هل قتلت سورية وسام الحسن ام قتلته القاعدة انتقاما ممن قتلهم من قادتها؟

هل قتلت سورية وسام الحسن ام قتلته القاعدة انتقاما ممن قتلهم من قادتها؟
2012-10-20 04:27:49

قال أحد الحكماء " من أدوات الباطل أن يقتل أحدهم فيعظمه إعلامهم ويجعل منه رمزا يحتذى وعلامة فارقة في تاريخ الأمة ، ذاك هو التاريخ الذي يكتبه المنتصر"
هل قتلت سورية أو حزب الله العميد وسام الحسن ؟

سؤال من السهل الانسياق في الاجابة عليه بالإيجاب لأن " وكيل المخابرات الأميركية الأهم في لبنان " متورط حتى من أذنيه حتى أخمص قدميه في سفك دماء السوريين واللبنانيين منذ تعيينه " رئيسا لفرع المعلومات " في العام 2006 .
ولكن دوره فيما يسميه الاعلام " الثورة السورية" لا معادل له، فهو أحد أكثر اللاعبين الخارجيين فعالية في سورية بدعم اميركي – سعودي – أوروبي.

كان الرجل يتمتع بشخصية ديناميكية منفلتة من أي قيد قانوني أو أخلاقي، ولم يعرف الرجل وازعاً لشراسته في الاعتداء على المقاومين اللبنانيين،ممن هزموا اسرائيل في الميدان، فهزمتهم في الداخل عبر الولايات المتحدة التي جعلت من جهاز " فرع المعلومات" قوة استخبارية وميليشاوية على مستوى كبير من المهنية والفعالية الأمنية والسياسية حتى.
الدفعات المالية الخليجية لفرع المعلومات، والتدريبات الأميركية والتجهيزات الأوروبية، والتعاون الهائل الذي قدمته الأجهزة الأميركية والأوربية لمنظومة "وسام الحسن" الأمنية جعلت منه ،عن جدارة، القوة المخابراتية والعسكرية الثانية في القوة بعد حزب الله في لبنان، وهو أمنيا يتقدم بأشواط على الجيش اللبناني المكبل ،والغير موحد في توجهات ضباط عملياته،بينما عرفت الولايات المتحدة ما تحتاجه حليفتها المهزومة في لبنان (إسرائيل) فساهمت بنسبة تفوق الثمانين بالمائة في تأمين موارد لوكيلها (وسام الحسن)، فأبدع في تقوية و تنمية "جهاز المعلومات " ،وجعلت منه خلال أقل من سنة (بدءا من 2006) ندا فعالا لاستخبارات دول اقليمية كبيرة مثل سورية وإيران والأردن ومصر.

لكن هل قتلت سورية أو حزب الله وسام الحسن ؟

يعرف الطرفان أن مقتل الرجل (وسام الحسن) سيشعل حرباً مذهبية في لبنان، والحرب المذهبية ليست في مصلحة الحكم السوري ،ولا في مصلحة حزب الله الذي بإمكانه التخلص من وسام الحسن، وإراحة سورية منه و تخليص لبنان من جرائمه وذلك عبر إقالته من منصبه وتحويل جهازه الأمني من جهاز عامل في خدمة النفوذ الأميركي في لبنان إلى جهاز حام ٍ للبنان من التدخل المخابراتي الخارجي.
وسورية تحتاج بشدة للبنان الآمن المستقر حتى يبقى منفذاً ومتنفساً لاقتصادها في ظل حصار دولي خانق عليها.
إن قتل أي شخصية سنية في لبنان بالنسبة لحزب الله وسورية يعادل إطلاق الأميركيين قنابل نووية تسقطها طائرات ستيلث على نيويورك ،وتطلقها الغواصات في الأطلسي على واشنطن.
وبالتالي من حيث المصلحة والسلوك المعروف عن الطرفين، لن يتورط أي منهما في اغتيال مضاره بالنسبة لكليهما اكبر بأضعاف من منافعه، فقتل الحريري أعطى النفوذ الأميركي في لبنان فرصة تاريخية جعلته أقوى وأشد فعالية في مواجهة خصومه المحليين والإقليميين، وبالتالي فإن مقتل وسام الحسن صاحب الشعبية الواسعة في الشارع السني اللبناني سيجعل من الرغبة الاميركية في أضعاف حزب الله عبر إشغاله في حرب مع لبنانيين آخرين (الوهابيون والتكفيريون على رأسهم) امراً واقعاً وحقيقياً.

