل جماعة الاخوان المسلمين التي دعمت الدكتور محمد مرسي ، أو أجهزة دولة تسانده مثل الفريق أحمد شفيق ، أو ملايين الجنيهات التى تصرف عليه، ومع هذا كان الأقرب إلى المرشحين الفائزين، ولولا التزوير فى بعض الأماكن لكان صباحي فائزا بمنصب الرئيس .
وأكد أن قانون العزل لو كان تم تطبيقه على الفريق أحمد شفيق كان حمدين صباحي سيخوض جولة الاعادة وهو على ثقه بانه سيفوز فيها وجماعة الاخوان تعلم ذلك ، وكانوا يعلمون جيداً أن مصلحتهم أن تكون الإعادة أمام " شفيق " ، لأنهم سيخسرون أمام أى مرشح آخر، وأيضاً كان " شفيق " يعلم ذلك، ويعرف أن مصلحته أن يعيد أمام " الإخوان " ، لأنه سيحصل على أصوات الناخبين المفزوعين من سيطرة تيار الإسلام السياسى على كل مفاصل الدولة، متوقعا أن تكون الانتخابات فى الجولة الاولى تم تزويرها لمصلحة بعضهما البعض حتى يعيدا معاً، لأنهما يعلمان أن " حمدين " او أي مرشح أخر محسوب على الثورة مثل الدكتور أبو الفتوح كان سينجح بدلا منهم .
وعن سر دعمه القوي لحمدين صباحي قال يوسف لأنه يعرفه منذ اكثر من 25 عاما وهو معجب بمشروعه حتى قبل اندلاع الثورة، باعتبار مشروعه وطني جامع، وينتمى لحلم جمال عبدالناصر الذي يتمثل فى أمة كبيرة له دور هام فى المعادله الدولية، وتحقيق دولة العدالة الاجتماعية فى الوطن ، وأن يكون لكل مواطن نصيب عادل فى ثروة بلاده " حمدين " يريد أن يستعيد هذا الحلم، على أن يأخذ من دولة عبدالناصر إيجابياتها، ويدع كل سلبياتها.
ونفى يوسف أن مخاوف تسيطر عليه من تولي الدكتور محمد مرسي اللرئاسة قائلا ، لم اكن خائفا فى عهد مبارك، ولن أخاف من أى عهد آخر، لقد علمنى والدى ألا أخشى شيئاً، وألا أخاف من حاكم، أو من سلطة، ولو أن التتار حكموا مصر، سأعارض وأقاوم الاحتلال، فإذا كنت سأعارض التتار ألا أعارض الإخوان ، مؤكدا عدم اقتناعه أو رضاه بنتيجة الانتخابات المصرية، متوقعاً ًفشل مرسي في مهمته لأنه لن يستطيع تغيير هوية الدولة، ولن يستطيع سوى خدمة مشروع الإخوان المسلمين فقط .
وأضاف أنه ليس مقتنعا بخطاب الدكتور مرسي، أو التطمينات والتعهدات التي قدمها خلاله، لأن مصر تريد أفعالاً وليس كلاما فقط قد يتم تجاهله مع مرور الزمن وتضارب المصالح ، متسائلا : كيف أصدق خطاب مرسي وجماعة الإخوان المسلمين مازالت معتصمة في ميدان التحرير تطالب بإلغاء حكم المحكمة الدستورية العليا بحل البرلمان ؟ معتبرا أن هذا الاعتصام يمثل هدمًا لدولة القانون وإعلاء لدولة الإخوان"، مضيفًا أنه ليس من حق جماعة الإخوان المسلمين الاعتراض على حكم المحكمة الدستورية القاضي بحل مجلس الشعب .
وأضاف أن جماعة الإخوان المسلمين تحترم أحكام القضاء والقانون فقط عندما يكون الحكم في صالحهم، أو يصب في النهاية في مصلحتهم، أما إذا كان عكس ذلك فيسعون بكل الطرق إلى القفز عليه، وعدم تنفيذ هذه الأحكام .
وتعقيبا منه على محاكمة القرن لمبارك ومساعديه ، قال المخرج خالد يوسف ، أنا أدعم محاكمة " مبارك " ورموز فساده بقانون مختلف عن القانون الذى وضعوه، فليس منطقياً أن يكون القانون الذى فصلوه خلال 30 عاماً ليخدم أهدافهم هو نفس القانون الذى يحاكمهم، وادعم أيضا المحاكمة على الإفساد، الذى تم خلال 30 عاماً، ابتداءً من غرق المئات فى العبارة، وانتهاء بالشهداء، مروراً بالملايين من مرضى التهاب الكبد الوبائى، وملايين العاطلين .
وتوقع فشل التيار الاسلامي فى التضييق على الفن والابداع والحريات مؤكدا أنهم لن يستطيعواتطبيق أفكارهم إلا على أنفسهم، لأن الشعب المصرى شعب مستنير، شعب معجون بالفنون والآداب والإشعاع الحضارى، ومصر لم تصدر للبشرية على مدار آلاف السنين إلا إشعاعاً حضارياً وثقافياً، فكل ما تتباهى به مصر أمام العالم هو إشعاع فنى، ابتداءً من الأهرامات وانتهاءً بالمعابد، فكل هذه عبارة عن فنون، ليس لدينا إلا هذا العقل المبدع، فإن حاول البعض بأفكاره الوهابية أن يغير فى هذه التركيبة الراسخة فسيلفظ تماماً، ولن يؤثر فى هذه الشخصية العميقة الراسخة ومن يريد أن يحكم مصر، يجب أن يعى أنه سيحكمها على هواها لا هواه، وأن يعى أنه سيحكمها لا يتحكم فيها.
ونفى خالد يوسف أن يكون للإسلاميين سبب فى الغاء فيلم " ولاد حارتنا " للكاتب نجيب محفوظ وهي الروايه المثيره للجدل والذي كان مقرراً أن يخرجها خلال الشهور القادمه ، موضحا أنه لم ينجح فى شراء حقوق هذه الرواية، لأن ورثة الأديب الراحل نجيب محفوظ باعوها إلى إحدى دور النشر الأجنبية بكامل حقوقها، بما فيها تحويلها إلى مصنفات فنية، كفيلم أو مسلسل، وقد حاول الورثة أن يتفاوضوا معهم، ولكن دار النشر رفضت تماماً، ولهذا لم يستطيع تقديم فيلم " ولاد حارتنا " .