سوريا و اليمن .. تلازم ساحات التصعيد و الحسم - تقرير : رئبال مرهج

[rtl]سوريا و اليمن .. تلازم ساحات التصعيد و الحسم - تقرير : رئبال مرهج[/rtl]

سوريا و اليمن .. تلازم ساحات التصعيد و الحسم - تقرير : رئبال مرهج Iiii-20150223-200040

ليس خافياً على أحد الأهمية التي تكتسبها دولتي سوريا و اليمن من خلال موقعهما الجيوسياسي في الشرق الأوسط ، فسوريا التي تطل على البحر المتوسط تشكل حلقة الوصل بين قارتي آسيا و أوربا ، أما اليمن الخاصرة الموجعة للمملكة السعودية فتشرف سواحلها على باب المندب ، المرفأ الحيوي والهام للمنطقة منذ التاريخ و بالإضافة إلى الموقع الجيوسياسي ، تشكل سوريا واليمن قوة بشرية مهمة سياسياً و اقتصادياً حيث إمتاز شعب البلدين بتبني الأفكار الوطنية المعادية لإسرائيل طيلة فترة الصراع العربي الإسرائيلي ، فبعد حرب تموز و غزة و الانتصار الذي حققته دول المقاومة ، سعت الدول الغربية لإحداث التغيير في المنطقة لإضعاف قوة المحور الممتد من طهران عبر دمشق فبيروت و صنعاء ، فعمدت تلك الدول و حلفائها المملكة السعودية و تركيا و قطر على إحداث الفوضى و تشجيعها خاصة في سوريا و اليمن حيث تم إعتبارهما كجبهة واحدة تحاول من خلالها تلك الدول تسعير الفوضى و تشجيع الإرهاب ، علها تنجح في إسقاط الدولة المقاومة في سوريا و إبعاد الشعب اليمني عن تحالفه مع إيران .
بدأت قطر و تركيا ومملكة آل سعود ، بإستخدام ورقة الإخوان المسلمين الذي شكل الجيش الحر الذراع السوري له بينما بقيت الجماعة في اليمن محدودة التأثير غير قادرة على "فعل قوة" يمكُن تلك الدول من إحداث الخلل في موازيين القوى، فتم الاستغناء عن الجماعة بالخيار المر و هو التنظيمات التكفيرية التي شكل تنظيم داعش فرعها السوراقي يقابله في اليمن تنظيم القاعدة . فمع تزامن العمليات الإرهابية التي قام بها تنظيم داعش في سوريا ، قامت القاعدة في اليمن في تنفيذٍ لأوامر مشغليها في السعودية و أمريكا في اعتماد إستراتيجية التفجيرات الانتحارية، لمواجهة تمدد جماعة أنصار الله الحوثي كان أهمها التفجير الإرهابي الذي استهدف المئات من عناصر الجماعة و قوات الجيش اليمني في بداية الخريف الماضي سبقه بفترة قصيرة الإعدامات التي قام بها توأم القاعدة ، داعش ، في شرق سوريا بحق العشائر العربية و تلاها المجزرة التي نفذت بحق عشرات الجنود السوريين بعد الهجوم على احدى فرق الجيش السوري في ريف الرقة .
جاء التصعيد الأمريكي السعودي كنتيجة على إنتصارات الجيش السوري و بسط سيطرته على اغلب المناطق الساخنة فيما كان الحوثيين في اليمن يدخلون العاصمة صنعاء بدون سفك دماء ، و في الوقت التي بدأت المفاوضات الإيرانية الأمريكية بشأن الملف النووي الإيراني تعطي أولى نتائجها الايجابية معترفة بإيران كدولة نووية وعامل إستقرار في المنطقة
و اليوم وبعد أن وقعت السعودية بين فكي التكفيريين من جهة ، الذين ساهمت بتصنيعهم – و بدؤوا بالإقتراب من حدودها - و الحوثيين من جهة ثانية ، بدأت في إعادة ترتيب علاقتها مع تركيا في محاولة أخيرة للضغط على الجبهة السورية و اليمنية معاً ،في ظل الأنباء عن قرب توقيع الاتفاق النهائي بين إيران و الغرب نهاية الشهر المقبل ، فقامت و بنية إعادة إدخال اليمن في الفوضى بتهريب الرئيس المستقبل منصور هادي وتموضعه في عدن علها تقيم وزناً لنفوذها في الجنوب اليمني - و إن كان غير مكافئ - للنفوذ الحوثي في صنعاء ، في محاولة أخيرة منها لإستعادة نقاط قوة ، فتسقيطها في ميزان التسوية المقبلة.
تساوق الفعل السعودي مع ما قامت به حكومة "الصفر أخلاق" في تركيا من تدخلات عسكرية سافرة في الشمال السوري و إن كانت – استعراضية - من اجل إعادة التذكير بالقدرة العسكرية لتركيا و بما قدمته و تقدمه على جبهة سوراقيا من خدمات للحلف الأمريكي الخليجي الإسرائيلي ، الرامي إلى تقويض الدولة السورية والعراقية و إضعاف محور المقاومة .
و لكن .. هل تستطيع السعودية و تركيا إحداث الفارق بعد أن صمد الجيش السوري طيلة الاربع سنوات الماضية و أستطاع الحوثيين في أن يكسبوا ثقة أغلب الشعب اليمني بعد دخولهم صنعاء من دون عنف ؟ ؟
يرى المراقبون أن الوقت قد مضى و الربع ساعة الأخير قد شارف على النهاية .

» بين مخالب داعش و انياب اسرائيل .. مخارز الهلال الخصيب - تقرير : رئبال مرهج و بشرى الفروي
» العدوان السعودي على اليمن يفتح ملفات جديدة وينذر بتفجير ساحات في المنطقة
» “ساحات القتال” في سوريا تستقطب " ماهب ودب من الجهاديين"
» المعارضون السوريون واسرائيل : تلازم المسار و المصير
» "السعودية تعرقل هدنة إنسانية في اليمن ... وتواصل عدوانها " تقرير: بشرى الفروي