و إن لم يقتله حزب الله وسورية فمن قتله؟

بحسب تقرير نشرته النيوركر لسيمور هيرش عام 2007 فإن اتفاقا أميركيا سعوديا (ديك تشيني – بندر بن سلطان) سمح لوسام الحسن باستخدام إرهابيين من أتباع بن لادن ضد حزب الله ، وقد تمتع الحسن بنفوذ كبير جداً داخل التيارات الوهابية اللبنانية المقاتلة منها وغير المقاتلة، فهو قائدهم وحاميهم ونفوذه بينهم لا يعادله إلا نفوذ بندر بن سلطان شخصيا، وكلاهما يستخدم وسطاء هم قادة الوهابيين وأمراء مجموعاتهم المسلحة الذين يفتون بجواز الاستعانة بظالم (الحسن والأميركيين والسعوديين) على ظالم أكبر (سورية وحزب الله وإيران) ومن هذا المنطلق عمل الحسن للسيطرة على كل الجماعات الإرهابية في لبنان ،وذلك بغرض تدجينها للعمل وفقا لأجندته، وقد نجح في ذلك وغطى جهازه اعمال ووجود تلك المجموعات التي أصبح لها هدف واحد وعدو واحد هو الحكم السوري وحزب الله وإيران، لكن مجموعات أكثر ارتباطا بالقاعدة في نسختها الأصلية الموجودة في أفغانستان، وفي باكستان لم تقبل أن تضع نفسها بتصرف الحسن أوبالتنسيق معه، ومن تلك المجموعات مجموعة " غاندي السحمراني " و"مجموعة عبد الرحمن عوض" في عين الحلوة ، وقد قتل كلاهما في عمليات اغتيال، اتهم أتباعهما وسام الحسن بتنفيذها.
إذا....هل انتقمت القاعدة من وسام الحسن؟

هذا سيناريو غير مؤكد ولكنه معقول، لأن قسوة الحسن في تعامله مع الوهابيين التكفيريين وخاصة الملتصقين بالجسد الرئيسي للقاعدة جعله هدفا اكيدا لهم، وبوصفه طائفيا عنصريا لم يأمن وسام الحسن سوى لأمثاله من الطائفيين ، فليس من المنطقي ان يخترقه جهاز امن معاد بل ان القاعدة هي الاقدر على اختراق محيطه القريب وكلهم من السنة المتأثرين بدعاية المذهبيين من مشايخ السوء. لكن هناك سيناريوهات اخرى لا منطقية على الاطلاق انتشرت في الشارع اللبناني، فمنذ لحظة الإعلان عن مقتل الحسن كثرت التكهنات في الشارع السياسي اللبناني عن الجهة التي تقف وراء مقتله ،ولكن إحدى السيناريوهات المفترضة الغير منطقية على الاطلاق ذكرت أن الرجل قتل في قصف سوري على منطقة حدودية سورية مع تركيا (قيل إن الحسن قتل ، وجرح عقاب صقر)، لذا وللتغطية على مقتله قام الجهاز الذي كان يرأسه بالاستفادة من جثته بطريقة لا تفيد سوى الجهة السياسية المحلية (تيار المستقبل) على أبواب الانتخابات، وتفيد معه الجهات الدولية والإقليمية التي كانت ترعاه(السعودية والمخابرات الاميركية) .
وأما الضحايا المدنيون من شهداء منطقة الاشرفية في بيروت، فهم مسيحيون من أتباع الدين نفسه الذي ذبح الوهابيون أتباعه في العراق وفي سورية وفي مصر .

سيناريو خيالي بعض الشيء ، ولكن الخيال واقعي في لبنان ، و في الواقع ما قامت به أطراف لبنانية ينتمي إليها وسام الحسن فاقت كل الخيال المعقول، فقد سجنوا أربعا من الضباط الكبار في لبنان بتلفيات من شهود زور، ولم يحاكم أي من الملفقين أو المزورين، لا بل وضعوا في مواقع رسمية أكثر أهمية في لبنان.

الحسن كان يعتقد أن حزب الله لا يجرؤ على التعرض له ،و لا حتى سورية أيضاً لأنه أكثر شعبية في الوسط السني اللبناني من سعد الحريري، وبالتالي فاغتياله سيشغل حرباً أهلية يهرب منها حزب الله منذ سنوات وضحى بالكثير لكي لا يقع .

