دمشق حزينة لكنها تقاوم اليأس وتتمسك بالامل

دمشق حزينة لكنها تقاوم اليأس وتتمسك بالامل

زينب جهاني يكانة- خاص عربي برس
من يعرف سوريا ويدرك ما تختزنه صلابة الشام واهلها ، يؤسفه ان يرى كيف استحالت سورية خراباً. نفوس مدمرة، وزوايا احلام تشتعل فيها نيران تحاكي مأساوية عقم افكار من حولوا حراكهم الى تهلكة لهم وللبلد بشكل عام.
موطن أمن و استقطاب للهاربين بحثا عن ملجأ قد كانت وتحولت إلى اسم يستجلب شبح خوف يبتعد عنه كل من يخشى على نفسه من نيران متأججة.
تصف الفتاة السورية "لما المصري" رحلة العودة إلى موطئ قدمها "ريف دمشق" بالرحلة نحو المجهول.
تقول لمى: "دخلت سورية بعدما عبرت الحدود التي كثر فيها التفتيش والسؤال حول هويتي وما سبب عودتي بعد اللجوء إلى لبنان، شممت رائحة الدخان بعدما كنت أستشم رائحة التراب العطر في قديم الزمان"،" وددت لو اقبل أرض بلادي، ولكني وجدتها موطئ حزن جلبته لنا الأقدام الغريبة، بعد أن كانت طرقاتها مسارب افراح".
وتتابع لمى:" وصلت إلى مدينتي (دمشق)، وإذ بي لا أستطيع تفسير ملامح سيدة منهكة ملامحها وتعبة روحها، اذكرها امثولة حياة وفرح كانت تبدو دوما وكأنها شجرة حور تشرف من أعلى العز والإفتخار على من حولها فتظللهم وتسعدهم. تبدو دمشق مثل جارتي الحزينة ، مدينة تقاوم وترفع لواء الخلاص ولو بالحرب ولكنها بسواد الحزن تأمل ان تصل الى فرح الانتصار ، بالحوار بالحسم ، ليس المهم ان نعود الى ايامنا الماضية وان يعود امننا الهارب الينا من جديد. لا ليس اليأس ما يحرك الناس، وإن يأس بعضهم من حلول قريبة فاصبحوا يدمنون عد القذائف لعل فيها خلاصهم.
السيدة الجليلة التي كانت تضحك لشمس النهار تبكي الآن حزناً على أبنائها الذين يتذابحون يومياً من أجل "اللاشيء" لهم، ومن اجل الصفقات الدولية التي بدأت تظهر ملامحها بوصفها كل الحكاية.
تضيف لمى:" لم أستطع تصديق ما رأته عيناي، فدمشق اكتحلت بشوارع مسلوبة الحياة، وانعدام المارة. لم يعد سوق الحميدية سوقاً للباعة والمشترين، بل بات موقفاً لتراشق النيران ومركزاً لسباق التسلح والدمار، وعلى الرغم من ذلك فالسوق ينظر الأمل الآتي الذي لا ريب منه حتى ولو من بعيد".
"دخلت إلى منزلي الذي كان قبل سنتين يزهو بألوان الحياة ليتسمر الهدوء الآن وينتشر فيه سواد المعزين بأخي خالد- وهذا هو سبب عودتي إلى سورية".
تروي لما قصة مقتل أخيها والدمع في عينيها وتقول: "حضر عدد من المسلحين إلى مكان عمل أخي وهو يقع في حي القيمرية في دمشق، أطلقوا عليه النار وقطعوا أصابع يده، ومن شهود عيان علمنا أن أحد المسلحين الذي تواجد مع المجموعة المسلحة التي قتلت أخي هو:" عبد الرحمن سعيدة"، وقد علمنا أن الجيش السوري قضى عليه".
تعتبر لما أن الحل في سوريا هو خروج المسلحين ، مشيرة إلى أن سوريا ستظل شامخة ترتل زغاريد الجمال وأن مقتل أخيها فداء لاستعادة وطن الصلابة وتضحية على تراب سطرت أمجاداً في التاريخ.
تأمل لما أن تعود سوريا أجمل مما كانت لتغدو أسطورة نصر على الأعداء ولتبقى الجبل الشامخ بوجه الرياح والأعاصير التي تتنشقها مع أحلام واهمين يراهنون على سقوط بلد ما خفض رأسه يوماً على الرغم من نزف الدماء التي بذلها الشعب السوري على امل ان تعود سوريا أجمل مما كانت؟!

» الراعي من دمشق: الاصلاحات لازمة لكنها لا تفرض من الخارج بل تتم بالحوار
» سورية تدفع بالسعودية إلى "سنّ اليأس"
» المعارضة تهاجم وزير العدل وتصفه بـ"المغمور" .. وتتمسك بتمثيل الحكم
» الحكومة المنتظرة... في عيون السوريين بين اليأس والتفاؤل
» يا شباب سوريا..تمسكوا بالامل وجددوا تفاؤلكم كل صباح ..بقلم الفنان عارف الطويل