الجنس في الإيديولوجية المسيحية القديمة

الجنس في الإيديولوجية المسيحية القديمة

الجنس في الإيديولوجية المسيحية القديمة يعتبر فعلاً دينياً وروحانياً بحتاً. فقد كان الاتصال الجنسي قديماً هو الفعل الذي يتقرب من خلاله الذكر والأنثى إلى الرب. وقد اعتبر الأقدمون أن الذكر يكون ناقصا دينيا حتى يحصل على المعرفة الجنسية من الأنثى المقدسة. لذا فقد ظلت الاتحاد الجسدي مع الأنثى هو الوسيلة الوحيدة التي يكتمل الذكر بواسطتها دينيا ويتواصل إلى المعرفة الروحية المطلقة أو معرفة.
منذ عهد إيزيس، كانت الطقوس الجنسية تعد الجسر الوحيد الذي ينقل الإنسان من الأرض إلى الجنة. "وذلك عن طريق الاتحاد مع المرأة"، فالإنسان يمكنه أن يتوصل إلى لحظة يمحى فيها كل شيء في دماغه وعندها فقط يتمكن من رؤية الرب.
من الناحية الفيزيولوجية، تترافق النشوة الجنسية عند الذكر بحالة فراغ ذهني كامل تستمر لجزء من الثانية. وهي لحظة صفاء ذهني مطلق يمكن أن يلمح الرب أثناءها. وقد تمكن معلمو التأمل من الوصول إلى حالات مماثلة من الفراغ الذهني الكامل دون ممارسة الجنس. وقد وصفوا النيرفانا على أنها نسوة روحية لا تنتهي.
نظرة القدماء إلى الجنس كانت مختلفة تماما عن النظرة الحالية إليه اليوم، فالجنس يؤدي إلى خلق حياة جديدة وهي المعجزة الأعظم على الإطلاق ولا تصنع المعجزات إلا على يد رب فقط. لذا فإن قدرة المرأة على أن تأتي بحياة جديدة من رحمها جعلتها آلهة مقدسة. والممارسة الجنسية كانت الاتحاد المقدس بين نصفي الروح الإنسانية "الذكر والأنثى" والذي يتمكن الذكر من خلاله أن يتوصل إلى الكمال الروحي والاتحاد مع الرب.
قد يخال ان فكرة الجنس كوسيلة للتقرب من الرب فكرة مرعبة، مثيرة للاشمئزاز ولكنها في الأحقية، تعبر طقساً (فالييروس غاموس) احتفاليا مقدسا إلى ابعد حد.
قبل ذلك ذلك كان يتم في المعبد! حيث أن اليهود الأقدمون كانوا يؤمنون أن قدس الأقداس في هيكل سليمان لم يك بيت الرب فحسب، بل بيت الربة شيكينا أيضا، لذا فقد كان الرجال الباحثون عن الكمال الروحي، يأتون إلى المعبد ليزوروا الكاهنات أو خادمات الهيكل ويمارسوا معهن الجنس للتواصل مع الرب من خلال الاتحاد الجسدي. والاسم المقدس للرب عند اليهود والذي يتألف من أربعة أحرف "يهوه yhwh أو بالانجليزية Jehovah هو الاتحاد الجسدي بين المذكر ياه jah والاسم العبري القديم لحواء havah.
بالنسبة للكنيسة القديمة كانت فكرة ممارسة الانسان للجنس كطريقة مباشرة للتواصل مع الرب، تشكل خطرا يتهدد قاعدة السلطة الكاثوليكية بحيث ان ذلك يقلل من اهمية الكنيسة التي نصبت نفسها الطريقة الوحيدة المؤدية إلى الرب، ولتكل الاسباب عمدت الكنيسة جاهدة على تحقير الجنس وجعله عملا شيطانيا وخطيئة مقرفة وحذت اديان رئيسية أخرى حذوها.
الإرث الحضاري القديم والفلسفة تقول ان الجنس امر طبيعي وطريقة مقدسة تقود الى السعادة الروحية المطقلة وبالرغم من هذا كله، يصفه الدين حديثا بأنه مخز وحقير بحيث يعلمنا ان من رغباتنا الجنسية على انها يد الشيطان التي تريد البطش بنا.
وهنا أقول: في المرة القادمة عندما ستكونون مع امرأة ابحثوا في قلوبكم وحاولوا أن تروا إذا لم تستطيعوا أن تنظروا للجنس على أنه طقس صوفي وروحاني. تحدوا أنفسكم وحاولوا أن تجدوا ذلك الكمال المقدس الذي لا يمكن للرجل أن يبلغه إلا من خلال الاتحاد مع الأنثى المقدسة.