وقد جرب وسام الحسن حزب الله في أيار 2008 وتبين له أن الحزب أطاح بميليشيات تيار المستقبل شبه العسكرية، ولكنه لم يقترب من تشكيلات الحسن ولا من مراكزه.
وسرعات ما تجرأ الحسن أكثر على حزب الله وسورية بعدما أمن للمحكمة الدولية الخاصة بالحريري معظم المواد الفنية من شبكات الهاتف اللبنانية، لكي يرسم مدعي عام المحكمة قراره الاتهامي ضد قيادات قاتلت إسرائيل، فأراد وسام الحسن والأميركيون معاقبتهم ولم يملكوا شيئا يلصقونه بهم سوى أدلة ظرفية حواها ملف فني يتعلق بالاتصالات حصل عليه وسام الحسن وجهازه من خلال حصولهم على " داتا المعلومات " .

ويعرف وسام الحسن أن السوريين لن يقتلوه أيضا ،لأن سورية لم تعد تملك الرغبة ولا الحاجة للتصرف في لبنان بما يحرج حزب الله ويوقعه في أزمة داخلية عنوانها الفتنة السنية الشيعية.
فضلاً عن ذلك، كان لدى وسام الحسن قناعة بأن حزب الله لن ينتقم منه مهما فعل لأنه تحول إلى رمز للعنفوان السني في نظر أنصار تيار المستقبل في لبنان (بين ستين وسبعين بالمائة من السنة، والسنة هم أقل من ثلث الشعب اللبناني بقليل).

لذا وبعد تشكيل حكومة ميقاتي بتوافق أميركي – إقليمي محلي، وبعد أن بقي أشرف ريفي ووسام الحسن في منصبيهما، رغم علاقتهما بملفات اتهم حزب الله جهات لبنانية (تيار المستقبل ممثلا بوسام الحسن وبأشراف ريفي) بتزويرها وبفبركتها ، بدا أن وسام الحسن مطلق اليد في العمل ضد حزب الله، امنيا وسياسيا وقضائيا ،حيث انه بالمال السعودي ،وبالنفوذ الأميركي المسخر في خدمته أصبح الرجل الأكثر نفوذا في الأجهزة الحكومية، رغم أن الحكومة مشكلة من قوى بينها حزب الله وحلفائه.

لكن الأزمة السورية جعلت من الحسن أسطورة في نظر السوريين المعارضين واللبنانيين المناهضين لسورية،واما الأميركي فيكفي أن نعرف أنه لم يعد يقبل بالتعامل المباشر مع مجموعات سياسية وأمنية لبنانية (مثل القوات اللبنانية) إلا من خلال وسام الحسن لنعرف مقدار الأمل الذي تبنيه أميركا على مستقبل جهاز المعلومات بقيادة فقيد السي آي ايه.
إذا كان وسام الحسن شخصيا غير مقتنع بقدرة حزب الله على قتله لأسباب لها علاقة بالصراع المذهبي، وإذا كان معتقدا بشدة أن سورية لن تتجرأ وتقتله، رغم انه متورط في قتل آلاف السوريين من خلال دعمه للإرهابيين الذين يقاتلون الجيش السوري ،ويقتلون المدنيين ويغتالون الأدمغة السورية الفاعلة، فهل من الواقعي اتهام الطرفين وصاحب الجثة لم يتهمهما ؟
الملفت ان عنصريا طائفيا اخرا هو اشرف ريفي المعروف بسعيه لتوسيع شعبيته في الشمال اللبناني حيث مسقط رأسه (وربما حيث ينوي الترشح للانتخابات في المستقبل) قال لصحيفة السفير كلاما منطقيا رغم معرفة الجميع في لبنان بأنه رجل لا منطقي ومما قاله :

إن "الفرضيات الأمنية ـ السياسية قائمة، وفق الترتيب التالي: "1 ـ أن يكون الاغتيال رداً على توقيف ميشال سماحة. 2 ـ طابور خامس يهدف إلى إحداث فتنة وكشف البلد أمنياً. 3 ـ أن يكون الاغتيال رداً على توقيف الحسن شبكات التجسس الإسرائيلية. 4 ـ أن يكون رداً على كشف الحسن الشبكات الإرهابية

» هل قتلت قطر اللّواء الشّهيد وسام الحسن؟
» القاعدة تنشر أسماء «المطلوب قتلهم»: رصاصة يومياً تبقي الكافر بعيداً
» استخبارات الإمارات العربية أبلغت وسام الحسن بأن منزله السري في "الأشرفية" تم كشفه وهو مراقب، وأن "القاعدة" تريد رأسه
» الرئيس الشيشاني: “النصرة” قتلت 100 شخص من أصول أرمنية في سورية
» ثلاثي الإجرام في لبنان "الحريري جنبلاط جعجع" يتهمون سورية باغتيال وسام الحسن..؟!!