وذلك بالحديث عن «مناطق» واقعة تحت سيطرة عصابات «الحر»، حتى بلغ الأمر على شاشة «العربية» إلى 70 بالمئة من الأراضي السورية، والسيطرة على
قاعدة صواريخ في حمص، دون إهمالها نغمة «الانشقاقات» في الجيش، في حين أن الواقع عكس ذلك كلياً إذ تبث عصابات الإجرام وميليشيا الحر نداءات استغاثة في أكثر من منطقة بعد تكبيدها خسائر فادحة.
جاء ذلك في حين خطت بريطانيا أمس خطوة بعيدة في تقييمها المتطرف للوضع في سورية معتبرةً أن الحالة فيها «تشبه البوسنة»، فاتحة الباب لتدخل عسكري، وذلك بعد تصريحات ألمانية وصفت مثل هذا التدخل في سورية بضربة من الجنون، وبالتزامن مع حملة لمسؤولين إسرائيليين دعوا إلى التدخل العسكري الدولي ضد سورية، بذريعة وقف «المجازر المرتكبة» التي زعموا أن إيران وحزب اللـه ضالعان فيها، مبدين تعاطفهم مع العصابات الإرهابية ومتمنين «انتصارها»، ومنتقدين في الوقت نفسه الموقف الروسي الداعم للسلطات السورية، وذلك ضمن حملة منسقة جاءت للتعويض عن إخفاق الإرهابيين في مخططاتهم التي ترسمها لهم الدوائر العربية الصهيونية.
في الغضون وبعد أن فقد الأمل بأي حوار مع الإرهابيين، غادر رئيس بعثة المراقبين الدوليين دمشق في إجازة خاصة ليحظى بقسط من الراحة برفقة عائلته على أن يعود خلال أيام إلى دمشق ليستأنف عمله.
وكان موود قدم تقريره الأول لكوفي أنان بعد أن جال في مختلف المحافظات السورية والتقى بالمجموعات الإرهابية وحاول إقناعها بضرورة تسليم السلاح واعتماد الحوار مخرجاً للأزمة إلا أنه اصطدم برفض المقاتلين الذي قالوا علناً: «الشهادة أو النصر» وفي المعلومات الأولية الآتية من حمص فإن مصير أغلبية الإرهابيين كان الموت على أيدي الجيش العربي السوري الذي رد كل هجماتهم ومحاولاتهم للخروج من أوكارهم والانتقال من مكان إلى آخر فردهم بين قتيل وجريح في حين استسلم عدد كبير منهم رافعاً الراية البيضاء أمام تصميم الجيش على إعادة الأمن والأمان إلى كل مناطق وسكان حمص.
ورسميا قالت وكالة الأنباء السورية «سانا» إن مجموعة إرهابية هاجمت أمس مقر وحدة عسكرية في منطقة الغنطو بريف حمص بهدف سرقة الأسلحة والعتاد العسكري، وكشفت مصادر مطلعة لـ«الوطن» أن عناصر الوحدة تصدت لهذه المجموعة وقتلوا معظم أفرادها الذين قدر عددهم بالمئات، في حين استشهد 6 من عناصر الوحدة.
وسبق الهجوم على الوحدة العسكرية من جهة أخرى قيام مجموعة إرهابية بعملية تخريبية استهدفت محطة لتحويل الكهرباء غرب المشفى الوطني بحمص، وصرح وزير الكهرباء المهندس عماد خميس لوكالة «سانا» أن استهداف المحطة أدى إلى نشوب حريق فيها وتصاعد للدخان لافتاً إلى أن سيارات الإطفاء تقوم بعملية إخماد الحريق.
وأضاف وزير الكهرباء أن المحطة خرجت من الخدمة ولم يتم بعد حصر الأضرار الناجمة عن العملية التخريبية.
في هذه الأثناء قال مصدر مطلع لـ«الوطن»: إن الوضع الأمني في مدينة حمص ممتاز في العموم، وسيكون أفضل في الأيام القليلة القادمة، مشيراً إلى أن محاولات للمسلحين بالهروب خارج المدينة والانتقال إلى المدن الأخرى باءت بالفشل بعد أن نجحت قوات حفظ النظام بقتل أعداد كبيرة منهم خلال محاولتهم التسلل خارج أوكارهم، ومحاولتهم تدمير حواجز الجيش لفتح ممرات للهروب.
وفي حماة كان الهدوء مسيطراً على المدينة بشكل تام، باستثناء خرق بسيط، حيث أطلقت مجموعة مسلحة النار على حاجز المحطة، ما أدى إلى إصابة الرقيب أول بيهس تقي محرز بطلق ناري، وهو ما جعل قوى حفظ النظام تغلق الطريق مؤقتاً، وتبدأ حملة تمشيط في حي الجراجمة بحثاً عن مطلقي النار، لم يتسن معرفة نتائجها حتى ساعة إعداد هذه المادة.